رأي

موازنات


الطيب المكابرابي

خارطة الخبراء وقيادة المتمردين

مجموعة من ابناء هذا البلد اصحاب خبرة ورؤية ووطنيون دون ادنى شك تقدموا بما راوه خارطة طريق لاخراج السودان مما هو فيه الان وانهاء معاناة الناس بسبب هذا الاعتداء والتعدي من مليشيا مجرمة لاتعرف ربا ولا دينا ولاقوانين…
خارطة طريق الخبراء تناولت في ديباجتها الوضع في السودان وضرورات ايجاد المخرج والعلاج ومن هم اصحاب هذه المبادرة ومااسباب هذا الطرح في الوقت الحالي..
المبادرة وبعد تلك المقدمة وتوصيفها لكيفية مراقبة مايتم الاتفاق عليه بدأت ببنود الاتفاق التي يجب ان يتم التوقيع عليها بواسطة ممثلين للجيش والمليشيا المتمردة وقد بدأت بوضع التزامات يجب على التمرد الوفاء بها وهي الخروج من المؤسسات الرسمية والخدمية ومن منازل المواطنين والالتزام بعدم التعرض بالاذى للناس والقوافل والشرطة التي يجب ان تبدا ممارسة عملها في حراسة وتامين الناس والمساعدات..
قالت الخارطة ان هذا الخروج يسبقه تحديد موقع لتجميع ماتبقى من عناصر المليشيا المتمردة ومن بعد اكتمال كل ذلك يبدا التفاوض حول عدد من القضايا التي تعني الشأن العسكري متزامنة مع تشكيل حكومة غير حزبية تدير البلاد حتى موعد اجراء الانتخابات…
كل ماورد في هذه المبادرة لم يخرج عن مطالب ومطلوبات معقولة تم طرحها قبل اليوم وعلى عدد من المنابر والمبادرات ومن بينها منبر جدة ولم تجد التنفيذ أو الالتزام..
مااوردته المبادرة وماجاء فيها مطلوبات ستؤدي قطعا الى ايقاف هذا النزيف المستمر في الدماء وسينهي حالة اللادولة التي تعيشها عاصمة البلاد وحالات التعدي والاهانة والسلب والنهب التي يتعرض لها المواطنون الان خاصة في بعض مناطق الخرطوم حيث بدا التمرد يفرض رسوما على خروج ودخول المواطنين وعلى المركبات والبضائع ..
ماغاب على اهل المبادرة وكل المبادرات السابقة أنهم يفترضون وجود قيادة لهؤلاء المتمردين يمكن ان تجلس وتتفاوض باسمهم أو تتخذ قرارا لتتفيذ اي بند من بنود الاتفاق…
قالت المبادرة ان المسؤول الاول في المليشيا هو من سيكون ممثلا أو ملتزما بالتنفيذ والكل يعلم إلا مسؤول أول ولا ثاني ولاثالث يقود هؤلاء أو ياتمرون باوامره أو حتى يسمعوه بعد ان غاب اصحاب ومالكي القطيع الاول والثاني واختفت بقية القيادات بين قتيل وجريح وهارب ولم يتبقى إلا الابواق وهؤلاء لن ياتمر بامرهم احد من هؤلاء الاوباش…
المبادرة لا تعني هزيمة التمرد اذا ماتمت بالشكل الذي طرحت به وهي ذات النتائج التي كان يمكن الوصول اليها قبل حين ولكن التمرد كان يطمع في تحقيق نصر يؤؤول به إليه حكم السودان في بادئ الأمر ثم من بعد ذلك اصبح فاقدا لمن ياتمر بامره تنفيذا لمطلوبات كل مبادرة أو اتفاق..
مايجب ان يتم التركيز عليه الان ان كانت هناك رغبة في تنفيذ هذه الخارطة أو غيرها من المبادرات هو البحث عن قيادة هؤلاء الناس وهل هو فعلا قادر على بسط سلطته عليهم وتنزيل اوامره لتصبح موضع التنفيذ ؟؟؟
هذه هي العقدة الوحيدة.. فإن وجدت قيادة حقيقية وتم التاكد من وجود وسيلة تواصل بين قطاع الطرق هؤلاء وقائدهم يمكننا الاطمئنان الى امكانية ايجاد الحلول ….
وكان الله في عون الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى