كتب/د.عبدالقادر ابراهيم

قضيتان ساخنتان تصدرتا المشهد السياسي وشغلتا الرأي العام.. الاولى تتعلق بتحركات الرباعية في العاصمة الامريكية، وما يثار حولها من غبار بأنها تنفذ خطة المؤامرة لتقسيم السودان.. وأما القضية الأخرى وهي برأيي الأخطر فهي ما يصدر من إشاعات مصدرها منصات تبدو ظاهريا صديقة تتحدث بلسان نصح كذوب عن خلافات طاحنة تضرب كابينة القيادة.. ولو رفعت الغطاء عنها لوجدت تحت عمامة المصدر كدمولا دعاميا او عقالا اماراتيا.. لا ريب فيه..
كلا القضيتين عن انشقاقات في بورسودان او مؤامرات في واشنطون تصدران عن منصة لعميل صفيق في ثياب صديق.. تعزف إشاعة الانقسام على وتر يقول بأن لا دخان بلا نار.. مستغلة انشغال الجميع بيوميات المعركة وشؤون وشجون إدارة الدولة المنهكة.. مايوجب على الحكومة أن تحسم هذه التخرصات حتى لا تنبت لها جذور وتتحول مع الوقت إلى حقائق تطفو على حطب الطرور.. والهدف في كلتا الحالتين معروف وهو اضعاف الوحدة الداخلية وانهاك حالة الاصطفاف الوطني المجيد وضرب وحدة الصف بالجولات بعد فشلها بالقاضية.. وهو ما لايجوز التفريط فيه بحال فإن اثمن واعظم ما خرج به السودان من المؤامرة هو هذا الاستنفار المديد والاصطفاف المجيد.. والتوحد خلف قيادة واحدة وزاهدة.. متماسكة همها الجيش الطافر وعينها على الفاشر
لا خوف من الرباعية او غيرها فقد سحق جيشنا الباسل وهو في اضعف حالاته ١٧ دولة وانتصر.. فكيف وقد صار جيشا جرارا مغوارا شديد الباس صعب المراس ومن خلفه شعب معلم يعشق التضحيات ويعلم الجبل الثبات..


