((همس الحروف) .. نجدة السودان (999) حصاد السراب) ✍️ الباقر عبد القيوم على
☘️🌹☘️
قبل البدء أطلب من القارئ الكريم أن يتصل برقم النجدة السودانية (999) من أجل التأكد من صحة ما أقول حتى لا أكون قد ظلمت هذه المؤسسة الشرطية التي أشك أنها قد أخذت الأربع أحرف الاولى من إسم السودان شعاراً لها و التي يفترض أن تكون سريعة الإستجابة و خفيفة التنقْل و عالية الجاهزية للتعامل في كل الظروف من أجل الإنقاذ و مكافحة الجريمة و إغاثة الجمهور بأقصى سرعة ممكنة عند الطلب ، ففي إحدى المرات بإنجلترا قمت و بدون قصد بالضغط على أرقام النجدة ، و بسرعة البرق أغلقت الهاتف قبل وصول الجرس الأول إلي هاتفهم فما كانت إلا ثواني معدودات و النجدة تصلني لتتفقد أحوالي فأعتذرت لهم كثيراً و أخبرتهم بأن هذا الأمر قد حدث عن طريف الخطأ و لكنهم لم يبارحوا المكان حتى تأكدوا بأنفسهم أن ليس هنالك ما يهددني و لاجل ذلك التهديد يمكن أن أكون قد قمت بتغيير رأيي ، وظلوا في حالة تحري قصوى معي وإستطلاع للمكان حتى إنصرفوا ، و كذلك في ذات مرة أخرى تعرضت لحادث سير بسيط بأمارة دبي فإتصلت بالنجدة و لكن بطارية هاتفي لم تمهلني من التبليغ عن الحادث فقبل ان أتمكن من شرح ظروفي لهم فقد أغلق هاتفي لإنعدام الطاقة به ، و لكن قبل أن أتدبر أمري بالرغم من انني لم اتمكن من قول أي كلمة لهم وصلتني النجدة وأنا على بعد مسافة 40 كيلو متر من وسط المدينة و قدموا لي المساعدة المطلوبة .
أمس البارحة بتايخ 4 مايو 2021 و في تمام الساعة 11 تعرضت المعلمة سلوى محمد داؤد بمدارس حطاب الشلعاب الحكومية لمحاولة القتل رجماً بالحجارة من قبل متفلتين (نيقرز) ، فكان ظنها في النجدة من بعد الله تعالى كبيراً ، و بينما هي تحاول الإتصال وكان أحياناً يرد عليها الرد الآلي أن هذا الهاتف مغلق او خارج نطاق الخدمة ، و أحياناً كان الجرس يرن بدون ان يرد عليها أحد ، و ما زالت تعاود الإتصال مرات عديدة من أجل إنقاذ نفسها ، و في حوالي الساعة 11:47 رد عليها موظف الخدمة و حكت له الواقعة بعد أن عرفته بأنها معلمة و ان حياتها في خطر و هي الآن تتعرض للموت داخل حرم المدرسة ، و لكن ما هو غريب في الأمر الشيئ الذي لم أجد له تفسير حتى تايخ كتابة هذا المقال ، حيث طلب منها طلب غريب و عجيب وطلب منها ما نصه : (دعي مدير المدرسة يتصل بنا) !! و لكن ما يطمئننا أن جميع هذه المكالمات مسجلة ، فصدقوا أو لا تصدقوا حينما عاودت عليه الإتصال مرة أخرى لم يرد عليها أبداً .
هذه المدرسة تعتبر من المدارس التي ما زالت مختلطة (بنين و بنات) فتصوروا معي كم هي حالة الذعر والرعب التي أدخلها هؤلاء المجرمين في نفوس طلاب و طالبات و معلمين ومعلمات هذه المدرسة وكمية الإحباط التي نتجت من سلوك النجدة المحبط و الذي قام بدعم المجرمين بصورة غير مباشرة و ذلك لعدم إستجابتها لنداء هذه الإستغاثة و التي كانت عاجلة ولا تحتمل التأخير ، ولقد حاول كل من كان يحمل هاتفاً في ذلك المكان بالإتصال بها إلا أنها قامت بتأكيد عدم جاهزيتها لمثل هكذا أمور .
حياة المعلمة سلوى هي حياة كل المعلمين بالسودان ، و حيث يمثل هذا الإعتداء الغاشم الذي تعرضت له إعتداء على كل نساء السودان ، ما حدث لها من قصور من موظف إستعلام النجدة يعتبر طعنة في خاصرة كل الشعب السوداني و يشكل ذلك السلوك المنحرف و الذي لا يتوافق و مهنية الموسسة جريمة نكراء و تعدي سافر على أمن كل المواطنين ، وذلك يرجع لعدم المؤسسية التي يسير دولاب الخدمة في السودان لإنعدام الحسيب و الرقيب ، حيث أن هذا السلوك يؤكد الحكمة التي تقول من أمن العقاب أساء الأدب .. و نطلب من وزيرة الداخلية و مدير عام الشرطة توضيح هذه الملابسات التي حدثت للمعلمة سلوى و ما زالت تحدث يومياً لغيرها عند الإتصال برقم النجدة ، فأما بخصوص هذه الحالة وجب على مدير إدارة النجدة مغادرة موقعه هذا و فوراً بدون رجعة ، لأن إستمرار وجوده في هذا الموقع يشكل خطراً على أمن وسلامة المواطنين .