في الفولة (الحميرة) أمرهم فوضى بينهم!! ؟

بقلم :يوسف عبد المنان
يدعونها تدليلا وتجميلا وتشبيها تطلعا بالفوله الحميره شبيهت الخرتوم؛؛ حينما كانت الخرطوم مثالا تتوق له الأعناق وتشرئب له نفوس الحسان من الأطراف وحينما أطلق أهل نيالا على أكبر أحياء المدينة (خرتوم بالليل) قبل أن ترخي المحن كلاكلها على الخرطوم وتصبح مدينة لاتسكنها حتى القطط كما بشرها حميدتي يوما وهو يتوعد أهلها بالويل والثبور وعظائم الحروب والكروب
الفوله تعني الأرض المنخفضة التي تتجمع عندها مياه الأمطار في فصل الخريف وتعتبر الفوله حتى عهد قريب محطة لقطار الغرب وقطار واو قبل أن تغرب شمس الأخير ويموت من بعده قطار نيالا والان يموت السودان كقيم وانسان وحضارة ويبقى أطلال يحكمها من بيده القوة ويذهب الحق بعيدا في صراع الحق والقوة وقد تنتصر القوة في معركة لكنها بوعد الصادق الصدوق ينتصر الحق ولو بعد حين
الفوله مدينة حديثة التكوين والنشاة وهي إحدى ثلاثة مدن تمثل حواضر وعواصم ورئاسات قبيلة المسيرية وهي واسطة عقد( مراحيل) جمع مرحال وهو الطريق الذي يتخذه الرحالة في رحلتي الخريف والصيف من الجنوب الغني بالكلا إلى الشمال الفقير والمسيرية ثلاث بطون كبيرة هم العجايره وعاصمتهم المجلد التي تعتبر مقرا النظارة الكبيرة والمسيرية الزرق وعاصمتهم لقاوة ومقر رئاستهم وبين الزرق والعجايرة المسيرية الفلايته وهو الأكثر مدنية واستقرارا وتنافس المتنافسون حينما تم إقرار تقسيم إقليم كردفان في مقر عاصمة الولاية وتغلبت الفوله بوسطيتها الجغرافية وتتمازج سكانها من مسيرية وبني فضل وحمر وبرتي وبرقو وقليل من النوبة ويعتبر فخز الفلايته المتانين هم عظم الفوله ولحمها الآخرين واذدهرت المدينة في العشرية الثانيه من عمر الإنقاذ بعد أن سلبت اتفاقية نيفاشا منها ثوب الولاية والبستها قفطان القطاع الغربي بعد أن ذهب دم الولاية بين كادقلي والابيض وتم تدليل الفوله بتحسين الخدمات ونهض العمران الحكومي وأصبحت الفوله تشبه الخرطوم في خدمات المياه والكهرباء والاتصالات
تمردت الفوله كثيرا على المركز ولكنها لم تجرؤ على خراب بيتها كما فعلت أمس وهي تسرق نفسها وتستبيح حرمة ذاتها وتخرب بيتها بيدها حينما وجددت البلاد قد أصبحت مكشوفة وامرأة مباحة لقطاع المدن والفوله غسلت وجهها بدم بنيها حينما صار الحرامي والنهاب (رجلا) تغني له الحسان ويوقره المجتمع خوفا من بطشه وجبروته وحينما دخل الفوله في رابعة النهار الاغر فتية نهبوا في غزوتهم للخرطوم سيارات واثاث بيوت ومبردات مياه ومال وسلاحا وخطأ القوات المسلحة التي اقترفته انها حاولت أن تسأل ( فرسان الحرب) القادمين من أرض السبي والنهب عن أوراق العربات فماكان من الفرسان الا إطلاق النار على الجيش الذي في نظرهم مطلوب منه أن ينظر إليهم فقط وهم يجوسون الديار بغنائم وسبايا جاؤ بها من الخرطوم حيث المال والسيارات والذهب والأثاث ولن تتحقق الديمقراطية الا بنهب آخر ركشه في الخرطوم وشنق الكوز بمصران جلابة الشمال والوسط ذلك هو خطاب الكراهية كما يسمونه البعض وخطاب الثوار في الخطوط الأمامية بالكلاكله وجبره وبيت المال والحلفايا
دخل الثوار الفوله الحميره وينتظرهم الآباء المسبحين بالعشية والابكار وتنتظرهم الحسناوات وتتغني بمجدهم الحكامات فكيف يعرضهم عارضا بعد أن سكبوا العرق وقدموا أنفسهم رخيصة من أجل الغنائم التي جاؤ بها وتبادل فرسان الفوله مع الجيش فسقط منهم قتلى وجرحي وغضبت الفوله من أطرافها وفرقانها وقراها على فعل الجيش المشين وهو يعترض فرسان وصلوالفوله بغنائم خدمة ضراع وعرق جبين كسرو لها بيوت الناس وتحملو مشقة قيادة السيارات الفارهة من ام درمان حتى الفوله فكيف يعرضهم معترضا؛؛
وهم ورثة المجد وتقاليد التمرد على السلطة منذ ماقبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم رفض بعض من ثوار الفوله وفرسانها القادمين من مقارات وفتوحات امدرمان نحن الفوله لتحريرها من إرث الماضي وإرساء دولة الديمقراطية ولن يتأتى ذلك بغير نهب شرطة المحلية والاستيلاء على المال في البنوك وقد هرع الصقور الجوارح إلى( الرمه) هذا ينهش لحم الصدر وهن البنوك والصناديق ومقار المنظمات وذاك( يخمش) لحم الفخذ وهي المحال التجارية في سوق المدينة ومن الثوار من لهم خبرة مكتسبة من واقع مشاركتهم في تحرير سوق سعد قشره وتحرير السوق العربي وماهي الا بضع ساعات وقد أضحت الفوله رمادا تزره الرياح في يوم عاصف كأنه يوم عاد وثمود ذو الأوتاد وخربت الحميرا والعمده حسن شايب يرجف غضبا وبشير عجيل مطاطا الراس حزنا على ماآل الحال وشيبون الضوي يتأمل في الضل الوقف وماذاد والناظر عبدالمنعم الشوين حائرا بين الدعم السريع والجيش بطي الحركة حتى( خربت الفوله) بيدها لا بيد عدوا لها وكأنها تستحضر قول شاعر جاهلي يباهي بضلال قومه إذا لم يجد منهم عدوا يقتله حارب أخا له