أما آن لأهل دارفور أن يتعظوا ؟!!

أما آن لأهل دارفور أن يتعظوا ؟!!
بقلم :إبراهيم مليك
إن الواقع الأليم الذى حاق بأهل دارفور لعقودٍ خلت يجعل من أهل الإقليم جميعاً والحادبين على مصلحة السودان أن يقفوا وقفةً صادقة وأمينة مع أنفسهم ويجيبوا على هذه الأسئلة!!
إلى متى تستمر الفوضى واسترخاص دماء أبناء الإقليم والسودان ما بين التمرد والصراعات القبلية؟!!
ما الذى حققته الحركات و الدعم السريع لأهل دارفور؟!!
لماذا تقدم قيادات دارفور السياسية والأهلية مصلحتها على المواطن بدارفور ؟؟
لماذا توارت قيادات الحركات التى رفعت السلاح ضد الدولة بدعوى الهامش عن المشهد بدارفور وتركت الإقليم عُرضة للفوضى والقتل النهب والتهجير والصراعات القبلية ولم يُسمع لهم همسة إدانة؟؟
لماذا عجز عبد الرحيم دقلو وهو أكبر قائد للدعم السريع عن إيقاف القتال بين قبيلتى البنى هلبا والسلامات وترك القبائل تتصارع وهو يبحث عن مستنفرين لمحاربة الدولة وتحرير أهل دارفور من الكيزان حسب زعمه مع العلم أن السلاح والسيارات والقادة الذين أشعلوا هذا الصراع هم جزء من منظومة الدعم السريع ؟!!
أين حكومة إقليم دارفور وما هو دورها فيما يجرى بدارفور هل مازال مناوى فى موقفه (لا مع دول ولا مع دول )؟!
ولماذا لا يتدخل فى حسم الصراع القبلي والتفلتات الأمنية أم أن الأمر لا يعنيه ؟!
كل هذه الأسئلة تحتاج إلى الإجابة من أبناء إقليم دارفور وحدهم دون غيرهم لأن الدولة السودانية الآن فى تيه وتم بيعها فى سوق العمالة من أعلى قيادات بالدولة والدولة هي الحلقة الأضعف الآن فى دارفور هذا ليس تثبيطاً ولكن حقيقة يجب التعامل معها …
المطلوب عاجلاً من أبناء دارفور إذا أرادوا حقن دماء أهلهم
عقد مؤتمر طارئ لقيادات دارفور والإتفاق فوراً لتكوين قوة مشتركة لحماية المدنيين بدارفور بعيداً عن مسميات عرب وزرقة والفصل بين القبائل المتصارعة وفرض واقع على الأرض يمنع أي اشتباك مسلح فى دارفور حقناً للدماء ..
تكوين جسم يضم زعماء الإدارة الأهلية والقيادات المؤثرة فى دارفور للجلوس مع قادة الجيش والاتفاق معهم لترتيب أوضاع حملة السلاح من أبناء دارفور بعيداً عن أجندة قوى الحرية والتغيير المركزى الذين تركوا إقليم دارفور عرضة للفوضى وهم يتنعمون ويحلمون بالسلطة على حساب موت أبناء دارفور والشعب السوداني …
من الضرورى أن يدرك أبناء دارفور أن وقف القتال فى دارفور بأيديهم لا بأيدى غيرهم لأن الذى دفع ثمن الفوضى والتمرد هم أهل دارفور قبل غيرهم ..
العلاج الناجع لهذه الفتنة يبدأ باتخاذ خطوات شجاعة وإطلاق مبادرات يواجه فيها أهل دارفور جميعاً قضاياهم بأنفسهم وألا يركنوا لأحزاب سياسية ونشطاء يبحثون عن السلطة مقابل مآسي أهل دارفور …
هل يعجبكم يا أبناء دارفور أن يعيش أهلكم فى جحيم من أجل أن تصلوا لكرسى سلطة زائل بدعاوى وأوهام عشعشت فى عقول بعضكم منذ أمدٍ بعيد !!؟
أما آن لكم أن تدركوا أن حياة الإنسان فى دارفور والسودان أغلى من رئاسة الجمهورية ؟!
هل عجزت النخب السياسية من أبناء دارفور الوصول للسلطة عبر أجسام مدنية وجعلوا دماء أهلهم قرباناً للسلطة ؟!!
هناك جزء من أبناء دارفور يعملون بفقه الخوارج قديماً ويظنون أن الوصول إلى سلام بدارفور سيعجّل بقطع رقابهم وبالتالى لايريدون لدارفور والسودان أن يستقر لأن ثمن ذلك هو ملاحقتهم…
هناك قيادات سياسية وأهلية وعسكرية متواطئة فى الجرائم التى تحدث فى السودان وأن إطالة الأزمة سببها هذا التواطؤ …
مالم يدرك المواطن هذه الحقيقة ويعمل على معالجتها بنفسه ومحاسبة الانتهازيين ستظل الأزمة قائمة إلى حين أن يعي الشعب بعدوه الحقيقي من العدو المتوهم.
بالوعى تنتصر الشعوب لا بالعنف وكراهية الآخر .