رأي

((همس الحروف) ..الحكومة (وجزاء سنمار لشعبها)

☘️🌹☘️

✍️ الباقر عبد القيوم علي

خرجت جموع هذا الشعب السوداني المغلوب على أمره و توحدوا في مظهر فريد من نوعه عبر ثورة جبارة دكت حصون الإنقاذ العتية في معاقلها ، و لم يكن ذلك من أجل تغيير إسم رئيسهم أو حاضنته السياسية فحسب و لذلك كان من المفترض على هذه الحكومة إحداث تغير جزري لجبر الضرر الذي وقع على معظم أفراد هذا الشعب طيلة ال 30 عاماً الماضية التي كانت حبلى بالذل والهوان الذي مارسته الدولة البوليسية عليهم و التي لم يسلم منها حتى معظم أفراد الحاضنة السياسية للإنقاذ نفسها ، ولكن ما قاد الناس لذلك مباشرة هو الغلاء الذي بدأ يأكل محدودي الدخل كأكل النار للهشيم .

الشعب ليس له في النظريات الإقتصادية المعقدة التي تعزز سياسات التحرير الإقتصادي التي تنفذها هذه الحكومة وفق روشتة صندوق النقد الدولي و التي قلبت حياة أفراده رأساً على عقب و أدخلتهم في فقر مدقع إزدادت نسبتة بطورة مخيفة من جراء إرتفاع الأسعار بسبب الفشل الواضح في إدارة الملف الإقتصادي ، و كما ليس للشعب أدنى ثقة في الحكومة ، ولهذا تتجاوز الحكومة شعبها ويعبث الساسة بتجاربهم النووية فيه . ظناً منها بأن هذه السياسات ستخفيف الضغط على وزارة المالية في دفع فرق سعر صرف النقد الأجنبي لإستقرار ميزان الإستيراد الذي يساهم فيه جل الشعب وذلك خصماً من قوتهم اليومي وشقاء أعمارهم دون أن تتحمل الدولة معهم شيئاً .

بهذه الزيادات التي فرضتها الكهرباء في أسعار خدمتها بأكثر من خمسة أضعاف يكون قد نال بها الشعب ضربته القاضية ، و أكدت فشل الطاقم الذي يدير الملف الاقتصادي في هذه الحكومة وحاضنتها السياسية الذين أصابتهم الغشاوة فصاروا لا يرون معاناة هذا الشعب وكما لا يبالون بما سيؤول إليه حال أفراده ، و كاشفين بذلك حجم المأساة التي وصلت إليها ضحالة الفكرة التي تدار بها هذه الدولة .

قمة اللا مبالاة من الحكومة بالشعب و التي تتجاهل يوماً بعد يوم جل حقوقه المطلبية التي ينادي بها في كل نهاية إسبوع حينما يخرج في مليونيات حاشدة من أجل توصيل صوته ، و سيتم دفع فاتورة تلك الحماقات التي تقوم بها الدولة بأرواح نفر عزيز من أفراد هذا الشعب الذين يتصطادتهم فوهات بنادق الأجهزة الأمنية حينما تقوم بحماية متخذي هذه القرارات ، و دائماً يقع دفع فاتورة ذلك التخبط في هذه السياسات الرعناة التي تسير بها الدولة على الشرطة التي عجزت عن ما تقوم بفعله في مثل هذه الحالات ، فإذا تعاملت مع الإحتجاجات بصرامة حاسبها الشعب وإذا تساهلت حاسبتها الدولة .

هذه السياسات الخرقاء التي ما زالت الحكومة تسير وفق موجهاتها و بإصرار غريب من نوعه عليها ، مما أوصلت به الشعب إلى مراتب العوز وحواف الفقر الذي بموجبه إزادت معدلات الجريمة المسلحة داخل المدن وبهذا تكون الحكومة قد أجزلت العطاء لشعبها كما كوفئ المهندس سنمار ، و هو مهندس بيزنطي ينسب له بناء قصر الخورنق الشهير . و عبارة “جزاء سنمار” عبارة مشهور وصارت مثلاً يقال حينما تكون المكافأة عقاباً بديلاً عن الشكر ، و تطلق على كل من شابهت قصته قصة هذا المهندس الذي قام ببناء قصر الخورنق المنيف و عند انتهائه من البناء ، قال لصاحب القصر و الذي هو الملك النعمان : ( ان هناك طوبة في مكان معين لو زالت لسقط القصر بأكمله ، و بهذا الحديث كان يريد ان يوصف براعته) ، و كما طمأن الملك بأنه هو الوحيد الذي يعلم ذلك السر ، و كذلك فخراً بنفسه قال للملك : بأنه يستطيع بناء قصر أفضل من الخورنق إذا أراد منه ذلك ، فما كان من الملك النعمان إلا و أن ألقاه من أعلى القصر ، كي يقطع ما يهدده و خوفاً من أن يخبر أحدا عن مكان تلك الطوبة التي يمكن أن ينهار البنيان بسببها ، أو أن يقوم ببناء قصر آخر يضاهيه لشخص آخر غيره ، فالشعب هو من أتى بهذه الحكومة ، و هذه الزيادات التي فاقت حدود مقدرة الشعب ، هي كجزاء سنمار الذي جازت به الحكومة شعبها .

فإن هذه الزيادات في فاتورة الكهرباء عبارة عن أكبر خازوق قامت الحكومة بدقه على رؤوس شعبها و أعظم خطأ إرتكبته ظناً منها إنها لن تمس البسطاء لأن الزيادات قد لا تشمل ال 200 كيلو وات الأولى للسكني ، ولكن الواقع يكذب ذلك لأن أسعار السلع سوف ترتفع معها وخصوصاً التي تحفظ مبردة وكذلك فاتورة الصناعة و التي سيحاول التجار مجاراة هذه الزيادة من أجل تغطية الفاتور الجديدة للكهرباء و هذا ما سيعجز الشعب عن تحمله و ما سيسوقه إلى الانفجار لمواجهة طوفان هذه الزيادات غير المحتملة في كل شيئ وعلى الدولة الإستعداد لذلك ، و على الشرطة ألا تمارس أي حماقات في مواجهة الإحتجاجات المتوقعة جراء هذه السياسات الرعناء والتي يمكن يروح ضحيتها نفر عزيز من الشعب و كذلك يمكن أن تسوق نفر من منتسبي الشرطة الي غياهب السجون حال وقوفهم ضد إرادة آلشعب .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى