رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت.. المسكوت عنه بالغابات


ياسرمحمدمحمود البشر

تعتبر مصلحة الغابات هى الرقيب والمشرف على الثروة الغابية فى السودان والمنوط بها حماية هذه الثروة من التعديات ولا سيما بعد أن ذهبت معظم الغابات مع دولة جنوب السودان لوقوعها فى منطقة السافنا الغنية وما تبقى من الغابات فى السودان أصبحت تحت رحمة التعديات والتى أثرت بصورة مباشرة على المساحات المخصصة للغابات والمسجلة بإسم حكومة جمهورية السودان وتعود مصلحتها للجميع ولا يحق لأى جهة أن تدعِ ملكيتها على الإطلاق ولا يمكن لمصلحة الغابات أن تصمت على التعديات التى تحدث فى قطاع الغابات بكل ولايات السودان حتى أصبح بعض المغتصبين لأراضى الغابات يتحدون الجهات المختصة بعد جمعوا ثروات طائلة من إستثمار تلك الأراضى ونجدهم يمارسون عليها الزراعة عنوة وإقتداراً حتى ظن البعض أنها ملكهم ولا يحق الحديث معهم عن ملكيتها لمصلحة الغابات.

لقد تمت إزالة القطاع النباتى والشجرى بعدد من الولايات كما تم التضييق على المراعى وتمت إزالة كميات كبيرة من شجرة الهشاب التى تعتبر محصول نقدى له طلب عالمى ويزيد فى ميزان الصادرات للبلاد مع العلم أن هناك بعض الجهات تتواطئ مع بعض الرأسمالية الذين يقومون بالإستثمار فى المساحات التى تتبع فى الأساس إلى مصلحة الغابات وهنا يجب التنسيق المحكم ما بين مصلحة الغابات الإتحادية والولائية لمناقشة أمر هذه المساحات المحتلة من بعض الأفراد فى ولاية سنار بمحلية الدالى والمزموم وأبوحجار والدندر والنيل الأزرق والقضارف وعدد من الولايات الأخرى.

وبما أن مهمة لجنة إزالة التمكين إعادة الممتلكات والأصول الحكومية لخزينة الدولة فإن هناك ملايين الأفدنة التى تتبع لمصلحة الغابات وتم التعدى عليها وتم تحويلها لمصلحة بعض الأشخاص فى ظل الصمت الذى تمارسه إدارات مصلحة الغابات بالولايات وهناك من وجدوا ضعفاً فى بعض المسؤولين بهذه المصلحة وقدموا لهم من الإغراءات ما جعلهم يغضون الطرف تماما عن مراجعة المساحات التى تتبع لمصلحة الغابات والتى إستغلها هؤلاء الإنتهازية وأثروا منها ثراءً فاحشاً والمطلوب من لجنة إزالة التمكين فتح ملف أراضى الغابات والبحث عن التعديات التى طالتها وهذه المساحات إذا عادت للدولة فإنها ستعود لمصلحة الوطن والمواطن بدلاً من أن تعود إلى مصالح أشخاص وقلة قليلة ولا بد من إستزراعها شجرة هشاب لإنتاج الصمغ العربى وأن يعود ريعها وخيرها على الجميع مع العلم أن ما نذكره هنا يمثل رأس جبل الجليد فقط من المسكوت عنه من قبل إدارات الغابات بتلك الولايات وهذا الصمت إما أن يكون من ورائه مصلحة مباشرة لبعض المسؤلين أو أن هناك جهات تفرض هيمنتها وتزرع الرعب والخوف فى نفوس بعض المسؤولين وقد لا يكون هناك سبب ثالث على الإطلاق ويجب أن تكون العدالة مثل الموت لا تستثنى أحد والمال العام كله محرم وإن لم يتم تحويله لمصلحة الكيزان وهناك من جعلوا من الكيزان سلم ليبغلوا بهم المجد والثراء بعيداً عن الأضواء ونحن نضع هذا الملف على منضة لجنة إزالة التمكين ليتم فتحه اليوم قبل الغد.

الحديث عن التعديات على أراضى الغابات قد لا يحتاج إلى تحقيق إستقصائى طالما أن هناك خرائط تحدد حدود المساحات التى تتبع ملكيتها لمصلحة الغابات وظلت تحت سيطرة بعض الأفراد طوال الثلاثة عقود الماضية وهذا الإستعمار لا يمنحهم ملكيتها على الإطلاق طالما أنها مسجلة بإسم الدولة ولابد من أن تعود هذه المساحات لإدارة الغابات وأن يكون إستثمارها بأمر الغابات وفق المعايير والقوانين المنصوص عليها من قبل الهيئة العامة للغابات بالتنسيق مع إدارة الغابات الولائية مع ضرورة مراعاة الوضع فى الإعتبار المصلحة العامة قبل المصالح الشخصية وعلى لجنة إزالة التمكين فتح هذا الملف بأسرع ما يمكن.

نــــــــــص شــــــــوكــة

المستندات التى بطرفنا تؤكد أن هناك مئات الآلاف من الأفدنة تتبع لمصلحة الغابات مستعمرة من عدد من الأفراد الذين حولوا المصلحة العامة إلى مصلحة خاصة وخاصة جدا وظنوا أنهم أصحاب التوقيع الإبتدائى والنهائى بشأنها لكن لا يصح إلا الصحيح عليه لا بد من وضع هذا الأمر فى منضدة لجنة إزالة التمكين وإن غدا لناظره لقريب.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(الضايقين حلوها مُرٓها ضوقوهو).

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى