شـــــوكــة حــــــوت ســــــلاح الــقــــــمــح
ياسرمحمدمحمود البشر
فى ستينات القرن الماضى قام برنامج المعونة الأمريكى بمنح السودان كميات كبيرة من القمح والدقيق مجانا والغرض من وراء ذلك تغيير النمط والسلوك الغذائى للمواطن السودانى وكان تقديم المعونة الأمريكية بمثابة دس السم فى الدسم وتدرجت الحكومة الأمريكية فى تقليص كميات القمح المقدم كمنحة فى ظل إرتفاع الطلب على القمح من قبل المواطن السودانى وتوقف برنامج المعونة الأمريكية فى نهاية السبعينات من دعم السودان بالقمح.
وفى بداية الثمانيات تحول القمح من محصول والدقيق من سلعة إلى سلاح يستخدم ضد حكومة السودان وكان الغرض منه تركيع حكومة السودان بغرض رهن قرارها للإدارة الأمريكية فى ظل موجة الجفاف التى ضربت السودان فى ذلك الوقت مع الوضع فى الإعتبار الأوضاع السياسية بالبلاد التى شهدت إشتعال فتيل ثورة رجب أبريل ١٩٨٥ ويمكن القول أنه عندما تمت عملية الإطاحة بالرئيس جعفر نميرى كان فى زيارة للولايات المتحدة الأمريكية بغرض التشاور مع الإدارة الأمريكية.
وبعد سقوط حكومة جعفر نميرى قامت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ريجان بإرسال كميات كبيرة من الإغاثة لشعب السودان وقد شهد ذات العام زيارة نائب الرئيس الأمريكى وقتها جورج بوش الأب كل ذلك بغرض السيطرة الكاملة على المعادلة الإقتصادية حتى أصبح القمح والدقيق يمثل هاجس لأى حكومة ويأخذ القسط الأكبر من موازنة الدولة فى الوقت الذى تستنزف فيه موارد الدولة بدعم القمح والدقيق من أجل توفير الخبز للمواطن.
وبما أن جغرافية السودان لا تسمح بزراعة وإنتاج القمح بكميات تغطى حاجة السودان بقدر ما أن السودان ينتج الذرة بكميات تكفى حاجة الإستهلاك المحلى وتفيض عن ذلك لكن تغيير النمط والسلوك الغذائى أصبح حجر عثرة ونجح مخطط الولايات المتحدة الأمريكية فى تحويل القمح من محصول إلى سلاح فتاك ضد حكومة السودان حتى أصبحت أزمة الخبز هاجس يؤرق المواطن قبل الحكومة وتجعل القوى المعارضة تمد لسان الشماتة على الحكومة.
نــــــــص شـــــوكــة
حل مشكلة أزمة الخبز يكمن فى العودة إلى إستخدام محصول الذرة المنتج محليا والعمل على تطوير عيناته المختلفة لتغطى النقص فى سلعة القمح وليس عيبا أن يتم الاعتماد على الذرة لكن العيب يكمن فى الإعتماد على قمح يأتى بالديون والقروض مع رهن الإرادة والقرار مع العلم أن الذرة تحمل قيمة غذائية تفوق القمح.
ربــــــــع شـــــوكــة
من لا يملك قوته لا يملك قراره.
yassir.Mahmoud71@gmail.com