رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت ماسـورة كبـيرة خـلاص


ياسرمحمدمحمود البشر

قامت الفتاة بتكبير صورة والدها وثبتتها فى غرفتها بصورة أنيقة وكتبت تحتها كل فتاة بأبيها معجبة وعندما دخلت والدتها غرفة إبنتها ورأت صورة زوجها ضحكت فى سخرية ولم تتحدث مع إبنتها لكنها إكتفت أن تكتب تحت الجملة التى كتبتها إبنتها كل فتاة بأبيها معجبة كتبت الزوجة (والله دا ماسورة كبيرة خلاص) فالبنت معجبة بأبيها إعجاب فطرة أما الزوجة فإنها تعرف زوجها أكثر من نفسها لذلك تراه فى نظرها مجرد ماسورة ليس إلا ولكل منهما أسباب للتقييم.

القحاتة قاموا بتكبير صورة عبدالله حمدوك وكتبوا تحتها شكراً حمدوك على قرار كل فتاة بأبيها معجبة (وكل زول عاجبو الصاريهو) وقدموا شكر حمدوك على شكر الله وبعد ما يقرب من عامين من عمر الزمان على تعيين الخبير الإقتصادى العالمى عبدالله أدم حمدوك رئيساً لوزراء الحكومة الإنتقالية إكتشف الشعب السودانى حقيقة حمدوك الإدارية والسياسية والإقتصادية مثلما عرفت تلك الزوجة كل نقاط ضعف زوجها لذلك ردد الشعب السودانى سراً وعلناً (والله حمدوك دا ماسورة كبيرة) وعندما جاء حمدوك ظن الناس أنه المخلص للإقتصاد السودانى أو المحافظة على الأقل على ذات الحال التى وجد عليها الإقتصاد فلا يمكن أن تزداد الحال سؤً على سؤٍ على مدار الساعة ونجد حمدوك يردد بصورة ببغائية (أننا نقدر صبر المواطن وسنعبر وسننتصر) فهل يريد أن يعبر على أجساد هذا الشعب الأسمر.

الشعب السودانى اليوم لا يطالب حمدوك بإجراء إصلاحات إقتصادية فقد وضح تماما أن حكومته تنفذ روشتة البنك الدولى وعليه أن ينفذ المطلوب منه فقط من قبل البنك الدولى فلذلك الأمر ليست بيده والشعب لا يطالب حمدوك بتوفير أدنى متطلبات الحياة لأنه أقل وأصغر من حل مشاكل السودان والشعب لن يستفيد من وجود حمدوك أو من خبراته العالمية بقدر ما يكون حمدوك قد إستفاد بإضافة زيادة جديدة لسيرته الذاتية بأنه كان رئيساً لوزراء الحكومة الإنتقالية السودانية لكنه لم ولن يقدم للشعب السودانى شئ يذكر ولو كان حمدوك يمشى بين الناس فى الأسواق أو يصلى معهم فى المساجد أو كان يلتقيتهم فى المقابر أو المناسبات الإجتماعية لعرف حقيقته المجردة بين المواطنين لكنه لم يخالط هذا الشعب وكأنه جاء ليحكم هذا الشعب من على برج عاجى ولا علاقة له بهذا الشعب الصابر المصابر المحتسب.

وبما أن المطلوب من حمدوك تنفيذ سياسية البنك الدولى فعليه أن ينفذ هذه السياسة بإسرع ما يمكن لينجز مهمته لأن الشعب السودانى وصل حد المعاناة وهو الآن تحت تأثيرها الأمر الذى جعله يصاب بالتلف الإحساسى وعدم الشعور بما يدور من حوله ووصل بهم الأمر إلى مرحلة التبول اللا إرادى والتبول هنا يعنى الوصول إلى حد المعاناة فى كل مناحى الحياة وسدت أبواب الأمل فى كل الإتجاهات بعد أن توقف حمار حمدوك فى عقبة الفشل ثم الفشل ثم الفشل وسيظل الشعب السودانى تحت وطأة الإحباط حتى حين ولكنه لن يظل تحت تأثير البنج طوال الفترة الإنتقالية وسيتحرك المارد فى داخله يوماً ما.

نــــــــــص شــــــــوكــة

المطلوب من حمدوك الآن رفع الدعم عن كل شئ عن المحروقات والمفروكات وعن الغاز والخبز وليكن سعر الرغيفة عشرون جنيها والمطلوب منك فرض هيبة الدولة فى ذات الوقت لا تحمى المواطن من جشع التجارة والسماسرة لكن أحمى المواطن من الهشاشة الأمنية فقد أصبح المواطن غير آمن فى سربه وها هى الجنينة تنزف والأرواح تزهق فلا تفقد الدولة هيبتها كما أفقدت الإقتصاد قيمته ومقامه.

ربــــــــع شــــــــوكــة

حمدوك ماسورة كبيرة لكنها ماسورة ذهب.

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى