رأي

رسائل عاجلة للرئيس البرهان

رسائل عاجلة للرئيس البرهان

بقلم :د. محمد عبدالله الشيخ

1- الأمريكان ليس لديهم قاع للاستسلام لذلك التنازلات المستمرة لا تجدي نفعا.
2- الفعل السياسى له طبقتان الطبقة الأولى هى الوعى الإدراكي الجمعي للأمة ولا تستطيع قيادة شعب دون أن تنتمي إلى ال DNA الفكري الثقافي والاجتماعي للشعب ، وهذا الانتماء هو الذى جعل طالبان تهزم أمريكا والغرب، من قبلهم هوشومنا فى فيتنام الذى مع إنه شيوعى على المستوى الشخصي_لكنه لم يحدث الشعب عن الماركسية ولا الشيوعية بل حدثهم عن تاريخ وثقافة وبطولات وإرث الشعب الفيتنامي.
مع إن كل من قادة طالبان وفيتنام بدأوا من الصفر بالحساب المادي لكنهم هزموا أكبر قوة عالمية هي (أمريكا وحلفائها) .
•السيد الفريق: أنت الآن تقود السودان الذى أسس أول دولة إسلامية قبل أكثر من خمسمائة عام في سنار والتي وحدت أهل السودان تحت راية الإسلام وثقافة وإرث وتقاليد وأعراف أهل السودان ، ثم جاء الإمام المهدي ووحد أهل السودان مرة أخرى تحت نفس الراية وهزم الامبراطورية التى لا تغيب عنها السمس .
•السيد الفريق لابد من إدراك الخلطة السحرية التى يتشكل منها الوعى الإدراكي للأمة من دين وثقافة وتراث وأعراف اجتماعية وقبلية لتقود الأمة ، لا تحاول زرع شيء ترفضه المناعة الذاتية للأمة ، ولا تضيع الوقت مع قحت ومبادرات الشيوعيين بقيادة عشة موسى، الذين يريدون فرض النموذج الغربي الشيوعي على أهل السودان كأنهم لا يقرأون التاريخ .
2- السودان الآن في وضع جيوبولتكي أفضل من أي وقت مضى لأننا فى هذه المرحلة نشهد محاولة تشكل(نظام دولى جديد عينه على السودان) ، أمريكا تريد أن يكون السودان رفيقا لها في صراعها مع( الصين وروسيا) ، و(الصين) تريد أن يكون السودان حليفًا لها لزيادة نفوذها فى إفريقيا والمنطقة العربية ، الكل يطمع فى الموقع الاستراتيجي والموارد الضخمة فى السودان ، أنت والبلاد فى موقف أفضل؛ فلا تتنازل عن المصالح الاستراتيجية للسودان.
3- السيد الرئيس: عند المقاومة أنت الذى ترسم الخط والآخرون يحاولون الصعود إليك ، بدلًا عن الاستسلام والنزول الى القاع ، وهل حدث أن وجد من استسلم القاع، أين القاع!!، ولكن المقاومة تحتاج الصمود والصبر والمثابرة والتضحية وتحريك الشعب، ولقد رأيت كيف حرك الدين والثقافة وتراث الأمة السودانية والشعب السودانى .وقف الشعب مع القوات المسلحة بدماء أبنائه وأمواله و،صبر على مآسي وويلات الحرب، لا تخزلهم بالجلوس مع من كانوا سببا لدمار السودان وقتل ونهب أموال الشعب واغتصاب الحرائر وتشريد سبعة مليون واحتلال المنازل وطرد سكانها ودمار البنى التحتية والخدمات وضياع مستقبل أبناء وشباب السودان .
4- السيد الفريق: يجب أن يكون الأمن الأولوية الأولى ( رقم واحد ) ولا يمكن الحديث عن الديمقراطية وحرية الإعلام والصحافة وحقوق المرأة وحقوق المثليين _ والقرى والمدن تدمر ويعتدى عليها يوميا والقتل والتشريد والنهب والاغتصاب مستمر ، دعونا من حديث الليبرالي الرأسمالي الاستعماري الآن.
الأمن مهم للاستقرار الذى يساعد على تبادل المنافع والحركة بسهولة بدون إرتكازات وأتاوات ونهب فى الطرق حتى ينطلق الانتاج الزراعي والصناعي وتنساب الخدمات الضرورية بسهولة للمواطنين ويعود النازحين واللاجئين إلى ديارهم .
5- قم بتعيين رئيس وزراء فورًا وتكوين حكومة ترعى مصالح المواطنين فقد التف الشعب حول القوات المسلحة لبسط الأمن والاستقرار كما لم يحدث من قبل .، منذ اكتوبر 2021 لم يتم تكوين حكومة ، الوضع فى البلاد لا بحتمل ابدا التردد والانتظار .
6- لا تسعى لنفي تهمة الانتماء للاسلاميين ؛فالغرب وعملائه (لن يصدقوك) ؛لأن من حاولوا من قبلك لم ينجحوا ، عندما بحث (منير شفيق المسيحي الشيوعي) عن ما الشيء الذى يحرك البشر_وجد أن (الدين) هو الذى يحرك البشر ( نظرية منير شفيق)،حيث ذكر فى كتابه( جمر على جمر) قصته مع أبو إياد وهو مسلم بالميلاد والذى قال له: من يوم إتهامهم بأنهم إخوان فعلوا كل شيء، من شرب للخمر وغيرها من المحرمات، لكنهم لم يستطيعوا إقناع الغرب ، ليأتى ذات (منير شفيق الذي أسلم لاحقا) ويتحدث عن الدين.
7 – لاتكن راعيا للعملاء والخونة والمأجورين الذين يعملون ضد الوطن ويصطفون مع اسيادهم الغربيين ومع المليشيا المتمردة ضد الشعب السوداني وقواته المسلحة وقد ثبت بالدليل ان القحاطة جزء من هؤلاء.
ختامًا السيد الفريق البرهان:
إن أي فعل تريد القيام به سواءً فى المجال الاستراتيجي أو السياسي يجب أن يتسق مع الوعى الجمعي للأمة من دين وثقافة وتراث وتقاليد وأعراف لأنه المؤهل الأساسى لأي قائد ومفتاح النجاح والنصر.

زر الذهاب إلى الأعلى