لم يعد الصمت ممكناً!

لم يعد الصمت ممكناً!
بقلم :أبشر الماحي الصائم
ان كل يوم يمضي نصبح علي وقائع وشواهد جديدة بان هذه الحرب لم تكن الا حربا وجودية !! .. طرد السكان الاصليين واستبدالهم بعربان شتات دول غرب افريقيا !! ولسوء الحظ ان هذا التغيير الديمغرافي يخدم ايضا مصالح بعض القوي الاقليمية و الدولية، ممن يعتقدون بانه لا يمكن السيطرة علي السودان =موارد وشعبا وهوية وفكرا= الا بتفتيت (الكتلة الصلبة) التي يعبر عنها تارة (بالجلابة) واخري (بالشريط النيلي) وأخري (بدولة ٥٦) وفي رواية سمجة (بالفلول والكيزان) !!
# وبكل اسف حتي نشطاء اليسار السوداني الذين هم من بني جلدتنا ذهبوا في ركبان اعراب الشتات وتعانوا معهم لاجل (تفكيك الكتلة الصلبة) ، كما عبر عنها الرفيق يأسر عرمان، وهي التي يرونها عائقا وحائلا دون تحقيق احلامهم الاشتراكية !!
لهذا وذاك، يختفي قائد المليشيا واخوانه وكبار معاونيه، يختفي الدعم السريع نفسه ويستبدل بتجنيد بعض ابناء الأحزمة الطرفية، او يستعاض عنه بدخول قوات الحلو الي الخرطوم بدلا عن المساندة من الاطراف، يحدث كل ذلك والمشروع ماض الي غاياته … تفكيك الكتلة الصلبة التي تتمظهر في الجيش و الاجهزة الامنية والقوي الوطنية والاسلامية الحية ..
ولهذا وذاك، لايمكن مواجهة هذا المشروع الضخم الا بانتفاضة تعبوية جماهيرية عارمة، بان هذه المعركة ليست معركة الجيش وانما هي معركة الشعب السوداني كله ..
غير ان انتفاضة بهذه الضخامة والشراسة والحصافة لايمكن أن يضطلع بعمليات تحشييدها وتحريضها وتأطيرها (اعلام الجيش) الحالي !! علي ان القصة تبدأ بالاعلام وتنتهي بالاعلام .. وأزعم ان فيلما وثائقا متقنا لا تتجاوز مدته ربع ساعة يحتوي علي اعظم الانتهاكات والاغتصابات التي تحدث علي يد هولاء الوحوش الصحراوية الكاسرة، يصنع بذكاء ودربة ويعالج باللغتين العربية والانجليزية، فيلما باهرا بهذا الاتقان يمكن ان يخلف غضبا شعبيا رهيبا يتدفق كتائب وجحافل تتسور الخرطوم من الجهات الاربعة ، كما يمكن في المقابل ان يهزم كل غثاء الإعلام الخارجي ..
فلعمري من يسمع من يقرأ من يصنع ذلك وكيف واين ومتي !!!
وليس هذا كلما هناك..