شـــــــوكة حـــــــوت

ياسرمحمدمحمود البشر
المشهد السوداني
*أضحي المشهد السياسي السوداني، كتابا مفتوحا للجميع وذلك بتسارع وتيرة المتغيرات والتقلبات التي تعتريه حينا بعد حين، في ظل سياقات إقتصادية قاتمة وأخري أمنية مخيفة، أصابت الإنسان السوداني في مقتل، وإن بدا هذا المشهد للمراقب العادي علي أنه ينطوي علي فصول غامضة سببها غموض طرائق السياسة ذاتها في محيط عالمنا العربي الإفريقي وعلي ذات السياق، تتسع دائرة الوعي السياسي لدي الجميع يوما بعد يوم، وتتراكم تجارب الفرد السوداني، جراء المعاناة اليومية والتي تتسم بقسوة لا تخطئها عين المراقب، رغم الصبر الجميل الذي يتحلي به بطبعه دوماً.
*وعليه وبعيدا عن الإنحاء باللائمة علي هذا أو ذاك ممن هم في سدة الحكم من الفاعلين السلطانيين أو السياسيين عموما دعونا نلقي نظرة فاحصة علي هذا المشهد المرتبك علها تعين علي تشخيص الداء إبتداء ثم التمكن من إعمال المبضع المناسب لإستئصاله هذا إذا خلصت النيات ولنبدأ بالدولة ككيان أو هيكل لحكم مؤسسي يرتكز علي قدرات ومفاهيم ونظم يتواضع علي إرسائها مُشَرعُون أَكْفَاء ليتسني لمن يحكم بموجبها تصريف شؤون الحكم وبسط سيطرته الشرعية علي صُعُدٍ كثيرة كجهاز الحكم وإدارة المؤسسات الناظمة للعلاقات داخل المجتمع العريض ومع ذلك باتت طريقة الحكم وإدارة الدولة باعثا يدفع الكثيرين إلي إثارة تساؤلات حولها ولا تنتهي أبدأ لأنها لا تجد إجابات مُفْحِمةً وشافية والجميع تائهُ وحائر والحال كذلك يمكننا القول إن هذا البلد الحبيب، عافاه الله، وبالرغم من ما تحقق من سلام جزئي إلا أنه ما زالت تسيطر علي أجزاء من جغرافيته فواعل مسلحة داخلية وخارجية إنظر (وهو الحلو في كاودا وعبدالواحد في جبل مرة) علي المستوي الداخلي، وأنظر (مصر في حلايب وإثيوبيا في الفشقة) علي المستوي الخارجي وهذا يعد من مؤشرات ضعف الدولة وبالتالي تراجع سيطرتها علي أجزاء من جغرافيتها وهنا يجب أن نرسل تعظيم سلام للقوات المسلحة وهي تحارب لبسط سيطرتها علي الفشقة.
ومن مؤشرات ضعف الدولة أيضا إقفال بعض المؤسسات الحكومية ووضع المتاريس في الطرقات العامة بعد نجاح الثورة وإستخدامها ككروت ضغط في وجه حكومة الثورة لتنفيذ بعض المطالب والتي كان يمكن أن تصل لصانعي القرار بصورة مغايرة تماما ولكن في ظل الخلط الصريح لمفاهيم الحريات المتعددة التي تنادي بها الشعوب الثائرة التي تريد إستشراف المستقبل المشرق بما لديها من قيم ومثل ومفاهيم ديمقراطية واضحة المعالم أصبح المشهد أكثر تعقيدا إن ما نخشاه بعد إنقضاء الفترة الإنتقالية ظهور قلة الزاد الفكري السياسي وفقر الفكر الإقتصادي، في ظل صراع السودان علي البقاء تحت ضغوط داخلية وخارجية متعددة وبالغة التعقيد في آن معا، وفي مثل هذه الظروف، ينبغي أن يكون الإنتماء خالصا للدولة وليس للسلطة وبالتالي التوافق علي رؤية الدولة وفكرتها الوطنية لتجنب مخاطر ظهور الإنتماءات الضيقة (كالقبلية) أو (الحزبية) والتي قد تجعل الفرد يسمو بولائه لتلك الإنتماءات الضيقة علي ولائه للدولة وهو ما قد يحدث في حالة ضعف تحكم الدولة وفشلها في إدارة التنوع والتعدد المجتمعيالأمر الذي يدفع المجموعات المكونة له للإحتماء وراء إنتماءتها العرقية أو الحزبية مما يؤدي إلي حالة من التفكك وبالتالي تطغي حالة اللأمن مجتمعي.
*إن مصلحتنا الوطنية تحتم علينا قراءة واقعنا الإجتماعي بشكل صحيح حتي نتجنب مخاطر الدخول في حروب أهلية، (جنبنا الله الفتن،ما ظهر منها وما بطن )،وعليه دعوني في الختام أتجرأ علي القائمين علي أمر الأحزاب العقائدية يمينها ويسارها لأُمَحّصنَهم النصح همسا في آذانهم بأن ما (لا يتجدد يتبدد) فعليهم القيام بمراجعات فكرية صادقة أمينة بعيد مداها، لأن الفعل الديمقراطي أصبح معلوما تماما ومطلوبا بشدة وفقا للتطبيق المتراكم والراسخ الذي نشهده في رحاب الديمقراطيات العتيدة الأمر الذي يحتم علي الجميع الإستئناس به كتمجربة إنسانية ناجحة ومثال يحتذى.
*خالد فضل السيد جبريل الكناني
١٣ فبراير ٢٠٢١.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
*شكرا جميلا وجزيلا أستاذ خالد فضل السيد فالمخاطر التى كنت تنظر إليها بعيون الزرقاء قد حدثت فعلا ووقعت الحرب والجميع مشتركين فى تأجيج الصراع ومازالوا يتبادلون الإتهامات فى الوقت الذى إحترق فيه السودان بصورة تراجيدية ودراماتكية لم يتوقعها أكثر الناس تشاؤماً.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
*إذا توقفت الحرب فلن يعود السودان كما كان وقد يكون هناك إنفصال آخر وجزء عزيز من أرض السودان ستنفصل.