رأي

منصة


أشرف إبراهيم

مواقف في زمن الحرب والعسرة

  • المواقف العصيبة والقاسية على الدوام تبرز فيها المكنونات البشرية والنفوس السوية والتي تسجل حضورها في الصفحات الخضراء أو السوداء كيفما كانت المواقف، ونحن نعايش هذه الحرب اللعينة التي جثمت على صدر الشعب السوداني لأكثر من 5 أشهر لا أعتقد أن هنالك مواقف أكثر قساوة منها ومن آثارها ومترتباتها الكارثية، وقد بينت هذه الحرب الكثير من المواقف وعرف الكثير على حقيقتهم وبمثلما خان البعض وتخفى البعض وتنكر البعض وتهرب البعض من أقرب الناس إليه فهنالك إشراقات برزت للناس من وسط ركام المعاناة وهي من محاسن الحرب إن كان للحرب محاسن وإن جاز التعبير.
  • من الذين يستحقون الشكر مِن مَن سجلوا مواقفاً وطنية وإنسانية في خضم هذه المعاناة والماسأة الشيخ الأمين عمر الأمين والذي ظل مسيده وداره مفتوحة تأوي، الفارين والجوعى وملاذاً للخائفين منذ إندلاع الحرب والى يوم الناس هذا لم يتوقف ويعمل بلا كلل أو ملل يطعم ويوفر المأوى والدواء والغذاء للقادمين إلى داره زرافات ووحدانا وهم في زيادة بغير نقصان مثلما لم ينقص الخير والعطاء المقدم لهم وتلك من البركات والتيسير الذي يكافئ به الله عز وجل المنفق الباذل في طريق الخير.
  • عشرات القصص والحكايات والروايات كتبها بعض الذين قصدوا مسيد شيخ الأمين ووجدوا كل العون والسند وازجوا فيها كثير الشكر والثناء على حسن صنيعه وجاءت عفوية بغير تكلف وتصنع كشفت عن معدن الرجل.
  • شاهدنا عشرات الفيديوهات والرجل يقف متوسطاً المسيد يصنع الطعام ويوزع بنفسه مع الحيران والمحبين و اللائذين بالمسيد بمحبة وكرم مجبول وكما يقول المتصوفة “الماعنده محبة ماعنده الحبة” .
  • لم يكتف شيخ الأمين بتقديم الطعام و الإيواء ولكنه ذهب أبعد من ذلك وهو يجلب الدواء للمرضى من خارج السودان عبر الباصات من الشقيقة مصر ورأينا مئات الأصناف من الأدوية في مسيده تقدم مجاناً لكل المرضى الذين تمكنوا من الوصول إلى المسيد أو عبر أقاربهم ولعمري هذا عمل كبير ومقدر في هذه الظروف بالغة التعقيد عجزت مؤسسات المجتمع والدولة عن القيام به وينبغي أن يشكر عليه الرجل مع أنه يبتغي به الأجر والثواب ولكن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
  • لم تثن شيخ الأمين إتهامات البعض من البعض الذين لايقدمون للناس شيئاً ويعمدون إلى تثبيط الهمم وتوزيع الصكوك الوطنية ورمي الناس بالباطل والإتهامات التي لا تقف على ساق من الحقيقة ولكنها تكشف عن سوء طويتهم.
  • الحقيقة أن شيخ الأمين ظل يقدم الكثير من المبادرات المجتمعية من قبل إندلاع الحرب ومايقدمه الآن جاء في وقت يحتاجه الناس كثيراً.
  • شيخ الأمين الذي مازج بين “الدين والعجين” وقدم نسخة مطورة من دور المسيد والطرق الصوفية ظل صامداً في مساره الذي اختطه لنفسه رغم الجدل والنقد والهجوم من الكثيرين على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي له التحية والتقدير ونأمل أن يحذو الآخرين من حذوه وأن يلقى مايقدم التقريظ المستحق بدلاً عن تكسير المجاديف.
زر الذهاب إلى الأعلى