رأي

الحرب اللعينة والدعم الصديق ( ٢ – ٢ )

الحرب اللعينة والدعم الصديق ( ٢ – ٢ )

بقلم :إبراهيم عثمان

▪️ حصار بواسطة المتمردين لوالي غرب دارفور، والوالي بنفسه ينقل للإعلام أصوات الرصاص قبل لحظات من خطفه، واعتراف من قادة التمرد هناك بخطفه، وتوثيق بالفيديو لعملية الخطف، ثم إعدام وتمثيل بالجثة، وتوثيق للإعدام وللتمثيل، برغم كل هذا كرر الأستاذ شريف محمد عثمان الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني حديث المتمردين عن ضرورة التثبت، وانتظار التحقيق قبل القطع بالجهة الفاعلة وإدانتها، وهو ذاته “الشريف” الذي زعم بأنه يملك – بلا تحقيق وبالاعتماد فقط على أقوال المتمردين – الحقيقة كاملة عن رصاصة أولى أشعلت الحرب، وعن براءة الدعم السريع منها .. لم يكتفِ شريف بحلفه مع الميليشيا بل كذلك سعى لمحالفة “التثبت” معها، لينصرها بحضوره وبغيابه !

▪️المؤكد أن الذين لم يدينوا محاولة الانقلاب الفاشلة في ١٥ ابريل، وبدلاً عن ذلك اعتبروها “رد فعل” مشروع لرصاصة أولى مزعومة، ما كانوا، حال نجاح المحاولة، سيحتاجون إلى كثرة الحديث عن رصاصة أولى، وربما اعتبروا الحديث عنها نزولاً بما حدث من ( ثريا ) العمل الثوري الجسور المبادر إلى ( ثرى ) رد الفعل الانتقامي المطعون في أصالته الثورية !

▪️ لا نستطيع الجزم بما منع جماعة المركزي من إدانة اغتيال الميليشيا لحرس البرهان، واستهدافه شخصياً بالقتل في مقر إقامته : أهو الرضا بمبدأ اغتياله كفعل ثوري مشروع، أم هو الرضا برصاصة ثانية في رأسه رداً على رصاصة أولى زعموها، رغم إنهم برأوه منها ؟

▪️كما إنهم، لسذاجتهم، يحاولون استغباء البرهان، ويرجون منه ألا يغضب ممن غدروا به وبحرسه، وأن يوجه غضبه إلى طرف ثالث بزعم أنه العزول الذي أفسد الود بينه والدعم السريع، كذلك يستغبون المواطنين، ويطلبون منهم ألا يغضبوا ممن يشنون الحرب عليهم، وأن يوجهوا غضبهم إلى طرف الثالث بزعم أنه هو من أغضب الميليشيا وحولها إلى هذا الوحش الكاسر !

▪️الذي يفوت على قادة قحت المركزي أن صمتهم عن خطابات حميدتي وعدم التعليق عليها مهما كان مضمونها، والاكتفاء بتأكيد صدورها عنه، الذي يفوت عليهم، أن هذا لن يرسل فقط رسالة التحالف المحرج، والخشية من إغضاب الحليف بالانتقاد، ومن إغضاب الشعب بالتقريظ، وإنما يرسل أيضا، عن غير قصد طبعاً، رسالة الاستهانة بقائد التمرد والنظر إليه كطرف ضعيف لا تأثير لخطاباته سوى ما تثيره من جدل حول صدورها عنه أو عن الذكاء الاصطناعي !

▪️بلغ اعتراف المتمردين بأن حميدتي عدو للشعب السوداني حد القول، على لسان المستشار عمران عبد الله، بأن الغاية من الأحاديث عن موته هي ( رفع الروح المعنوية للشعب السوداني ) .. لا أدري لماذا لم يتعلم المتمردون من قادة قحت المركزي، الذين تباروا في إثبات حياة حميدتي، لكنهم منعوا أنفسهم من مثل هذا الاسترسال الضار بحلفائهم ، وبعضهم – كمنعم سليمان – قرن الحديث عن حياة حميدتي بالحديث عن شعبيته وجمهوره الكبير !

زر الذهاب إلى الأعلى