((همس الحروف) .. اللواء ركن فيصل محمد الحسن رجل بقامة وطن)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم على
الصمت عند البعض يفسر بأنه لغة العاجزين و لكنه يعتبر من أهم وسائل توصيل فهم المعاني التي تعجز عنها لغة الكلام في وصف مدلول معانيها عند القادرين لأن عند بحر السكوت المتعمد تطفح على سطحه لغات عدة تنطق بها الجوارح الصامته لتشرح ببلاغة متناهية العبارات ذات المعاني العالية ، فصدق الشاعر عند قوله : وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناك وذلك يدلل على أن الجوارح في بعض الأوقات تنوب عن اللسان في شرح الكلام بصورة أوضح من البوح بها ، و لهذا قد أجد نفسي في كراسي العاجزين عن الحديث تجاه موقف إنساني معين هزني و إهتزت له أركان شمال كردفان و إقشعرت عند حدوثه أبدان حاضريه لأنه خرج عن إطار المألوف في المنطقة وكما لم تتيح الدهشة لأحد أن يتوقع حدوث مثل هذا الموقف الذي يوصف رقة شعور فاعله و خصوصاً إذا كان فاعل هذا الأمر ليس معنياً به أو مطلوباً منه أداء ذلك ، إلا أن شخصية القائد قد تجبر صاحبها في أحايين كثرة على ركوب أصعب موجة من أجل تحرى الإنتصار على النفس قبل الآخرين و لهذا تولدت عنده مبادرة رائعة تحمل إسم قائد الفرقة الخامسة مشاة (هجانة) سعادة اللواء ركن فيصل محمد الحسن التي كانت من أجل طرق باب النجاح الذي أوصدته صعوبة الحياة بالإهمال و العوز والفقر و بساطة أصحابه التي تجعل عند القادرين حواجز تمنع الآخرين من الإلتفات إلى مثل هذه الأبواب ، إلا إذا كان يقف وراء ذلك رجلاً شفافاً و يمتلك ملكة الحس والإدراك التي تجعله يتذوق طعم حلاوة الإنسانية و يميز بين مرارة الفشل ونشوة التفوق و النجاح .
لقد خرج هذا الرجل القامة من قيادته و لم يجبره على الخروج أحد ليكسر بخروجه هذا صمت ولايتة التي إنشغل قادتها المدنيين الذين من المفترض أن يكونوا هم المعنيين بهذا الأمر الذي خرج من أجله ، فلقد شغلتهم ظروفهم الخاصة و متاهات الحياة الصعبة التي تصعبت على الجميع بصورة غير مسبوقة في هذه الأيام مما ترتب على ذلك زيادة معاناة الشعب ، لقد خرج محتفياً بالتفوق في موكب مهيب قصد به قرية (الحجيرات) بمحلية الرهد و ذلك لأمر لم يكن يخص شؤون قيادته العسكرية في شيئ ، و أنما من أجل الإحتفاء و تكريم الطلاب و الطالبات الذين تفوقوا رغم الحظر و الفيضانات و العطلات و الجائحة و غيرها من الظروف التي إستطاعوا أن يتغلبوا عليها و يقهروا كل هذه العقبات التي صاحبت الإمتحانات ، فلم تكن لهم عائق أمام مسيرة نجاحهم و التي كانت يمكن أن تقودهم غيرهم إلى أحضان الفشل ، فإستطاعوا أن يتجاوزوها و يقهروها بكل ثبات و يحقوا هذا التفوق الذي واجباّ علينا أن نحتفي به ، وكان من أولويات هذا القائد نثر روح الفرح على رؤسهم هؤلاء الصغار ليوصل لهم معاني الإرتباط الحقيقة بين القائد و المقود من ملح الأرض و البسطاء ، فعند لقائه تداخلت عليهم العواطف الجياشة وهم يستقبلونه بفرح منقطع النظير لانه حينما قصدهم لم يكن طامعاً في أمر من أمور الدنيا ، ولهذا كان اللقاء ما بين دموع الفرح و نشوة الإنتصار التي خالطتها أحاسيس دفينة كانت تدغدغ قلوب أهالي تلك القرى وهم يتستقبلون أعضاء هذا الموكب المهيب بأحتضان قائده في سعادة غامرة يصعب وصفها في كلمات .
ما أحوجننا لمثل هذه المبادرات التي ترفع من شأن العلم و تسهم في بناء العلماء وما أعظم المبادر القائد و الإنسان سعادة اللواء ركن فيصل محمد الحسن الذي رسم البسمة و الفرحة في قلوب البسطاء حينما عانقهم فرداً فرداً و بللوا له ملابسه بدموع الفرحة لانه قام بطرق باب أكارم يعرفون الفضل لأهل الفضل ، وهذا القائد يعي تماماً دور الشباب و معنى التفوق الذي يقوم بصناعة الركيزة الأساسية للمجتمع ، و لذلك سعى حافياً لتكربم المتفوقين في قرى يصعب وضع الأصبع عليها في خارطة السودان لأنه لا يعرفها إسمها إلا قاطنيها فقط و لا يستطيع الوصول إليها إلا رجل بقامة وطن و يحمل هموم فقرائه ، فهو نعم القائد الذي يستحق أن نكرمه نحن قبل أن يقوم بتكريم شبابنا في زمان عز فيه ما فعل و سيشهد له التاريخ بأنه رجل عظيم ، و في مكان لا يعي مردود ما قام به إلا أهل فضل يهمهم معرفة الطرق السليمة التي يتم بها بناء قدرات الشباب الذين يعتبرون هم أعمدة هذه الأمّة و سِرُّ نَهضتها ومَبعث حضارتها وحامليُ لوائها ورايتها و قادة مَسيرتها في المستقبل ، فلك مني يا سعادة اللواء فيصل ألف تحية و ألفين سلام و هنئياً للظهر الذي حملك وأتى بك و للرحم الذي حواك والثدي الذي أرضعك يا رجل يا عظيم .