رأي

((همس الحروف) .. أين موقف نمر من تنمر محليات الخرطوم على المواطنين)

☘️🌹☘️

✍️ الباقر عبد القيوم على

لعلي لن أجد كلمات أبلغ و أصدق من قصيدة المرحوم حميد (نورا والحلم المدردح) لأخاطب بها سعادة والي ولاية الخرطوم السيد أيمن خالد نمر إبن كبوشية تلك المدينة التي تعتبر (خاصرة) ولاية نهر النيل ، فهو من (تلك الولاية) التي لا تقبل و لا تقر بقهر الرجال و هزيمة أشناب الأشاوس ، و خصوصاً الذين كانوا و ما زالوا سندا لهذه الثورة العظيمة ، حيث إبتدرت الحكومة التي أتى بها هذا الشعب بعد أن أمنت الدهر ونسيت ما جرى لقادة سابقتها فبدأت تدوس ببوت عسكرها على رؤوس من أتى بهم الى كراسي الحكم ، و لعل الشاعر حميد أسأل الله له ألف رحمة من عنده تنزل عليه في أعالي فراديس الجنان ، لأنه كان يتوقع حدوث بعض الأشياء التي كان يهتدي إليها بنور قلبه فكأنها تحكي لنا ما نعيسه من واقع مرير كقراءة صامتة لسطور المسقبل المؤلم قبل وقوع الفعل ، فجاءت كلماته الدافئة تحمل ضرباً من واقع الغد ضد الذين ساندوا هذه الثورة حيث لم يبلغ بهم الأمر كما بلغ بهم في هذه الأيام العجاف من أفعال نكراء لم يبلغوها أبان حكومة الإنقاذ ، فصدق حينما قال :

نورا . ما قِدْرَتْ تمانع

        تقنع النّاس المعاها

مرة شافت في رؤاها

  طيرة . تاكل في جناها

حيطة تِتمغّى وتفلّعْ

   في قَفَا الزّول البناها

في جنينة سيدي سِمْعَتْ

  شتلة تصقع لي الوَرَاها

الأرض لابُدَّ ترجع

  للتِّعِب فوقا ورعاها

ولقد جاءت كلمات حميد لتوصف لنا واقع هذه الأيام التي يعاني فيها سكان ولاية الخرطوم بكل محلياتها من حملات ممنهجة ستكون خصماً من رصيد الثورة و داعميها من شدة الأغبان التي إستوطنت في قلوب الذين طالتهم أيادي الظلم الباطشة التي لا يدري أحد من الناس من هو الذي يحركها في الخفاء ، فوقروا بتلك الأفعال صدور الشعب ضد الدولة ، و كأن الذي يقوم بذلك العمل المريب يقصد منه توليد ثورة مضادة من جراء مثل هذا السلوك الشائن الذي أصبح ممنهجاً ضد هذا الشعب الذي كان من المفترض أن يجازى بالإنحناء إليه لأنه فعلاً شعب عظيم و معلم ، فتراكمت عنده الأغبان من جراء هذا السلوك الغريب الذي وطن في قلوب الشعب الرأي العكسي ، و خصوصاً أن الذين تأثروا بتلك الأفعال هم من الداعمين الأساسيين لهذا الحراك الذي أنجب من رحمه هذه الثورة .

منذ أيام إحتشد المواطنون أمام بوابة أسواق جمعية الشباب المنتج للبيع المخفض بالجانب الجنوبي الشرقي لساحة الحرية (الساحة الخضراء سابقاّ) حيث تم منعهم من الدخول و لا أحد يدري من الذي يدير محاور الشر في هذا المكان من أجل إثارة الرأي العام ضد الدولة وخصوصاً أن الكيل قد طفح لدى الكثيرين من هذا الشعب نتيجة الضغوطات الإقتصادية ، فما نريد أن نجد له إجابة شافية لماذا تم إغلاق هذا الباب الذي كان يساعد كل من طرقه ؟ ، ففي هذا المكان كان يتم توفير المنتجات بأسعار أقل تكلفة من سعر السوق وهذا ما يساعد الناس في هذه الظروف شديدة الصعوبة ، و بالسؤال المباشر قد تواترت الإفادات أن تدبير هذا الأمر المفتعل كانت تديره المدعوة (ت . م . ع) و كان ذلك يجري على حسب هواها الذي تحركه المصالح الشخصية ويشاركها في ذلك بعض ضعاف النفوس فمنعت أصحاب المحال من الدخول إلى محالهم وكذلك المواطنين .

و في ميدان آخر من ميادين الحياة في محلية بحري لقد ساقتنا الأحداث إلى ذلك المكان لنجد فيه ما يثير الدهشة و يطرح كثيراً من علامات التعجب و الإستفهام ، حيث يوجد إنتشار واسع لشرطة المحلية بميدان المولد ببحري ، و التي كانت وما زالت تقوم يمنع المواطنين أصحاب معارض السيارات من الدخول إلى محالهم من أجل عرض سياراتهم في هذا المكان ، و من المؤكد في هذا الجو العام الذي يقوده التخبط والقرارات الفردية غير المدروسة التي تتم نتيجة أفكار إنتحارية خاطئة تدعمها محلية بحري و لا أحد في ذلك المكان يعلم شيئاً عن قانونية ما يحدث لهم من مثل تلك الأفعال التي لا يقبلها حتى الحيوان ، فلماذا تتم إهانة المواطنين بهكذا صورة لا تليق بآدميتهم حيث يتم ذلك بطرق لا تتوافق وثوابت الدستور و الأطر القانونية المعروفة والمتوارثة في هذا البلد العظيم ، والتي تخالف كل مبادئ ثورة الحريات والسلام و العدالة ، فأصحاب هذه الأماكن إذا كانوا أصحاب محال أو مالكي لتلك العقارات المتسخدمة كمكاتب لإدارة هذا العمل فإنهم سوف تطولهم خسائر فداحة نتيجة هذا الجور الذي تديره أصابع نبتت في أيادي فاسدة لا تعرف الرحمة و القيمة الحقيقية لهذا الشعب ولهذا نجدها تعبث بمقدراته ، و مع الأسف لم تراعي حجم الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها كامل المنطقة من جراء هذا الإجراء غير القانونية التي سوف تطول يده المدمرة شريحة واسعة من طيف هذا الشعب و خصوصاً أصحاب تلك المحال من الملاك والمستأجرين و كذلك المحلات التي تقدم الخدمات لزوار هذه المنطقة كالمطاعم و اكشاك الرصيد والكماليات و بائعات الشاي و الطعام وغاسلي السيارات و كل المهن التي تصاحب ذلك الزخم التجاري بكامل منطقة الختمية .

هذا الأمر مرفوع برمته إلى سعادة الوالي أيمن خالد نمر ونرجو تدخله الفوري لإيقاف هذا العبث الذي يتم بإسمه و يخالف أهداف ثورة الشعب و مبادئ دولة القانون التي إنتفض الشعب من أجلها ، و ليعلم الجميع أن مثل هذا السلوك البوليسي الغاشم الذي هزم روح المواطنة في عقر دارها سوف يستصحب ثورة مضادة إذا سفهت الحكومة هذه البلاغ وإعتبرته دون حجمها و تركت هذا الأمر في أيدي العابثين الذين يدوسون على كرامة الشعب بأرجلهم و ها أنا قد بلغت ،، اللهم فأشهد .

و سنتابع إن شاء الله

زر الذهاب إلى الأعلى