“٤” تسجيلات صوتية وقضية واحدة

“٤” تسجيلات صوتية وقضية واحدة
بقلم :يوسف عبد المنان
أثارت التسجيلات الصوتية الأربعة التي بثت خلال الأسبوع الماضي والحالي جدلا واسعا في الساحة السياسية والاجتماعية في السودان وردود أفعال في اتجاهات متعددة مابين قادح ومادح ومستهجن وراضي وبعثت التسجيلات كثيرين ممن حار بهم الدليل في زمن التيه والخوف والطمع والموت والدموع والمال حرامه وحلاله وحاولت التسجيلات سد الفراغات التي أحدثها غياب القيادات المجتمعية وغياب القيادات السياسية عن ساحة الجماهير وتركها للعسكر وحدهم يتحدثون بالرصاص لا بمنطق الحق والعدل فانتشر الخوف وتوارت الجلابيب البيضاء والسيارات الفاخرة عن جوس الديار وتركت لاندكرورات العسكر تحل مكانها
التسجيل الأول القيادي الإسلامي البارز أحمد الصالح صلوحه الذي حينما اندلعت الحرب في الخرطوم واشتد أوارها لم يطير لمصر وتركيا والإمارات ولكنه عاد لمسقط راسه المجلد وبقي مع الجماهير التي حملته على أكتافها ومنحته صوتها في٦ ٨ حينما كانت البلاد تتعافى بالديمقراطية التي ينادي بها اليوم الكل ولكنهم لايقبلون على استحقاقاتها ولايعرف بعضهم ماان كانت الديمقراطية أنثى ام ذكرا وعودة صلوحة لأهله تؤكد حقيقة واحدة انه رجل مع الشعب ووفيا له وجاءت كلمة صلوحة المبثوثة موجعة وحزينة وهي صيحة حق في زمن الصمت ولم يتلجلج الرجل في إسناده للقوات المسلحة ورفضه انخراط شباب المسيرية في القتال لصالح مشروع سياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة في السودان لإقامة مملكة سلطانية لآل دقلو باسم الديمقراطية المفتري عليها وباسم الدولة البديلة لدولة ٥٦ ١٩ وطورا آخر بدولة علمانية على أنقاض دولة الإسلام السياسي كما يزعمون ووجد تسجيل صلوحة رفضا من قادة الجنجويد في مقدمتهم اللواء فضل البرمه ناصر الجنرال الذي تنكر لأمه القوات المسلحة وطعنها في قلبها حينما وقف ضدها وحرض عليها أشرار الأرض ولم نجد أبلغ من وصف أمثال فضل الله برمه بعدم الوفاء لمن أحسن إليهم الا قول الطيب ودضحويه
كثير إلفيهم أحسنت
وعليك اتباهو
جاهم ريش تقو
وكفك نسو الاداهو
ود الدابي بلدغ الرباه
وابوقنفد بجرح الحباه
فالجيش الذي احتضن البرمه شابا نصيرا حتى بلغ من الكبر عتيا ومنحه كل شي يجد من برمه نكران الجميل وهو يطالب بحظر الطيران من التحليق في سماء الخرطوم وحظر السلاح وفرض عقوبات عليه حتى تنتصر الميليشيا ولا عجبا أن انتاشت صلوحه أبواق الدعم السريع وتطاول عليه النخل العجوز سفاهة
والتسجيل الثاني من شمال كردفان لشاب عرف بالمبدئية في مواقفه حتى لوتعارضت مع انتمائه الفكري والسياسي انه عبدالله محمد علي بلال الذي رشحه دوائر عليا في الدولة الان لمنصب نائب الوالي لشمال كردفان التي تتعرض لحصار من تمرد الدعم السريع أشبه بحصار المهدي للابيض قبل معركة شيكان وعبدالله من المجاهدين الصادقين الأوفياء دفع ثمن مواقفه ابعادا من المواقع التنفيذية ولكنه ظل رجل جماهير صادق مع أهله عطاء بسخاء في خدمة كل كردفان دعوة عبدالله بلال في تسجيله إلى ضرورة أن تجلس كردفان شرقها وغربها شمالها وجنوبها لتحديد وجهتها والتفاوض مع الحلو لوقف الحرب في الجنوب والتفكر والتدبر في مسألة التحشيد الذي تم لابناء كردفان في الدعم السريع وبدأ واضحا أن عبدالله بلال متأثرا بالرؤية المعتدلة والموضوعية لحركة العدل والمساواة وجبريل إبراهيم بصفة خاصة ولم يبتعد تسجيله عن موقف صلوحة وهو ماذهب إليه التسجيل الثالث لامير قبيلة اولاد حميد ورئيس اتحاد المزارعين غريق كمبال طبعا من غرائب وعجائب تبدل الأوضاع ومتغيرات الاقتصاد الزراعي والحيواني أن يصبح (بقاري) اي من رعاة البقر رئيسا لاتحاد المزارعين وغريق كمبال مضى في درب من سبقوه رغم أن عشيرته من اولاد حميد وجودهم في الدعم السريع قليل جدا وربما أفراد على أصابع اليد الواحدة ولكنه زعيم قوم مهموم بقضايا غيره أكثر من قضيته الشخصية
رابع التسجيلات للأخ السياسي المخلص الوفي عمر سومي القيادي في قبيلة الحوازمة الرواوقه وهم عصب وشوكة الحوازمة وقواهم الصلبة التي وقفت مع الجيش ووقف معها الجيش سندا وعضدا حتى جاءت فتنة ١٥ أبريل الماضي فانقلب الحوازمة على الجيش الا أمير الرواوقه دار جامع الأمير تاور المأمون قيادات أخرى من مختلف بطون الرواوقه ظلوا أوفياء للجيش لم ينتكروا لافضاله عليهم ومنهم عمر سومي الذي ظل يقاتل وحده بسيفه وقلمه ولكن قتال رجلا بالف رجل ودعوة عمر سومي في تسجيله الأول ترفض ادعاء النائب البرلماني السابق يوسف الغائب بأن جميع الحوازمة الان مع الدعم السريع وقال سومي انها كلمة باطلة اريد بها باطل وان صمت الأمراء على حديث رجل ادعي الإمارة كما ادعي محمد أحمد المهدية لهي إمارة مردودة عليه وموقف عمر سومي يماثل مواقف المهندس والأستاذ الجامعي سعيد حبيب الله المناوي من حيث المبدأ للانخراط مقاتلي الحوازمة في الدعم السريع والسعيد له حيثيات عقلانية في زمن العاطفة الجياشة وظل المهندس يكتب في الأسافير منافحا عن رؤيته وخسر كثيرا من اهله
ولكن سعيد يقول ان قدوته في الحياة سعد ابن رواحه الذي أغلب عشيرته كانوا كفارا ولكنه اسلم واصبح قائدا في جيش الإسلام ويقول سعيد ان الحرب الحالية هي حرب خاسرة واكبر الخاسرين منها وفيها الحوازمة بخسرانهم للجيش كسندا لهم وخسر انهم لاهلهم النوبة والخروج النهائي من كادقلي والبطحة ووادي ام سردبه والعتمور وكورراك واتباع أهواء شباب اضلوهم وجعلهم وقودا لحرب خاسرة؛؛
هل من جدوى لمثل هذه التسجيلات؛!! وهل يستمع إليها الناس بقلب وعقل؟ ام يتبعون من اضلوهم ويعتبرونها صرخات للإسلاميين اوجعتهم ضربات الدعم السريع كما يزعمون؟؟
بالطبع القيادات الخمسة من أهل البصيرة والتأمل والتدبر ولكن المناخ العاطفي الحالي والتضليل الإعلامي في الأسافير والانتصارات الزائفة التي يزعمها قادة الجنجويد تجعل هذه الصيحات كأنها في وادي الصمت لأن المقاتلين من أبناء تلك العشائر والقبائل لايسمعون الان فاتني أن ازكر أن التسجيلات لقيادات من قادة أربعة قبائل اثنان منهما منخرطات في الحرب هما المسيرية والحوازمة ولكن زعيم اولاد حميد غريق كمبال شعر بالمسؤولية العابرة لحدود القبيلة لأنه قيادي كردفاني ورث الحكمة من جده راضي كمبال وتنزلت إليه الإمارة بعد رحيل عبدالرحمن كمبال آدم (ازرق كحل الشيخات امانه مابعد موتك اولاد حميد عجالهم رضعن)
وعبدالله محمد علي من الجوامعه أكثر قبائل كردفان استبيحت أرضها من قبل الجنجا وهدمت منازلها ولكن الجوامعة منطقة انتشرت فيها الخلاوي ونور الإسلام وبريق الصوفية وهم أهل حنكة وفراسة لم ينخرطوا في القتال لأن قادة مشروع دولة( العطاوة) كتبوا بيدهم نهاية مشروع دولتهم قبل أن تولد في المهد استدعى منظري مشروع دولة العطاوة أكثر حقب انحطاط الدولة الإسلامية وتشبهون بها ومن غابر الغابر تفتقت عبقرية منظري دولة العطاوة لهذا الشبح العنصري البغيض دولة العطاولة التي يزعمون لن تتسع (فروتها) لعرب الجوامعه وعرب الكبابيش ودار حامد والمجانين ولا الجمع ولا فرسان دار محارب في بحر ابيض ولا الحسانية ولا الكواهلة ولا الجعليين ولا الشايقية ولا المحس ولا البجة ولا الامرار ولا البنى عامر وبالطبع هي دولة تنهض بالقهر وفوهة البندقية على أنقاض النوبه سكان السودان الأصليين والداجو والدينكا والمساليت والفور والزغاوة والبرتي والتنجر والميدوب فاي مستقبل لهذه الدولة المزعومة في مخيلة الانتهازيين
أن الخطاب السياسي أصبح ترفا ومدعاة للسخرية من البعض وتسطيح العامة وتغبيش وعيها ومحاولة تجريد الكيزان من أي حقا كأنهم شرا مطلقا وغيرهم حقا مطلقا إذا نصحت لم يصغي لك من بيده بندقية
وهل الأجدى توفير طاقة النصح الا إرشاد اجتماعي لقواعد المقاتلين بالحلال والحرام لأن من يحمل البندقية اليوم من أبنائنا ويجوس بيوت الخرطوم نهبا ويحصد أرواح الناس ظلما وينهب مدخرات النساء وحصاد عمر الرجال ويقود سيارة فارهة بعد أن قتل مالكها وتركه يسبح في دمه وكسر خزانة بيته وامتلات العربة بكل غالي ونفس وشقت طريقها لدار الحوازمة والرزيقات والمسيرية ووجدت هناك استقبال قاتل الروح وناهب المقتول وسارق الذهب من عنق بنات الناس استقبالا وزغاريد ووالده (التيس) يبشر بقدوم ابنه بالغنائم كما أفتى لهم بعض المفتتيين هؤلاء لايصغون لأحمد صالح
ولايطيقون حديث عبدالله بلال وبالطبع لايقراون مقالة السفير المثقف الدرديري محمد أحمد اول من( قد البخسه)
وقال كلمته وترك القوم من بعده في طغيانهم يعمهون.