رأي

صيد وقيد


محمدجادالله بخيت
جداراً يريد أن ينقض

توشك الحرب في السودان أن تتسع رقعتها وتتطاول شأفتها وتتمدد أوزارها من واقع أن داعميها والمروجين لها يرغبون في ذلك ويبذلون جهودا مضاعفة ويدفعون حيال ذلك أجورا كثيرةللعملاء ويعملون بأقصي ما يستطيعون مما يجدد الحقيقة التي يتغاضي عنها كثير من الجيران وبعض المهتمين بالشأن السوداني وهي أن هذه الحرب ليست بين الجيش والمجموعات المتمردة المحلولة فحسب بل هي حرب تم التخطيط حسب توقيتات زمنية دقيقة وجهات تنفيذ مدربة وتمويل لاينضب وبيوتات خبرة عالمية راهنت علي الفوز.

ليس في مقدور المتمردين أن يفكروا هكذا فهم جهات تنفيذ( أخرق ) إذ أن هامش الفشل بحسب تخطيطهم كان 2% فقط وهنالك خطط مستمرة لما بعد الحرب وهذا كله ضد السودان شعبه وأرضه وموارده أما الثروات فقد خططت الدويلة المجرمة للإستفادة منها لنصف قرن قادم من الزمان .

ليس هذا فحسب بل التخطيط لهذه الحرب قد تجاوز قدرة المنفذين التخيلية (الجنجويد وقحت ) والمتصدين( الجيش والشعب) من حيث القيود الزمنية والقدرة التدميرية والخراب المحتمل ومتي ستنتهي الحرب و ماهي مآلات ما بعد الحرب وكيف ستكون عقابة الأمر بعد ذلك ؟؟؟

نخشي أن تمسك هذه الحرب بتلابيب الأمر في البلاد حتي يتمرغ أنف الناس في التراب ويتذوق المواطنون طعم الدم بألسنتهم حتي يقول أهل السودان متي الخلاص ؟؟؟ ومتي نصر الله ؟ ولكن نصر الله علي قربه فهو مشروط بأن ينتصر الناس لله أولا في أنفسهم وأعمالهم وتجديد النوايا لله رب العالمين ثم بعد ذلك يطلبون النصر منه وهو سميع قريب مجيب .

بعض الناس يريدون النصر ويتطلعون لفناء المليشيا وتتوق أرواحهم للثأر ممن إعتدي وأغتصب وسرق وقتل وسحل وهم لاوسع لهم للقتال لذا عليهم بالدعاء فهو سلاح مقدم علي آلة الحرب فليواصل الذين في صدورهم غيظ وحنق وشعور بالقهر فليواصلوا الإبتهال للذي قال أدعوني أستجب لكم .

مالم ترتبط هذه الحرب إرتباطا وثيقا بأسباب السماء فلا يجب أن ينتظر أهل السودان النيل من عدوهم بعد أن تمايزت الصفوف وأدرك الجميع الظالم والمظلوم وعرف الناس من المجرم الذي أستحل حقوق الناس الذين أخرجوا من ديارهم بغيا وعدوانا وهجروا في فجاج الديار وسرقت أموالهم وبيوتهم حتي لم يعودوا يمتلكون شيئا هذا غير الأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت والعروض التي هتكت وغير ذلك الكثير من الآثار النفسية المترتبة علي كل ذلك

إن الذي يسلك طريقا مؤيدا للمليشا فقد سفه نفسه وعليه مراجعة موقفه عاجلا قبل أن يأتي الطوفان وعندها لن ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل ولله الأمر من قبل ومن بعد .

زر الذهاب إلى الأعلى