شــــــــوكــة حـــــــــوت مصـاب الوطـن المُهـمـل
ياسرمحمدمحمود البشر
أبوزيد محمد بخيت رجل يحمل بعض روح وبعض جسد بعد أن فقد يده ورجله اليسرى وإصبيت رجله اليمنى بعجز يفوق ال٥٠٪ من كفآتها وظل حبيس أربعة جدران منذ العام ١٩٩٧ وحتى هذه اللحظة وأبو زيد هذا أحد فرسان القوات المسلحة السودانية أصيب فى معارك جنوب السودان قبل الإنفصال أجريت له أكثر من خمسة وعشرين عملية جراحية بمستشفى السلاح الطبى من أجل تطبيب جراحات جسده المصاب وهو يدافع عن حياض هذا الوطن وترابه لا يطلب منصب ولا محاصصة فى الحكم إنما يقوم بواجبه العسكرى بعقيدة قتالية تحمل بسالة الجندى السودانى.
ويمكن القول أن الجندى أبوزيد أصيب وهو يقوم بواجبه المقدس لكنه وجد إهمالاً من المؤسسة العسكرية بعد أن تمت معاملته معاملة الشهداء وهو على قيد الحياة وقد كتب الله له أن يعيش طوال هذه السنوات ورب لأسرة فيهم معاق عقليا ولولا وقفة زوجته الحاجة أمونة التى تحولت إلى خادمة لزوجها (ودلالية) من أجل أن تسد رمق زوجها قبل أطفالها وهذا من أوجب واجبات القوات المسلحة تجاه هذا البطل المصاب المهمل واليوم لا يشعر به أحد بل أصبح مجرد رقم إجتماعى مهمل فى ذاكرة الشعب السودانى وطوتها ذاكرة القوات المسلحة السودانية التى إنشغل قادتها بممارسة العمل السياسى على حساب أبوزيد وأمثاله.
يرقد أبوزيد بضاحية دار السلام بمحلية أم بدة مربع (٥) شرق مستشفى الراجحى يعانى أوجاعه وآلامه بعد أن تآكل معاشه الذى يتقاضاه وأصبح لا يساوى مصروف يوم واحد له ولأسرته ناهيك عن العلاجات التى يتعاطها طوال حياته وفوق هذا وذاك فقد إنتهت صلاحية الطرف الصناعى التى يستعملها أبوزيد ويمكن القول أن الجندى أبوزيد يحتاج لأبسط متطلبات الحياة اليومية التى يتصورها العقل البشرى فى الوقت الذى ضعف فيه الطالب والمطلوب وأصبحت العين بصيرة واليد موغلة فى التقصير.
لو أهملت القوات المسلحة أحد فرسانها مثل أبو زيد فهل سيهمل الشعب السودانى هذا الرجل فهأنذا أرسل هذا النداء لعبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ولوزير الدفاع والى أعضاء المجلس السيادى من المكون العسكرى والى كل جندى عمل بالقوات المسلحة من لدن محمد أحمد الجعلى وإلى عبدالفتاح البرهان ونقول لهم أن هناك جندى سودانى يموت فى اليوم الواحد ألف مرة جراء الإهمال والتقاعس عن الوقوف إلى جانب أبو زيد يعد خيانة لشرف القوات المسلحة السودانية ويمكن أن يكون مصير آخرين مثل مصيره الموجع المؤلم الذى جعله يتمنى الموت إحتراماً لحياة الفاقة التى يعيشها ويحياها ويصبح فى عداد الموتى وهو على قيد الحياة فهل من مغيث يقف إلى جانب أبوزيد وهذا رقم هاتفه 00249916333651
نــــــــــص شــــــــوكــة
هل تعلم يا أبا زيد إن السياسيين الذين كنت تقاتل من أجلهم كانوا يستخدمونكم وقوداً لحرب تخدم مصالحهم الشخصية وها أنت اليوم ترقد بنصف الأعضاء الآدمية ولا بواكى عليك أيها الفارس المصاب المهمل وقد قدمتم الغالي والنفيس ولم يشعر بكم أحد.
ربــــــــع شــــــــوكــة
(إنت يا الصابر عند الله جزاك)
yassir.mahmoud71@gmail.com