شــــــــوكــة حـــــــــوت وجــه العـمـالـة القـبيـح
ياسرمحمدمحمود البشر
فى الوقت الذى كان يظن فيه الرئيس العراقى صدام حسين أنه قد بنى أقوى قوة عسكرية فى العالم العربى وأنه إختار صفوة الرجال لمعاونته فى إدارة حكم العراق وإطمئن للمحيطين به غاية الإطمئنان وظن أنه يمكن أن يستعرض بهم البحر ويفعل بهم العجائب بعد أن إختبر قواته فى الحرب العراقية الإيرانية ثم الإجتياح المفاجىء والغريب للقوات العراقية لدولة الكويت لكن فى حقيقة الأمر أن الجيش الذى أعده صدام كان مخترق من قبل المخابرات الأمريكية وأن كل الدوائر الأمنية التى تقوم بحماية وحراسة صدام حسين ما هم إلا مجموعة من الجواسيس والعملاء بعد أن قاموا بتمثيل دور الوطنيين الخلص الذين يحمون صدام بأرواحهم.
وأجادت مجموعة العملاء المحيطين بصدام حسين الدور المرسوم لهم من قبل الجهات التى قامت بتجنيدهم حيث نجد الصحاف يقوم بدور المهرج ويوهم القيادة بأن العراق قد كسب الحرب وأنه سيدحر القوات الغازية وظل يكذب حتى قامت القوات الأمريكية بإستلام المايك من فم الصحاف ولم يتم إعتقاله أو مسآلته بل تمت عملية ترحيله إلى أمريكا عقب سقوط بغداد كما نجد وزير الخارجية العراقى طارق عزيز قد إختصر كل معانى العمالة حينما قال Game Over وأكد للجميع أن ما يدور بالعراق لا يتعدى كونه لعبة بكامل تفاصيلها لعبة جعلت المخابرات العالمية تتخذ من العراق مسرحاً تبدأ به إرسال رسائل الترهيب لكل القادة العرب وبذلك تمت السيطرة على العالم العربى وأصبح معظم القادة العرب إن لم يكن جميعهم تحولوا إلى عملاء يخدمون مصالح أمريكا على حساب شعوبهم ولو بلغت المعاناة من شعوبهم حد المجاعة والمسغبة.
ولذلك فقد تجاوزت المخابرات العالمية عملية تجنييد العملاء من ذوى الوظائف الوسيطة فإنها تقوم بإختيار عملائها بصورة دقيقة جداً وتقوم بتقديم عملائها كبضاعة للشعوب وتسبقهم ضجة إعلامية يتحكمون فيها بعقول الشعوب ويعتقد المواطن أن البضاعة التى تروج لها المخابرات من أجود العناصر لكنهم فى خاتمة المطاف لا ينفذون إلا أجندة الجهات التى قدمتهم ويكون ولائهم لذات الجهات ولا سيما الذين يضعون الجوازات الأجنبية فى جيوبهم وكل ما يهمهم تنفيذ مخططات من جاءوا بهم لهذه المناصب فالعميل يكون عميق إنتمائه لمن يقفون ورائه والذين يستطيعون الوصول إلى مبتغاهم فى البلدان المستهدفة.
ويمكن القول أن صفحة العمالة واحدة فى كتاب التاريخ ومهما تلون العميل فهو لا يتعدى أنه إنسان وضيع وخائن لوطنه ويمكن أن يلعب أقذر الأدوار من أجل أن تتكامل أدوار العمالة والخيانة الصامتة على أن يمارسونها من أعلى المستويات والعميل هو عميل ولو أظهر غير ذلك فللعمالة رائحة تزكم الأنوف وتظهر على صاحبها مهما حاول إخفائها والظهور بمظهر الوطنى الغيور.
ربــــــــع شــــــــوكــة
هناك عدد من العملاء يقومون بالأدوار المرسومة لهم وينفذون المخططات فوق المعدل المطلوب ويدهشون الجهات التى جندتهم ويقومون بما تعجز عنه الجيوش والأسلحة وكلما أتقن العميل والجاسوس دوره كلما كانت فترته قصيرة فى موقعه التى رشحتها له الجهات التى جندته فى سلك العمالة والجاسوسية.
ربــــــــع شــــــــوكــة
(طرينا الحديد الإبرة كشكشت).
yassir.mahmoud71@gmail.com