((همس الحروف) ..الحديث الغالي بلغة الأرقام عن الفريق الغالي)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم على
كسر النفس بالتواضع مرتبة عالية لا يصلها أي فرد من الناس إلا بحقها وهو النزول عن المرتبة التي يعظم الناس فيها الشخص المعني لمكانته الرفيعة أو لوظيفته الكبيرة أو طمعاً في ماله . حيث أن التواضع منحة ربانية عالية الأدب لها أصحابها الذين تعرفهم و هم يعرفونها جيداً ، و تدل على نقاء السريرة و طهارة الروح و عفة النفس إذ يستطيع الفرد به إستلاب محبة و مودة الناس عنوة من قلوبهم بدون كدٍ أو عناء ، و كل ذلك بحقه ، بتبادل الحب بالحب و الإحترام بالتقدير ، و كما يدعو التواضع إلى المساواة بين الناس بالنزول الى ضعيفهم قبل الصعود إلى عظيمهم و ذلك بنشر الترابط بين جميع فئات المجتمع بدون فرز ، و هذا هو الشيئ الذي ينقي القلوب و يخلصها من أمراض الحسد و البغضاء و الكراهية المطلقة بين عوام الناس . و كذلك قيل : عنه أنه تعظيم من هو فوق الإنسان إعترافاً بفضله ، حيث لا يعرف الفضل الا أهل الفضل .
فالتواضع سمة لا يتحلى بها إلا من أدرك فهمه حقيقة الحياة وقصر رحلتها وتقارب محطاتها و قلة زادها ، و قد تشبعت نفسه بالإيمان المطلق بوجود الله ، و قد علم أن عند الله تلتقي الخصوم ساعة العرض في يوم الحساب ، ففي عرض كمي عن رجلٍ عظيم قصدناه في أمر في مظلمة نفر من الشعب فلم يخيب ظننا فيه ، ولهذا إرتهن حديثي عنه إلى الأرقام و النسب ، و ليس فقط بالكلام الذي يدغدغ المشاعر عند القراءة ثم يختفى ذلك الإحساس ، فحتى يظل هذا الرجل كما عرف عن نفسه ليكون مثلاً أعلى في الأخلاق و التواضع و إغاثة المستجيرين به و نصرة المظلومين و حتي لا يذهب أثر الحديث عنه بعد حين . فحديثي عنه بلغة الأرقام التي لا تكذب مطلقاً ، و كما أنها هي الأسهل و الأوضح في القياس وعند التقييس .
كنت لا أعرفه حينما جالسته و لكنه عرفني عن نفسه بفعله لا بقوله ، و بالحق كانت تجري الكلمات بين شفتيه لتوصف لنا عن سعة قلبه الجميل لينطق ذلك الجمال على لسانه في لغة سلسة لا تقبل التعقيد و يملأوها الورع و الخوف من الله تجاه حقوق الضعفاء ، فهو يعتبر من أصناف الرجال الذين قل وجودهم في هذا البلد و هو إبن مدينة زالنجي الجميلة و المتشبعة بالخضرة و الطبيعة الخلابة و العطاء و الترابط الإجتماعي الفريد ، فلقد أتى منها هذا الرجل يافعاً و إلتحق بعرين الأبطال و مكمن صناعة الرجال ليأخذ منها صفات رجولية أخرى إضافة فوق التي تربى عليها ، و التي من الصعب بلوغها إلا عن طريق تقديم النفس والنفيس فداءً لهذا الوطن ، فتخرج في الكلية الحربية في سنة 84 و عمل في وحدات كثيرة بالقوات المسلحة و لقد تدرج في الرتب أثناء قيامه بأداء ضريبة الوطن والمواطنة وذلك بسد الثغور العديدة ، والتي لم يكل فيها أو يمل حتى كان آخرها محطة له في قيادة الفرقة الرابعة (الدمازين) و التي تقاعد منها في سنة 2015 برتبة اللواء ، ثم تمت إعادته إلى الخدمة في 2020 ليتقلد منصب الأمين العام لمجلس السيادة برتبة الفريق ، إنه رجل أهلته القوات المسلحة بكل دوراتها الحتمية ، و ماجستير العلوم العسكرية والأركان ، و دورات الحرب العليا بالسودان و الأردن ، وكما أهل نفسه بنفسة ببكالريوس اللغة الإنجليزية حيث ناله من جامعة أمدرمان الإسلامية ، و كما نال دبلوماً وماجستير من جامعة مؤتة بالأردن وكذلك دبلوماً آخراً في إدارة الأعمال من جامعة الإمام المهدي ، حتى تقاعد و بعد ذلك تفرغ من أجل زيادة التأهيل لنفسه بدراسة الدكتوارة بجامعة النيلين (مشروع تحت الدراسة) حيث كان موفقاً في إختيار موضوع دراسته التي كان فحواها (دور الجهود الوطنية في إدارة الأزمات في السودان) و كان موضوع بحثه عن حالة أزمة دارفور ، إنه الفريق : محمد الغالي علي يوسف من مواليد زالنجي 1961 و رب أسرة و أب وصديق لعدد من البنين والبنات .
لقد كتبت مقالاً عن قضية أسواق جمعية الشباب المنتج بساحة الحرية (الساحة الخضراء سابقاً) و التي عرضت فيها المأساة الحقيقة لهؤلاء الشباب الذين حاولت إدارة ساحة الحرية إخراجهم من حرمها خلال 48 ساعة وكأنهم أدوات جامدة لا يحملون أرواحاً متصلة بروح الله وكذلك ليس لهم حقوق أو عليهم واجبات ،، و بما أن هذه الساحة من الأماكن السيادية للدولة فهي تتبع للقصر الجمهوري و تقع تحت إدارة الأمانة العامة لمجلس السيادة ، فحينما وصلته هذه القضية ، فقد تعامل معها بإنتباه شديد و حاول أن يحفظ حقوق الشباب من الضياع قبل النظر إلى حق الدولة ، بقلب يحمل في طياته قدر عظيم من الرحمة ، و كما لم يكن غليظاً ، و لم يبرز في هذه القضية عضلات هذا المنصب الفخيم الذي كان لا ينظر إلى حاجة الناس الضعفاء في العهد السابق ، و لقد سار مع قضية هؤلاء الشباب على حسب ظروفهم ذات الصعوبة البالغة التي كانت في هذه الظروف المعقدة ، وكانت الحلول تنصب في مصلحتهم حتى يتم توفيق أوضاعهم بدون ضغط عليهم قد يدخلهم في خسائر مالية ، و حتي يتم إيجاد البديل المناسب لهم الذي يلبي حاجتهم وطموحاتهم وفق القاعدة الفقهية التي تقول (لا ضرر و لا ضرار) بحيث يجب الحفاظ على حقوق الدولة دون ان يضار الشباب منها و العكس هو الصحيح .. إنه الغالي الذي لا بديل له إلا الغالي ، فإنه رجل عظيم و رحيم بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني ، فإن لم يكن له موقفاّ غير هذا الموقف الذي أظهر فيه نقاء معدنه وصفاء سريرته لكفاه أن يكون به قائداً ومعلماً و قواماً ، لأنه عدل حينما حكم و لم يظلم و هو يمتلك كل أدوات الظلم ، فإقتطع من عزيز وقته لأجل الإستماع إلينا و بإنتباه شديد لحيثيات هذه القضية بكل تواضع ظهرت فيها بساطته و هو يتداس معنا الحلول الوسطية بكل أريحية بدون فواصل وظيفية أو حواجز نفسية قد تخلقها السلطة عند البعض ،، بارك الله فيك يا سعادة الغالي (الغالي والنفيس) و حفظك الله ورعاك و سدد خطاك .