عثمان ميرغني هل كان شريكاً

بقلم :د. حسن محمد صالح
الاستاذ ياسر العطار كتب بوست لفت انتباهي عندما قال هل تندلع الحرب بين اثيوبيا وارتريا يا لا يا محللاتية . و يقول المثل آفة الاخبار رواتها فقد وروي الباشمهندس عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار وهو سياسي ورئيس حزب مسجل روي رواية وجدت اهتماما كبيرا من المعلقين (( بين مكذب ومشكك و مصدق )) وذلك من خلال حديثه المتداول في وسائط التواصل الاجتماعي بكثافة عن من إشعل الحرب في السودان ؟
ملاحظتي أن ما أورده الاستاذ عثمان ميرغني
لولا أنه ،((متناقض)) في كثير من جوانبه الخاصة بتنفيذ الانقلاب العسكري لما اختلفت قصته عن المعلومات المتوفرة لدي الرأي العام السوداني خاصة فيما يتعلق بضلوع قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي في الانقلاب العسكري الذي ادي للحرب الدائرة الان بكل تداعياتها وآلامها واوجاعها واكثر الجهات الماما بهذا الانقلاب العسكري هم ضباط قوات الدعم السريع ومن المؤكد أنهم كانوا منورين من قيادتهم بكافة مراحل هذا الانقلاب الذي ادي للحرب . أكد ضباط الدعم السريع في كثير من اللقاءات والبوح غير البرئ انهم نفذوا انقلابا ناجحا بنسبة مئة بالمئة لولا خيانة من يسمونهم بالسياسيين في قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي لهم وقالوا بالحرف(( زاقوا مننا)) وتركونا نواجه مصيرنا مع الجيش .
و ما تحدث عنه الأستاذ عثمان ميرغني عن ضلوع جهات أو شخصيات في المجلس المركزي للحرية والتغيير ليس بعيدا عن ما رواه القادة الميدانيين للدعم السريع وكلمة جهات تختلف عن شخصيات فالشخص قد يمثل نفسه أو ينوب عن غيره ولكن الجهة يمكن أن تكون حزبا أو كتلة سياسية أو مجموعة احزاب دون المجموع الكلي للمجلس المركزي وهذا أمر وارد بالنظر الي سلوك هذه المجموعات التي تسابق بعضها البعض علي كراسي الحكم ولهم في ذلك تجارب منها التوقيع علي الوثيقة الدستورية والمفاوضات مع المجلس العسكري واللقاءات مع المجتمع الدولي في جل هذه المواقف يتامرون علي بعضهم البعض مما ادي لانقسامات وسطهم وخروج احزاب وقوي سياسية ومهنية عن الحرية والتغيير منها تجمع المهنيين وغيرهم . وقد نفي الاستاذ عثمان ميرغني أن يكون ما حدث في يوم ١٥ ابريل حربا وذلك حتي لا يظلم الغارقين في الانقلاب كما قال نصا عشان ما نظلمهم و الانقلاب العسكري هو الاستيلاء علي السلطة بالقوة المسلحة وإزالة السلطة القائمة غض النظر عن كونها سلطة أمر واقع أو منتخبة من قبل الشعب وهذا ما قامت به قوات الدعم السريع بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي يوم 15ابريل 2023م من هجوم مفاجئ علي منزل القائد العام لقوات الشعب المسلحة لاغتياله أو وضع الكلباش في يده ومعه كل من الفريق اول ركن شمس الدين كباشي والفريق اول ركن ياسر العطا والفريق أول ركن ابراهيم جابر وجميعهم أعضاء المجلس السيادي ومرؤسي حميدتي ويمثلون قيادة الجيش .ومن ال طبيعي أن تندلع الحرب علي اثر هذا الانقلاب لأن الدعم السريع احتل القيادة العامة للقوات المسلحة والإذاعة والتلفزيون ومطار مروي ومطار الخرطوم ولا زال يباهي باحتلاله لهذا المواقع فإذا كانت الحرب اولها كلام ،((مجرد كلام)) فما بالك اذا كان أولها عدوان شامل وهجوم علي قائد الجيش واحتلال مطارات واعتقال كبار الضباط في الجيش وهم خارجون الي عملهم وبعضهم في منازلهم .وعليه فإن محاولة الاستاذ عثمان ميرغني تبرئة الدعم السريع من المحاولة الانقلابيةكما حاول تبرأت قحت المجلس المركزي واكتفي بجهات أو شخصيات في المجلس المركزي تعتبر نفسها محاولة فاشلة شأنها شأن القول بأن ما حدث في منتصف ابريل من العام الجاري انقلاب قائم بيه الجيش كامل ،((Bure)) زي الانقلابات التي تحدث في السودان كما قال عثمان ميرغني وضرب مثلا بانقلاب هاشم العطا يوليو 1971م وانقلاب الفريق ابراهيم عبود نوفمبر 1958مع الفارق في كون من قام به العطا ضابط في الجيش وما فعله عبود هو فعل الجيش بأكمله وهو استثناء وكان عبود تسليم وتسلم من رئيس الوزراء عبد الله خليل لقائد الجيش الفريق ابراهيم عبود والفرق شاسع ولكن ما فات علي الاستاذ عثمان ميرغني أن الانقلابيين من لدن كبيده في الخمسينيات و هاشم العطاء في السبعينيات الي البشير في الثمانينيات ثم حميدتي والبرهان حتي بكراوي معروفون بالاسم ولا يمكن أن يخفوا انفسهم مهما فعلوا .كل الضباط الذين شرعوا في تنفيذ انقلابات عسكرية سواءا كانت ناجحة أو فاشلة قد عرفهم الناس .الجيش ما فيه سر والانقلاب الذي يقوم به ضباط الجيش إذا لم يتم كشفه يشار إليه بالمؤامرة من قبل السلطة القائمة ويعتبر موامرة غالبا خارجية تم ايكال تنفيذها لعملاء في الداخل والخارج ولم نسمع من مخابرات أي دولة من الدول الغربية أنها تحدثت عن أن ما جري في يوم ١٥ ابريل كان انقلابا عسكريا قام به ضباط في الجيش السوداني وعلي العكس من ذلك أكدت أكثر من جهة إعلامية وسياسية غربية أو أمريكية
وعربية وافريقية أن من بدأ الحرب في السودان هو الدعم السريع .ومن التناقضات التي وقع فيها الاستاذ عثمان حديثه عن كون الانقلاب بيور جيش ثم أعقب ذلك بقوله مجرد اليونفورم أو زي الجيش يكفي لإقناع الناس بأن من نفذ الانقلاب هو الجيش يعني بإمكان ضباط في الدعم السريع أو غيره ارتداء يونفورم الجيش وهذا دليل علي ان الانقلاب قام به الجيش . وغير بعيد عن اليونفورم قوله : من قاد قوات الدعم السريع الي مطار مروي هو ضابط في الجيش في نهاية المطاف وذلك لكي يجعل شى من الترابط في حديثه عن ضلوع الجيش وليس الدعم السريع في المحاولة الانقلابية الخطيرة التي أدت للحرب ودور الدعم السريع هو المساندة Backup وهذا يتنافي تماما مع أهداف الحرية والتغيير المجلس المركزي في اتخاذ قوات الدعم السريع نواة لجيش جديد كما صرح بذلك الاستاذ ياسر عرمان القيادي في مركزية الحرية والتغيير وحاول التنصل من تصريحه بعد فشل الانقلاب ولكن حديثه كان صورة وصوت . وبدأ الاستاذ عثمان اسيفا علي فشل الانقلاب العسكري وقال لو نجح الانقلاب كان كلكم فرحتوا وطلع الناس ميدان القيادة العامة وفرحوا ونططوا لكن القدر
ادي الي السيناريو ب وهو تحول من الحجز الي إلقاء القبض علي قائد الجيش ومداهمة البيت بدلا عن حجزه بكل احترام الي ان ينجلي الوضع .
ومن غير المستبعد أن يكون للاستاذ عثمان ميرغني نفسه صلة بالانقلاب العسكري وحديثه هذا ربما جاء محاولة منه بأن يتحول الي شاهد ملك منذ وقت مبكر ويكون له دور المبلغ عن الانقلاب العسكري بالملابسات التي أوردها والتي تقوم المحكمة بغربلتها وتكيفها التكييف القانوني المطلوب .
ومن المؤكد أن دور الاستاذ في الانقلاب الذي ادي للحرب هو دور سياسي اعلامي تعبوي والدليل علي ذلك اجتماعه مع حميدتي قبل اسبوعين من الانقلاب يوم ٣٠ مارس ٢٠٢٣م وهو تاريخ مهم لما شهده من احداث وترتيبات للانقلاب العسكري أورد بعضها الاستاذ محمد وداعه علي السوشل ميديا ومن ذلك تاجير ال دقلو للمدينة الرياضية لتكون مقرا لقواتهم بجوار ارض المعسكرات بسوبا .
ذكر الاستاذ عثمان أنه تلقي معلومات حول الانقلاب بالإضافة لحميدتيى من من تم اختيارهم لمجلس الوزراء المدني ومجلس السيادة المدني أيضا . ولا يمكن في مثل هذه الأحوال وهي الاعداد لقلب الحكومة استبعاد شخص مثل عثمان ميرغني يملك عدة منابر إعلامية وصحفية أو تجاهله بل في الحقيقة يتم ارغامه وتهديده إذا لزم الأمر والأسباب معلومة .عثمان قال انا استمعت لحميدتي ولم يقل سألته مجرد سؤال وهذا معناه الكلام من طرف واحد اشبه بالأمر .لو كانت الصفة التي تحصل بها الاستاذ عثمان علي هذه المعلومات هي كونه صحفي لقام بنشرها قبل وقت كافي وحقق جريدة التيار سبقا صحفيا ولكن تنويره تم علي اساس التزامه السياسي مع الحرية والتغيير المجلس المركزي وهناك معلومات حصل عليها بطريقته الخاصة ولكونه صحفي في نهاية الأمر لا يؤمن علي كل شئ ولا يمنح كامل الحقيقة علي أن لا يغيب عن المشهد وواضح أن حديثهم له عن تنفيذ الانقلاب بواسطة الجيش هو من شاكلة التضليل المتعمد لصحفي لا يحفظ الاسرار بطبيعة مهنته .
وفي الختام فإن تورط الحرية والتغيير في الحرب الراهنة دور مشهود ومعلوم وقد صرح اركان الاتفاق الإطاري بأن البديل للإطاري هي الحرب .وبعد اشتعال الحرب بما فعلوا وقالوا وخططوا اتهموا الكيزان والفلول ثم لجأوا الي اتهام الجيش بالانقلاب العسكري بدلا عن الدعم الذي تمرد علي سلطة الدولة .