((همس الحروف) .. وكيل قطاع الكهرباء و اللعب على الذقون)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم علي
في بداية الإسلام قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبتعاث سيدنا عبد الله بن جحش القرشي رضي الله عنه وأرضاه في مهمة و كان معه بعض الصحابة ، و يعتبر هذا الصحابي من أشجع رجال قريش ، و لذلك كان مهاباً بين المشركين ، فأرسله إلى وادي نخلة من جهه مكة ، فإعترضته قافلة لقريش وكان على رأسها عمرو بن الحضرمي ، فاشتبكوا معم في معركةحتى إستطاع المسلمين من قتل قائدهم الحضرمي ، و كان ذلك في شهر رجب ، و هو من الأشهر الحرم ، فثارت قريش لذلك و قالت : إنظروا كيف يستبيح محمد قتل قائدهم في الأشهر الحرم ؟ و كان ذلك من اجل التبرير السمج الذي يحاولون به تجميل صورة إعتدائهم على المسلمين ، و لكن إذا تحولت هذه الهزيمة لإنتصار ضد المسلمين لما تعللوا بهذه الحجة الواهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهي التبرير السمج بالصغائر من أجل كسب الكبائر من الأمور بصورة كانت كواضحةً وضوح الشمس في كبد السماء ، ولهذا نجدهم قد تدثروا بثياب الخديعة حتى يمرروا أجنداتهم الخبيثة و يكذبوا بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حينما قالوا أن محمداً قد قام يقتل صاحبهم في الشهور الحرم التي حُرٍّم فيها القتال ، إذ يعتبر ذلك الأمر من اجل الكسب الرخيص الذي كانت تقودهم إليه أفكارهم الخبيثة ، و لكن الله عز وجل كذب إدعائهم و أنزل في ذلك قرإناً : (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ) .
و لقد ساقتنا أحداث تلك القصة إلى قصة مشابهة لها في خلاصتها في ضعف تبريراتها بالحجج الواهية و المسببات الصغيرة و غير المنظورة من أجل أن يحصل فاعلها على مكاسب كبيرة مقابل مبررات صغيرة و هذا ما أتى به وكيل قطاع الكهرباء السيد خيري عبد الرحمن أحمد ، الذي لم يكتفي بقطوعات الكهرباء فقط التي أحدثت تلافاً في معظم أجهزة الناس التي تعمل بالكهرباء ، و إضافة لذلك تلك الزيادات التي أدخلها هذا الرجل حديثاً على فاتورة الكهرباء ، حتى أبت نفسه إلا و أن يتأتي بجديد ، و لكن هذه المرة كان ذلك على صهوة جواد الخديعة ، فشابهت قصته سلوك قريش مع المسلمين حينما أرادوا التبرير بالصغائر من أجل كسب الكبائر التي تعود لصاحبها بالخير الوفير .
و حيث ثبت بما لا يدعو مجالاً للشك أن هذا المهندس خيري قد إكتشف بعد سكوت الناس عن تلك الزيادات التي فآجأ بها الشعب أن أفضل وسيلة في التعامل مع بساطتهم هي (الضحك على الذقون) ، فاستغل هذا الباشمهدس ، طيبة و سماحة و سذاجة هذا الشعب المعلم الذي تكاثرت عليه الضربات و الطعنات من كل حدب و صوب ، وذلك لأنه إستبسط عقولهم و سماحة قلوبهم باستخدم معضلة كونية تكمن في دواخلهم و هي (الطيبة) المفرطة التي قوبلت بالإستغلال القبيح حيث أخرجته بأكمله من حدود الدهشة و الإستغراب حتى أصبح معظم أفراده لا يندهشون أو يتعجبون لأي أمر يحدث معهم ، فبالله عليكم هل يستطيع أحداً منكم أن يفك لي طلاسم هذه الخدعة التي قدمها هذا الرجل بإعتبار أنه يريد أن يقنع هذا الشعب بأنه قدم إليهم خيراً وهم يضمر في نفسه عكس ذلك تماماً ، حيث أصدر قراراً بإعفاء الناس من رسوم الإيجار الشهري لعداد الكهرباء وهو عبارة عن 5 جنيهات و هذا الإعفاء في حد ذاته أمر إيجابي ولكن قيمته هي فقط 5 جنيهات لا غير ، و قد يحسبها له البسطاء محمدة ، ليقوم بعد ذلك بذكاء أصطناعي منه ليحمل المواطن كلفة مشوار سيارة الطوارى و مبلغ تصليح العداد (الشاشة الداخلية) و التي يمكن ان تصل إلى حدود ال 10 ألف جنيه في المرة الواحدة ، و ما هو معلوم بالضرورة أن شاشة هذا العداد كثيرة الأعطال ، فإنظروا كيف تمت الخدعة بإعفاء الناس من ال 5 جنية ليتم تغريمهم بعد ذلك بمبلغ يصعب على المواطن دفعه عند صيانته عداده ، إذ يعتبر هذا الرجل بذلك قد دق آخر إسفين في نعش المواطن الذي هو في الاصل ميت سريرياً ، و بهذا يكون قد لعب مع الجميع لعبة الموت (أي الذي يموت يتحتم عليه الخروج من اللعبة) و هكذا يكون قد تم الضحك على ذقون البسطاء .
و لقد ذكرني السيد خيري بتلك القصةالتي حدثت مع سيدنا عبد الله بن عمر حين أتاه رجل من أهل العراق في الحج ،و قال له : يا أبا عبد الرحمن ما حكم قتل البعوضة للمحرم ؟ فقال له : من أي بلد أنت ؟ قال: من أهل العراق ، قال : (قاتلكم الله يا أهل العراق ! لطختم أصابعكم بدم الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسألون عن دم بعوضة) ،، كيف لهم يقتلون الحسين ويسألون عن البعوضة .. فكيف لك يا خيري تعفي البسطاء من 5 جنيهات لتكسب بعد ذلك الآلاف منهها من دماء هؤلاء البسطاء الذين لا يستطيعون مجابهة كل ذلك .. فأعلم يا سعادة خيري أن السلطة لا تدوم طويلاً ، وبريق كراسيها سينطفئ ولو بعد حين فحاول أن تصنع لنفسك خبيئة مع الله و الشعب لتكون لك وجاءة من جور الزمان وعند الحساب حينما ينكفئ بك الكرسي على وجهك فتصبح بعد ذلك ملاماً من كامل الشعب بعد ان كنت مشكوراً فلا تكون كمثل الذي أراد أن يحافظ على الإبرة فأضاع الجمل .