رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت .. الدعـم السـريع والإعـلام


ياسرمحمدمحمود البشر

*كتبت أمس الأول عن مأساة جندى الدعم السريع محمد متوكل الذى تعرض لحريق أثناء تأدية واجبه بمدينة الجنينة بغرب دار فور ومن المعروف أن للقوات النظامية خسائر فى الأرواح والعتاد طالما أن العمل بها مرتبط بالعمليات العسكرية والحربية ويبقى التحدى الأكبر هو الإهتمام الكامل والتام بالمصابين بمناطق العمليات وعندما تناولت هذه المأساة قدمتها من الجانب الإنسانى المجرد حتى تصل هذه الرسالة الى قيادة قوات الدعم السريع لأن هذا الجندى ظل يتعذب منذ الثالث من شهر ديسمبر ٢٠٢٠ وحتى هذه اللحظة ومن يهمل الجندى يمكن أن يهمل الفصيلة ويمكن أن يهمل السرية وما يعلوها من التشكيلات العسكرية*.

*وعندما تناولت هذه القضية تناولتها من الجانب الإنسانى فقط فلو كان محمد متوكل مواطن عادى أو جندى بالقوات المسلحة أو قوات الشرطة أو بقوات الأمن والإستخبارات فهو محل تقديرنا لأن غاية عمود (شوكة حوت) خدمة المواطن فى أى موقع من مواقع البلاد من دون تمييز وهى منبر من لا منبر له ولذلك جاءت مأساة محمد متوكل فى هذه المساحة مع العلم إنها تأخرت عن النشر لمدة ثلاثة أسابيع حتى أتمكن من زيارة الجندى المصاب والوقوف على حاله على أرض الواقع بمدينة سنجة ومن ثم نشرت هذه القضية لأن الجندى محمد متوكل هو أقرب للموت من الحياة ويجب أن يجد العناية والرعاية كمواطن فإذا عجزت مؤسسته فى علاجه فإن الخير موجود فى أمة محمد ثم الشعب السودانى*.

*وبما أن الدعم السريع هو مؤسسة وليس أفراد والمؤسسة دائماً ما تكون تحت مجهر التقييم والتقويم ولذلك لم أتناول قضية الجندى محمد متوكل من أجل التشفى من مؤسسة قوات الدعم السريع كما يزعم الذين يريدون التقرب زلفى لقيادات الدعم السريع على حساب ما كتبت مع العلم أن ما كتبته عن مأساة الجندى محمد متوكل لم يتجاوز مقدار رأس جبل الجليد الذى يظهر العُشر من الحقيقة ويخفى التسع أعشار تحت الماء وعلى كل تظل قضية الجندى محمد متوكل قضية رأى عام ويجب أن يتم الإهتمام به من قبل مؤسسة الدعم السريع من دون من ولا أذى لأن للحقيقة وجه واحد لا يحتمل وضع المساحيق والكريمات عليه والحقيقة لا تحتاج إلى التجمل و(الإندعار) على الإطلاق*.

*ومن المعلوم بالضرورة أن لقوات الدعم السريع إدارة للإعلام ومن مهام هذه الإدارة جمع كل ما يكتب عن الدعم السريع ورفعه للقيادة بكل مهنية من دون إخفاء الحقائق مهما كانت قاسية ولا سيما القضايا التى تتعلق بالرأى العام أما إذا إستخدمت هذه الإدارة سياسة النعامة بدفن رأسها حتى لا ترى ما يدور حولها فإن هناك أمور ستكون خافية على القيادة العليا وتشكل مجموعة تراكمات ستؤثر فى النهاية على سمعة المؤسسة بكاملها فى ظل التجاذبات التى تشهدها البلاد فى الفترة الأخيرة*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*مهمة الصحافة تتمثل فى كشف أماكن القصور والتقصير وطرح المشكلة والمساهمة فى حلها وعرضنا لمشكلة الجندى محمد متوكل بمثابة خطوة فى إتجاه حل هذه المشكلة بأسرع ما يكون وخاصة أن هذا الجندى يتعذب قرابة الستة أشهر وأصبح يتمنى الموت إحتراماً للحياة التى يعيشها*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*صمت إدارة إعلام الدعم السريع عن الرد ليس عجزاً منها لكنه إعترافاً ضمنياً بوجود هذه المشكلة*.

 

yassir.mahmoud71@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى