شــــــــوكــة حـــــــــوت متى تكون الحصة وطن؟
ياسرمحمدمحمود البشر
ثورة ديسمبر السودانية هى عمل جمعى شاركت فيه كل قطاعات الشعب السودانى حيث إندلعت شراراتها بمدينة الدمازين فى السابع عشر من ديسمبر ٢٠١٨ وسارت على دربها مدينة عطبرة فى الثامن عشر منه ثم الخرطوم يوم ١٩ ديسمبر وبقية المدن السودانية ولا يستطيع حزب أو كيان أو تنظيم أو تجمع أن يدع أنه من صنع الثورة السودانية وعندما إكتمل بدر الثورة فى السادس من أبريل بدأ لصوص الثورة بالحديث بإسم الثوار وظهرت المطامع السياسية حتى الحادى عشر من أبريل يوم سقوط النظام البائد وبعدها تم إسقاط الشعار الأساسى للثورة شعار حرية سلام وعدالة وظهر بعض الساسة الذين يريدون إقصاء كل المكونات السياسية من المشهد وعملوا بسياسة من ليس معنا فهو ضدنا وقادوا حرباً ضروس ضد الكيزان من دون أن تكون هناك مساحة للتفكير والتدبر وكأن كل الكيزان هم فاسدين ومفسدين ونسوا عمداً أن يثبتوا التهم عليهم ويقدمون كل من تثبت ضده تهمة ولو تمت محاكمتهم جميعاً شنقا فى ميدان عام حتى يكونوا رمزا للفساد والإفساد.
ولو رجع من يريدون إبعاد الكيزان نهائيا من المشهد فقد بدأ الحديث عن الإصلاح السياسى بين الكيزان فى العشرة سنوات الأولى من عمر الإنقاذ منذ التوقيع على مذكرة العشرة الشهيرة وبلغ ذروته يوم ١٢ / ١٢ / ١٩٩٩ الموافق الرابع من رمضان عندما قال الدكتور حسن الترابى أن الفساد بين الإسلاميين بلغ بضع من عشرة فى المائة وحدثت المفاصلة الشهيرة بين الكيزان ولم يتوقف الإصلاح داخل الحركة الإسلامية وصدع السائحون بقول الحق وخرجت مجموعة غازى صلاح وكل هذا من أجل الإصلاح داخل مؤسسات الكيزان وقد بدأ الحديث من داخل الحزب والحركة الإسلامية أن هناك من يقومون بعمليات الفساد وهم الذين يستفيدون من وجود الرئيس الأسبق عمر البشير لذلك كان الإنشقاق الواضح داخل الحركة الإسلامية والحزب بعدم ترشح الرئيس المخلوع لدورة قادمة وأن وجود المخلوع البشير سيقصم ظهر الحزب والحركة الأمر الذى جعل المخلوع البشير فى آخر أيام حكمه أن يحتمى بالمؤسسة العسكرية ويقيل كل ولاة الولايات ويعين حكام عساكر مما يعنى أن الحركة الإسلامية قد حسمت أمرها من ترشح البشير.
وإن دل هذا إنما يدل على أن الرئيس المخلوع قد سقط فى نظر الصادقين من الكيزان قبل ثورة ديسمبر وكانوا يواجهونه بصورة واضحة داخل المؤسسات وأمثال هؤلاء لا يمكن أن تطالهم سهام الإتهامات الباطلة وليس كل من كان تحت مظلة الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطنى المحلول جميعهم فاسدون وكيزان يجب أن يتم (دوسهم دوس) أو فصلهم عن الخدمة بحجة إنتمائهم السياسى ولا يمكن أن يتم إقصاء الكيزان عن المشهد نهائياً ولا يمكن أن يتم مسح فكرة الحركة الإسلامية نهائيا والدليل على ذلك وجود الحزب الشيوعى اليوم فقد مر بظروف سياسية مريرة لكنه لم يمت ولم ينته وكذلك الحركة الإسلامية لن تمت ولن تنته فكرتها بأى حال من الأحوال وعلى الحكومة الإنتقالية أن تقدم كل كوز إرتكب جريمة مالية أو حتى طالته شبهة فساد أن تقدمهم لمحاكمات وتحكم عليهم بأقصى العقوبات حتى يكونوا عظة لغيرهم أما أن تكون الحرب على كل إسلامى فهى حرب غير أخلاقية ولا تفضى إلا لمزيد من تعقيد العلاقات الإنسانية والإجتماعية بين مكونات المجتمع السودانى وتؤدى إلى قطيعة الأرحام.
وطالما أن شعار ثورة ديسمبر حرية سلام وعدالة على الحكومة الإنتقالية أن تمنح كل مواطن حريته التى حددها الدستور المعطل ويمارس حياته الطبيعية من دون تنمر عليه من أحد ولتكن العدالة مثل الموت لا تستثنى أحدا على الإطلاق وأن لا تكون الإتهامات موجهة للشرفاء من المواطنين بجريرة إنتمائهم للحركة الإسلامية وللمؤتمر الوطنى ورب العزة من فوق سموات يقول (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ويجب أن لا يكون الإنتماء السياسى أو الفكرى جريمة وإدانة وحكم ولا يوجد من هو فوق القانون ولا يظن الذين يمسكون بمقاليد الأمور اليوم قد خرقوا الأرض أو بلغوا الجبال طولا أو أنهم سيظلون فى مناصبهم إلى يوم الدين فلكل بداية نهاية فى القريب العاجل ويجب التسليم بأن السياسة ليس فيها عداء دائم أو صداقة دائمة إنما هناك مصالح مشتركة والمصلحة هنا يجب أن تكون من أجل المواطن والوطن.
نــــــــــص شــــــــوكــة
ويبقى السؤال كيف تكون الحصة الوطن ومعظم السودانيين يضيعون وقتهم فى تبادل الإتهامات بين فساد الكيزان وفشل القحاتة وما بين هذا وذاك إزدادت معاناة المواطن ولو إستمرت هذه الصراعات بين القحاتة والكيزان سيكون حال الشعب السودانى لا يسر وتكون الحصة وطن يوم أن نتسامى عن الصغائر ويكون عميق إنتمائنا للوطن وليس للأحزاب أو الكيانات تكون الحصة وطن يوم أن نتجاوز خلافاتنا ونُحٓكِم صوت العقل وتكون الحصة وطن يوم أن نخفض أصواتنا مع بعضنا البعض وترتفع أصواتنا مع ذاتنا عندما نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لوطننا وماذا قدمنا لأهلنا تكون الحصة وطن يوم أن يستمد المواطن قيمته مما يقدمه لوطنه ولمجتمعه.
ربــــــــع شــــــــوكــة
الحصة وطن يجب أن تكون بيان بالعمل وليست شعار.
yassir.mahmoud71@gmail.com