شــــــــوكــة حـــــــــوت شـٓــفـقـة حــمــدوك.
ياسرمحمدمحمود البشر
تحكى الطرفة أن إحدى المغتربات قد عادت إلى أرض الوطن بعد طول غياب وبدأت إجتماعياتها بالترحم على الأموات فكانت تذهب إلى أهل ميت مضت على وفاته عشرة سنوات أو أكثر لتعزى فيه وهى فى طريقها لواجب عزاء وجدت فى الطريق رجل تجاوز الثمانين من عمره وقد توفى شقيقه الأكبر قبل ما يزيد على السبع سنوات وما أن رأته هذه العائدة بادرته برفع الفاتحة ونادت عليه بإسمه يا عمى فلان الفاتحة وإضطرب الرجل وبدأ يفكر فى من هو الميت له وماذا حدث لأفراد أسرته بعد أن خرج منهم وبعد الفاتحة سألته المغتربة يا عمى فلان إنت ما عرفتنى فرد عليها الرجل (على بالطلاق ولا إنت ولا المرحوم ما عرفت فيكم واحد).
بالأمس أصدر الدكتور عبدالله أدم حمدوك قراراً عين بموجبه منى أركو مناوى حاكماً لإقليم دار فور تنفيذاً لإتفاقية جوبا وأظن أن حال حمدوك مثل حال هذه المغتربة التى عادت إلى أرض الوطن بعد طول غياب ويريد أن يقول للناس أنا موجود ويتعامل مع عقول مواطنيه بسبهللية وعبط منقطع النظير وكأنه هو المسؤول عن الإنس والجن فى السودان من دون أن يعرف مآلات قراراته التى يصدرها وتأثيرها على المجريات بأرض الواقع ويمكن القول أن حمدوك قد وضع اللبنة الأولى فى عزل دار فور عن بقية أجزاء السودان لو كان يدرى حمدوك بخطورة هذه الخطوة فهذه مصيبة وإن لم يدر بها فهذه مصيبة أكبر.
وحتى لا نذهب بعيداً فإن السودان به ١٨ ولاية ودارفور وحدها بها خمسة ولايات ولم يصدر قرار من ديوان الحكم الإتحادى يقر بعودة نظام الأقاليم بالسودان ومازال السودان يحكم بنظام الولايات والمنطق السياسى والحكمة تقتضى العودة إلى نظام الأقاليم مجددا ومن ثم تعيين حكام لهذه الأقاليم لكن خطوة تعيين مناوى حاكماً لإقليم دار فور خطوة سابقة لأوانها وقفز فوق جدار حائط إتفاقية جوبا التى أقرت العودة إلى نظام الأقاليم.
حمدوك عاد للسودان بعد طول غياب وأراد أن يذكر الشعب السودانى بإتفاقية أديس أبابا ١٩٧٧ التى أعطت الأقليم الجنوبى الحكم الذاتى مع العلم أن الجنوب كان يُقسم إلى عشرة مديريات الذى أفضى بدوره إلى تطور فكرة الحكم الذاتى إلى إنفصال الجنوب فى العام ٢٠١١ وتعيين مناوى حاكماً لإقليم دارفور هذا بمثابة إعلان صامت للحكم الذاتى لإقليم دارفور الأمر الذى سيقود إلى إنفصال دارفور ولو طال الزمن وبذلك يكون حمدوك قد نجح بإمتياز فى تنفيذ المطلوب منه.
نــــــــــص شــــــــوكــة
لو كان حمدوك يمتلك قليل من الحصافة والوعى السياسى لما إستعجل هذه الخطوة لأن مناوى لا يمثل كل أهل دار فور بقدر ما أنه يمثل حركته التى وقع بإسمها ومجرد تعيين مناوى سيفتح الباب أمام صراع جديد بدارفور وسيكون أعنف مما يتصور حمدوك.
ربــــــــع شــــــــوكــة
الفرق بين حمدوك وعشوشة همسة حمدوك أسأل مستشاريك عن شفقة عشوشة.
yassir.mahmoud71@gmail.com