تحت الشمس

محمد خير عوض الله
ينابيع الخير في شعب كريم.. مبادرة الدعم والإسناد نموذج
مع اندلاع نيران الحرب في الخرطوم، انطلقت وسائل إعلامية تهيء العالم إلى حركة لجوء ونزوح لم يشهد العالم مثيلها، وانتظر العالم مشاهدة المخيمات البيضاء المعروفة، في الصحاري المجاورة، وأطراف المدن، تؤي السودانيين في آلاف الخيم المنصوبة في مخيلات الناس، وبعد مرور الأسبوعين والثلاثة، بدأ المحللون في الفضائيات يستفسرون عن غياب هذه المشاهد المتوقعة، فأدرك العالم صدق الحقيقة المعروفة، أن الشعب السوداني شعب كريم أبي متراحم متكافل، حيث استوعب الناس في الولايات أهاليهم المهجرين قسرياً من ولاية الخرطوم، وآثر البعض منازل الإيجار، وغابت مشاهد مخيمات المنظمات الدولية المشبوهة، والتي ربما جهزت الفضائيات اتيامها الإعلامية لتجد مادة إعلامية عن الإهانة والإذلال لشعب كريم لايقبل الضيم مهما كان الحال.
قصدت الاستهلال بهذا (الفريم) لأتناول إشراقة واحدة من إشراقات هذا الشعب الكريم، وهو يخوض معركة الكرامة، ضمن جهود ومبادرات وإشراقات عديدة يتدافع الناس فيها، ضمن لوحة تاريخية بديعة، سبق أن صنعها هذا الشعب المعلم مع الإمام محمد أحمد المهدي، والتاريخ يعيد نفسه. بينما يتدافع الشباب إلى معسكرات التدريب للانخراط مع القوات المسلحة في صد المليشيا الغادرة، يتدافع آخرون في مبادرات إسناد ودعم في كافة الجوانب.
وهذه هي (مبادرة الدعم والإسناد) التي أطلقها الشاب البار دوماً باهله ووطنه، المهندس الدكتور أبوبكر محمد يوسف، الذي يعيش حالة (انجذاب وطني) منذ أن أدركه الوعي بقضايا الوطن الكبرى، وهو في المرحلة الثانوية قبل ثلاثين عاماً، ومنذ تلك الفترة، وإلى اليوم، لم تفتر عزيمته، ولم يهادن في تقديم كل وقته وجهده للوطن، كأنه مسكنه الخاص وحيازة خاصة لايشاركه أحد! ود. أبوبكر معروف بين الصادقين الناشطين في خدمة الأهل والوطن، لله، وهو من الذين يرفضون المنصب والمال في وجه أي خلل أو تقصير أو تآمر أو تخاذل، وسيرته في ذلك معروفة.
وقعت الواقعة في الخرطوم، ود. أبوبكر خارج السودان، يشاهد عبر الوسائط الحريق يلف الخرطوم، فلم يتكيء على الحائط ليبكي، كلا، أو يقل: الناس هناك قدرها.. كلا.. انبرى ابن الوطن البار يطلق (مبادرة الدعم والإسناد) تستقبل التبرعات وتصرفها مباشرة في الأغراض المعلنة دون إبطاء، مثل شراء وشحن معدات ومستلزمات طبية، مبالغ لصيانة مستشفيات طرفية تستقبل الجرحى، شراء مواد تموينية للمرابطين في المعسكرات، شراء وشحن ملابس للجنود وللمستنفرين، تكريم نماذج من الجنود الابطال الذين ألهبوا حماس الشعب من داخل الميدان وهم ينفذون عمليات حربية. وهكذا، تغطي المبادرة أوجه صرف عديدة، حسب تقديرات التواصل بالداخل. وفي كل الحالات، وبشفافيته المعهودة، يوثق د. أبوبكر لكل مال دخل المبادرة، ويوثق للصرف واستلام الطرود والتكريم ونحوها، حتى أنه يلزم بالتوقيع ضباطاً عند الاستلام.
لله درك ابن الوطن البار، وإذ نذكرك، إنما نعدد بك شعباً كريماً طيب الأعراق، فأنت ترسم صورة مشرقة، لكنك داخل (الفريم الواسع) الذي بدأنا به، مبادرة د. أبوبكر ضمن مئات إن لم نقل آلاف المبادرات التي تدافع لها الشعب، سيما في الأيام الأولى، ينقلون الطعام والإكرام للجيش في مواقع عديدة، البعض يأتي بشاحنات من البصل، والبعض بالذبائح، والبعض ببراميل المياه والثلج، وهكذا، شاهدنا ذلك والكثير غاب عن أعين الناس، ولاشك أنه من الواجب استئناف ذلك التدافع مرة أخرى، والاستمرار في الدعم والإسناد، تماماً كما يفعل د. أبوبكر محمد يوسف، والأخيار معه.
شكراً جزيلاً ابن الوطن البار د. أبوبكر. شكراً جزيلاً لعشرات الآلاف من شباب السودان في معسكرات الكرامة لحمل السلاح ومواجهة الموت. شكراً جزيلاً لكل الجموع التي تدافعت في هذه الملحمة الوطنية، كل أبناء وبنات السودان الذين أحالوا المؤامرة الضخمة إلى سراب بقيعة.
حفظ الله السودان وأهله، ونصر جيشه وجنده، وتقبل كل سعي بالخير والنصر. آمين.