عقوبات أمريكية جزافية ضد كرتي (١)

عقوبات أمريكية جزافية ضد كرتي
(١)
بقلم :د.حسن محمد صالح
العقوبات التي اعلنت عنها الولايات المتحدة الامريكية ضد الامين العام للحركة الإسلامية السودانية الاستاذ علي احمد كرتي تعتبر عقوبات سياسية جزافية الغرض منها إرضاء نشطاء الحرية والتغيير الذين فشلوا في إقناع الشعب السوداني بالاتفاق الإطاري وهو اتفاق سياسي زجوا بالقضايا الامنية والعسكرية ذات الحساسية العالية فيه بهدف استخدام العملية السياسية التلفيقية الإطارية في تفكيك القوات المسلحة السودانية واستبدالها بقوات الدعم السريع كما صرح بذلك القيادي في الحرية والتغيير المجلس المركزي ياسر سعيد عرمان رئيس ما يسمي بالحركة الشعبية الديمقراطية.
الدليل علي جزافية العقوبات الامريكية ضد المواطن السوداني علي احمد كرتي هو عدم قدرة الجانب الامريكي علي تحديد. او إثبات (( الجرم)) الذي ارتكبه علي كرتي علي وجه التحديد حتي تفرض عليه الخزانة الامريكية عقوبات لم تستطع إصدارها الا مقترنة بشركتين تابعتين للدعم السريع عندما صرح نائب وزير الخزانة الامريكية ان وزارة الخزان الامريكية OFAC استهدفت بعقوباتها كيانين وفرد لدورهم في تقويض السلام والامن والاستقرار في السودان .
وصرح براين نيلسن وهو نائب وزير الخزانة الامريكية بان علي كرتي هو احد اولئك الذين يعرقلون جهود التوصل إلي حل سلمي ديمقراطي في السودان وهذا امر مضحك ومثير لبلشفقة علي السياسة الامريكية ودليل قاطع علي فشل الامريكيين وحلفائهم في قحت في تطبيق نظام ديمقراطي حقيقي في السودان بعد سقوط نظام الإنقاذ وظلوا يستخدمون شماعة النظام السابق والفلول والحركة الإسلامية لتغطية فشلهم في إدارة الفترة الانتقالية التي احالوها الي محاصصات حزبية وجاءوا بالدكتور عبد الله حمدوك وهو رجل فاشل رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية .
ولابد من تذكير الجانب الامريكي بان علي كرتي لم يكن امينا عاما للحركة الإسلامية خلال فترة الإنقاذ ولا بعد ثورة ديسمبر مباشرة بل كان الامين العام هو الشيخ الزبير احمد الحسن الذي مات في سجون حكومة الفترة الانتقالية ظلما بشقيها المدني والعسكري المكون من الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي .
هذه الحقائق تتنافي و تصريحات نائب وزير الخزانة الامريكية بان كرتي وزير خارجية السودان في حكومة البشير قد صار امينا عاما للحركة الإسلامية عقب ان اسقط الشعب السوداني نظام البشير سلميا في عام ٢٠١٩م وهذا القول ايضا من المضحكات علي السياسة الخارجية الامريكية التي تقوم بتكييف الاشياء حسب مصالحها وليس حسب الوقائع علي الارض ولم يبين الجانب الامريكي وهو ((مخموم)) من قبل الخصوم السياسيين السودانيين لكرتي لم يبين ما هي الخطوات التي تم اتخاذها لإقامة حكم مدني ديمقراطي في السودان عقب سقوط النظام وقوضها كرتي ؟ هل كانت هناك جهود لإقامة انتخابات في السودان وقوضها كرتي مثلا ؟ هل كانت هناك جهود لإدارة السودان بالصورة التي تتناسب والديمقراطية في السودان وقوضها كرتي ؟.
الولايات المتحدة الامريكية تعلم ان الوثيقة الدستورية الموقعة في اغسطس ٢٠١٩ م هي التي كانت تحكم الفترة الانتقالية وتم خرقها عدة مرات بشهادة وزير العدل في الفترة الانتقالية نصر الدين عبد الباري واستبادها من قبل الموقعين عليها مرات عديدة و اصدر رئيس المجلس العسكري ما عرف بالإجراءات التصحيحية في ٢٥اكتوبر من العام ٢٠٢١م وقام بحل حكومة الدكتور حمدوك وعاد حمدوك في٥ نوفمبر ٢٠٢١م رئيسا للوزراء في ظل تلك الإجراءات ثم قدم استقالته واعتذر للشعب السوداني ولكن سرعان ما عاد القحاطه لشماعتهم القديمة ليعلقوا عليها فشل تحالفهم مع العسكر وتسمية الإجراءات التي اتخذها الفريق اول ركن البرهان انقلابا عسكريا واتهموا الفلول في حين كان اعتصام القصر اعتصاما مدنيا كانوا يسخرون منه ويطلقون عليه مسمي اعتصام الموز .
وكانت قحت تستنكر علي معارضيها الخروج في تظاهرات ضد حكمهم كما صرح محمد الفكي منقة باننا وحدنا الذين نتظاهر ضد حكومتنا ولن نسمح للموتمر الوطني بالتظاهر ضد حكومتنا . فهل هذه هي الجهود للانتقال الديمقراطي التي قوضها السيد علي كرتي ام هو عبث بالديمقراطية وبامن الشعب السوداني واستقراره تمارسه قحت بدعم ومؤازرة امريكية وغربية ؟
قالت الخزانة الامريكية ان كرتي واخرين شملتهم العقوبات الامريكية كان مسئولا او متواطئا او شارك او حاول الانخراط بشكل مباشر او غير مباشر في اعمال وسياسات تهدد السلام والامن والاستقرار في السودان . وليس غريبا ان يكون القرار الامريكي مصدر فرحة عارمة لقيادات للحرية والتغيير المجلس المركزي وتقول الامريكيين هل من مزيد ويطالب القيادي لقحط المجلس المركزي بتصنيف الحركة الإسلامية السودانية جماعة إرهابية لان هذا سلوك قحت الذي ينم عن عمالة مكتملة الاركان واعتماد كامل علي الخارج الامريكي المعروف بعدواته للشعوب العربية والإسلامية والإفريقية ويريد ان يفرض عليها الاقليات السياسية
وحركات التمرد العسكرية من شاكلة قوات الدعم السريع المحلول التي تمردت علي الجيش لقتل القائد العام وبعد هزيمة الجيش تقوم بتصفية الإسلاميين بحجة انهم فلول واعوان للنظام السابق ولا ينسي الشعب السوداني تصريحات قائد الدعم السريع المحلول الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي في هذا الصدد وماذا تكون النتيجة إذا تحقق لمتمردي الدعم السريع هدفه ستكون النتيجة هي الحرب الاهلية الحقيقية وليس التي يحذر منها دعاة لا للحرب ذرا للرماد في العيون وإنقاذ للمتمردين من هزيمة ساحقة لسبب بسيط لان الإسلاميين وكل الشعب السوداني لن يرضوا ان تحكمهم مليشيا اسرية منبتة وصائعة .
وقد اعلنها الشعب السوداني داوية مافي مليشيا بتحكم دولة .
نواصل .