شــــــــوكــة حـــــــــوت الــمـــوت ســــــمـبـــلا
ياسرمحمدمحمود البشر
الشاب شوقى أحمد محمد إنسد أمامه الأفق وفقد الأمل فى عودة حال السودان إلى الوضع الطبيعى فى ظل التردى الحاصل توكل على الله وشد الرحال إلى مناطق التنقيب عن الذهب فى إكتوبر من العام ٢٠٢٠ بحثاً عن الرزق الحلال عله يستطيع أن يشارك والده فى الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة ومساهمة منه فى رد دين لوالده كل ذلك بعد أن رأى حلمه بالتغيير قد ذهب أدراج الريح مثله مثل آلالاف الشباب السودانيون رضى بأن يبحث عن الذهب فى أرض الله الواسعة بدلاً من التسكع فى طرقات الخرطوم أو اللجؤ إلى الإعتماد على والدته بعد أن يرتدى (بنطول كُباية ناصل ويفلفل شعره) ليصبح أشعث أغبر من رأسه ومنعم الجسم من تحت الرأس وحتى أخمص قدميه.
عاد شوقى إلى بيتهم بضاحية الثورة يوم الخامس عشر من فبراير الجارى أى قبل خمسة أيام وخرج شوقى لمواصلة أرحامه وذهب إلى زيارة خالته مساء يوم الخميس ١٨ فبراير ٢٠٢١ وبعد أن هم بمغادرة بيت خالته خرج معه أبناء خالته إلى محطة سوق ال٢٩ بالثورة المحطة القديمة وفى هذه الأثناء نشب شجار بين شخصين على بعد مسافة من شوقى وأبناء خالته وتم فض الشجار وفى هذه اللحظات توقف موتر به شخصان عرفا نفسيهما بأنهما نظاميان ترجلا من الموتر وبعدها إحتدم الشجار مرة أخرى وأخرج أحد النظاميين مسدسه وأطلق عدد من الأعيرة النارية أصابت واحدة منها الشاب شوقى وكسرت رجله من الساق مما أدى الى هياج من كانوا حضوراً بسوق ال ٢٩ وقاموا بحرق موتر النظامى الذى أطلق الأعيرة النارية التى أصابت شوقى ومن ثم تم ترحيل الموتر المحروق إلى مركز الفيدرالية بمنطقة سوق حلايب بالثورة.
كما تم نقل المصاب شوقى إلى مستشفى النو ومازال فى إنتظار إجراء عملية لإخراج الطلق النارى من رجله وبما أن أسرة شوقى تؤمن بالقضاء والقدر لكن يبقى توفير الأمن للمواطن وحمايته من أوجب واجبات سلطات الإختصاص والتى من مهمتها َمكافحة الجريمة قبل وأثناء وبعد وقوعها فها هى الجريمة قد وقعت وها هو شوقى يرقد طريح الفراش فالمطلوب الوصول إلى الجناة والتحقق من إنتمائهما للقوات النظامية أم أنهما ينتحلان صفة النظاميين ويمكن التحقق من ذلك من خلال الموتر الموجود بقسم حلايب اليوم قبل الغد.
مثل هذه الجرائم قد لا تنحصر فى أطراف العاصمة فمن المؤكد أنها ستتمدد إلى قلب المدينة وسيزداد عدد الضحايا يوم بعد يوم ما لم تضطلع جهات الإختصاص بدورها وفرض هيبة الدولة لأن هيبة الدولة لا تشترى من البقالة بقدر ما أنها تفرض بقوة القانون وقانون القوة أحياناً حتى يكون المواطن آمنا فى سربه وإذا ما عجزت سلطات الشرطة بقسم حلايب فى الوصول إلى الجناة سيكون الأمر فيه غرابة ولا سيما أن رجال المباحث لهم المقدرة فى الوصول إلى الجناة مهما تعقدت ملابسات هذه الجريمة.
نــــــــــص شــــــــوكــة
الكرة الآن فى ملعب قوات الشرطة ورجال المباحث بمركز سوق حلايب بالثورة وتظل أسرة شوقى فى إنتظار الإعلان عن القبض على الجناة والوصول إلى الحقيقة المجردة تحقيقاً للعدالة وزراعة بذور الأمن والطمأنينة فى الأنفس المفزوعة.
ربــــــــع شــــــــوكــة
(مــــوت ولـــــد ولا خراب بلد).
yassir.mahmoud71@gmail.com