آخر الأخباررأي

خيط العنكبوت – غورباتشوف سوداني

بقلم: عوض الله نواي – وكالة One Press

بورتسودان – 15 يوليو 2025م

“قلت لحماري:

  • “هل تعرف يا صاحبي أن لنا غورباتشوف سودانيًا؟”

هزّ حماري أذنيه بدهشة، فواصلتُ:

  • “كما فكك غورباتشوف الاتحاد السوفيتي بابتسامة ناعمة وكوب قهوة أمام الكاميرات، جاءنا هذا الغورباتشوف المحلي ليعيد نفس المسرحية… قحط هي المخرج القديم، النص قديم، لكن العرض هذه المرة على نار هادئة. الهدف ليس حكومة ولا حزبًا، الهدف جهاز سيادي كامل، جهاز كان خط الدفاع الأول لهذا البلد، والآن… يُقسم إلى جهازين كما تُقسم قطعة حلوى.”
  • قهقه حماري وقال ساخرًا:
    “يعني عرض قحطاوي جديد؟”

أجبته:

  • “نعم، نفس الحيل القديمة لكن بوجوه شابة وألسنة ناعمة. يا حماري، الخراب لا يحتاج دبابة، أحيانًا يحتاج فقط توقيعًا باردًا في مكتب مكيف… وابتسامة تلتقطها كاميرات الخارج!”
  • نقر حماري الأرض بحافره ثم سأل ببراءة ممزوجة بالدهاء:
    “ولماذا يفعل ذلك؟”

قلت:

  • “لأنه يظن نفسه مصلحًا عظيمًا، بينما هو مجرد أداة في يد من يخططون لهذا البلد منذ سنوات. يظن أن التصفيق الخارجي وسام شرف، وهو في الحقيقة صك بيع لوطن بأكمله. سيقال له بعد انتهاء دوره: شكرًا… لقد أديت المهمة!، لكن حينها سيكون الجهاز قد ذهب، ومعه ذهبت أسرارنا وحدودنا وصمتنا المحمي.”
  • تنهد حماري وقال بنبرة حزينة:
    “هل سيعرف هذا الغورباتشوف يومًا أنه كان مجرد دمية؟”

قلت:
“سيعرف، لكن بعد فوات الأوان… بعد أن يتحول اسمه إلى لعنة يتداولها الناس كما تداولوا اسم غورباتشوف الأصلي.”

  • ثم التفتُّ إليه ساخرًا وسألته:
    “أتدري الفرق بين غورباتشوف الحقيقي وغورباتشوفنا؟”
  • رفع حماري رأسه بشغف، فقلت:
    “الأول على الأقل كان يخاطب شعبًا عظيمًا، أما غورباتشوفنا فلا يخاطب سوى قحط وقنوات الخارج… يظن نفسه عظيمًا، وهو في الحقيقة مجرد توقيع رخيص في دفتر بيع الوطن.”
  • فضحك حماري بقهقهة طويلة، ثم قال في خاتمة الحديث:
    “هذا يعني أن هذا الغورباتشوف ينتمي إلى فصيلتنا، بالرغم من أنهم يتهموننا بعدم الذكاء! صحيح نحن نحمل الأثقال دون أن نئن، ونقطع المسافات الطويلة وعلى ظهورنا الأثقال، لكننا لا نفكك حظائرنا التي تحمينا من الضباع… دعك عن وطن بأكمله!”
زر الذهاب إلى الأعلى