((همس الحروف) .. حتى انت يا عمر معهم لإضعاف الجيش)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم علي
ينشط في هذه الأيام قارعي طبول الحرب و مؤججي نار الفتنة ، محاولين لذلك إستغلال كل الأدوات المشروعة وغيرها في نفث السموم القاتلة بنشر التقارير المكذوبة و ترويج الإشاعات المضللة و التحاليل التي لا تستند إلى محاور علمية يقصد منها محاولة إستفزاز الجيش وثنيه لجره إلى حرب شاملة بين البلدين الجارين ، الشقيقين السودان و إثيوبيا ، و يقف هؤلاء الأشرار من على بعد ليس ببعيد خلف الكواليس و ينظرون من نوافذ شرفاتهم الزجاجية ليتابعوا نتائج ما زرعوه من فتنة من أجل تسجيل أكبر عدد من النقاط السوداء على الجيش من أجل إعادة تدويرها عليه مرة أخرى حال حدوث مالم يكن في تخطيطهم ، و من إجل إستغلال ذلك في وقت لاحق ، بعد أن يرموا باللوم عليه لإضعاف صورته أمام الشعب ، من أجل تأكيد ذلك للجميع بأنه قد جر البلاد إلى حرب لم يراعي فيها الظروف الإستثنائية التي تمر بها .
و بعضهم يتبارون في تدبيج شهادات الفشل للإنتقاص من هيبة القوات المسلحة بجعلها أداة ضعيفة لا تملك قرار نفسها في ما تقوم به من أفعال لحفظ السيادة الوطنية ، فنجدهم يقومون بإضعاف هذه الإرادة بكل الوسائل الممكنة والغير ممكنة الغرض منها إضعاف الروح المعنوية التي تضعف معها العقيدة القتالية عند أفراده ، و ذلك بتروج الإشاعات و المعلومات الكاذبة عبر الأسافير و التي تصور أن المؤسسة الحربية بأنها قزم طيع في أيادي غيره و تقبع تحت طائلة العمالة و الإرتزاق بحيث يتم ذلك بالتحكم فيها عن بعد كجسم مسلوب الإرادة و صوروها بأنها خيال مآته قابلة للإبتزاز و سائمة نفسها للإرتزاق وبيع الضمائر ، و ما قام به ليس كان ذوداً عن حياض الأرض والعرض و أنما حاولوا إقناع الرأي العام بعكس ذلك تماماً بإعتبار ما حدث كان حرباً بالوكالة ليس للسودان صالح فيها أبداً مزورين في هذا التأيخ الذي كان الجميع شاهداً عليه إستخفافاً بعقول الشعب ، و كما سعوا بكل ما يملكون بجعل نتائجها تتصب في مصلحة مصر فقط لأنها صاحبة فائدة مباشرة ستستفيد منها حال إستنزاف إثيوبيا ، و من ناحية أخرى حاولوا الزج بالأمارات العربية المتحدة في هذه المعركة التي تقول كل الشواهد بأنها ليس لها فيها ناقة و لاجمل لأن مصالحها الإستراتيجية مع مصر أكبر بكثير من هذه الفرية التي تم تلفيقها لها في الظلام و روجوا لها في الأسافير و ذلك لإلتقاءبعض المحاور التي ليست بذلك العمق الإستراتيجي و التاريخي في بعض الأمور بين الإمارات و إثيوبيا مع تنافر مراكز الخسارة بين الأربع دول وذلك بعكس ما يقول المثل : (عدو عدوك صديقك) و لا ضير إذا كانت هنالك مقاربات في بعض المصالح بين الإمارات و إثيوبيا أو بين الإمارات و مصر أو الإمارات والسودان ، ففي مثل هذه الظروف تتقاطع خيوط الشائعات و تتلاقي مع جحوف الجهل من أجل بث الفتن الحارقة التي تهدم وحدة المصالح و تشرخ وحدة الصف العربي و الوطني بتشتيت ذهن الشعب بأمور إنصرافية في محاور كثيرة متفرقة من أجل تغبيش الرؤية التي يعلمها الجميع ، و ما قام به الجيش السوداني كان رداً طبيعياً على الإعتداء المباشر عليه الذي إستهدف عناصره وبصورة مستفزة جداّ (ليس إلا) ، فهنا يظهر للمتابع ما يحاك من مؤامرات ضد الجيش في الظلام مع محاولات لتدبيج التهم التي لا تليق و مؤسستنا الحربية ، و هذا ما يتضح لنا جلياّّ من تقاطع أفكار الرأي العام التي تم تشتيتها حول هذه القضية المصنفة من القضايا الوطنية التي تحمل تقييم الدرجة الأولى ، و من نفس هؤلاء الذين تختلف دائماً مواقفهم حسب الطلب ، كانوا في السابق ينادون بأعلى أصواتهم بتحرير الفشقة حينما كان الجيش يتعامل مع هذه القضية بضبط النفس ، و كان ذلك ليس ضعفاً منه وأنما إستصحب الحكمة في تقدير الأمور نسبة للظروف المعقدة التي كانت تعيق كثيراً من الملفات الإقليمية والمحلية وكان من الواجب حلحلتها بالتريث و السياسة من أجل عدم إدخال البلاد في حرب خارجية و ما زال السودان يدفع فاتورة الحرب الداخلية ، و هذا ما قاد العدو إلى فهم مغلوط جعله يستضعف الحليم و لذلك قام برفع إستفزازه إلى درجة التعدي على مجموعة منه بقيادة ضابط برتبة رائد .
و لكن الأمر المؤسف حقيقة و الذي يوجب علي الجميع التأكد من صحة إنتمائهم بمراجعة أرقامهم الوطنية ليس على الأوراق الثبوتية فقط و أنما بتصحيح إنتمائهم الحقيقي لهذا الوطن مع إستشعار القيمة الوطنية الحقيقية ، فإذا صح ما تم ترويجه في الوسائط نقلاً عن وزير الخارجية المكلف في تنويره للسفراء مدراء الإدارات بالخارجية ، فذلك يعتبر طعنة قوية بخنجر مسموم في خاصرة الوطن و إنتقاص من حق السيادة الوطنية بتثبيط همم مقاتلي القوات المسلحة و إضعاف روحهم المعنوية و إزهاق عقيدتهم القتالية و ذلك يعتبر خيانة عظمى للشعب ، عله كان ناسياً أو متناسياً بأن الإرادة و العقيدة القتالية لا تقيم بالكم العددي و أنما بالإيمان بالقضية نفسها و بالخبرة القتالية التي خبرها جنود الجيش السوداني على مر السنين الفائتة ، و الروح المعنوية و الإيمان بالغيبيات في حياه ما بعد الموت للشهيد ، إن إفترضنا بأن كل الحسابات التي بنى عليها سعادة الوزير المكلف بأنها كانت عبارة عن أرقام صحيحة ، فإنه بذلك يعتبر غير موفق في تقيمه وتصريحه الذي أدلى به ، بالرغم من أن أي حرب بين الشقيقة إثيوبيا السودان تعتبر حرب خاسرة للطرفين و هدم للعلاقات الإجتماعية الممتدة و علاقات المصاهرة والجوار ، لأن ميزان القوة لا يحسب برصد القدرات العسكرية التقليدية التي تجعل الجيش الإثيوبي في المرتية 60 و نطيره السوداني في ال 75 وفقاً للإحصاءات المعلنة و الغير معلنة بين البلدين في الكم والعدة والعتاد و أنما بحساب الخسارة التي سيخسر السودان فيها صديق وفي و حليف إستراتيجي و جار عزيز كان من الممكن أن تمتد المصالح بينهما لأكثر من ما يتصور شعبيهما الشقيقين الذين يؤسفهما تلك الأحداث الجارية التي تم تصعيدها نتيجة سلوك مغلوط من بعض المرضى الذين ستضيع بسببهم كل أحلام الشعبين في هذه الحرب التي فرضت عليهما رغم أنف الجميع .