شـــــــوكة حـــــــوت

شـــــــوكة حـــــــوت
ياسرمحمدمحمود البشر
ثقافة الموت والحقد والبغض
*لا يوجد شعب فى العالم المعاصر يعبئ ذاكرة أجياله بثقافة الموت والحقد والكراهية والبغض مثل الشعب السودانى حيث يتم وصف الإنسان فيه بالأسد النتر ونمر الخلاء وأبو درق جميعها ألقاب مبنية على القسوة وليست على القوة مبنية على الهدم وليست البناء أو التفكير الإبداعى حتى فى مناسبات الأفراح هناك بعض القبائل تعلن عن قسوتها بإستخدام البطان حتى تسيل دماء المشاركين فى الفرح مع سبق الإصرار والترصد بصورة تجعل الألم والوجع صورة من صور الفراسة والشجاعة وهى فى حقيقة الأمر نوع من أنواع تعذيب الذات على سمع ونظر الحضور وهناك من يقدم على طعن نفسه بالسكين ولو أدى ذلك الى هلاكه تعبيرا عن فرحه وسعادته بمناسبة سعيدة يحولها الى مأتم أما إستخدام الأسلحة النارية فقد حولت كثيرا من الأفراح الى أتراح وتحولت معها صالات الأفراح الى سراديق عزاء.
*لا يوجد شعب فى العالم يحض أبنائه على الموت مثلما يفعل الشعب السودانى وتنادي الأناشيد والمواويل بإعلاء قيمة الموت على الحياة (ما كت دايرة ليك الميتة أم رمادا شح وصدرك موشح بالدمى) وكثير من أدبيات أعلاء شأن الموت فى اللاشئ وحتى معركة كررى التى مات فيها أكثر من أربعة عشر ألف مقاتل سودانى فى سويعات ونحتفل بها سنويا ونتغنى بها هى مجرد هزيمة لجيش الخليفة عبدالله وللثورة المهدية ونحن نحتفل بذكرى الهزيمة ولا نفكر فى بناء المستقبل ونكتفى بالماضي ولو مخزى ومحزن ولا نفكر فى الحاضر أو المستقبل .
*هل يعقل أن تكون هناك دولة فى العالم يتقاتل شعبها قبل إعلان الإستقلال وتسيل دمائهم حتى هذه اللحظة وكل معاركهم فيما بينهم لم يخوضوا حربا ضد عدو مباشر إلا لماما فهو شعب عدو نفسه منذ احداث توريت ١٩٥٥ التى إنتهت بإنفصال دولة الجنوب واحداث عنبر جودة والجزيرة ابا وودنوباوى والذراع الطويل واحداث دارفور من العام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا وحتى الثورات الثلاث إكتوبر ١٩٦٤ وأبريل ١٩٨٥ وديسمبر ٢٠١٨ جميعها تم إفراغها من محتواها وتحولت الى نغمة على الشعب السودانى وبذلك يستحق السودانى أن يمنح لقب الشعب التعيس بدرجة إمتياز.
*ما يدور الآن من صراع فى الخرطوم هو مجرد صراع سياسى بأدوات عسكرية السياسين هم من أوصلوا السودان الى هذه المرحلة بعد أن قاموا بتغذية خطاب الكراهية وتعظيمه وقسموا الشعب السودانى الى مكونات جلابة وغرابة وعبيد وعرب وأولاد فداديات وزرقة وعرب وقحاتة وفلول وكيزان وكنداكات وشفاتة وراستات وسانات وأولاد (سريات) وجميعهم لم يتعلموا ابجديات التربية الوطنية بقدر ما أنهم مشحنون تماما بالكراهية والحقد وعدم قبول الآخر وعدم الإستماع للرأي الآخر ولم يعد هناك أدنى توافق بين مكونات الشعب السودانى ومن الطبيعى جدا أن تندلع الحرب وتتناثر الجثث والأشلاء والضحايا ومن كل بيت مفقود ولد وفى كل بيت أرملة ويتيم ومحروقة حشاء وثكلى.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
*شعب يستقوى بالغريب على إبن جلدته يساعد المستعمر على غزو أرضه وإستباحة عرضه ودونكم الذين سبحوا بحمد فولكر ولعقوا حذائه ظنا منهم أن فولكر اقرب إليهم من حبل الوريد وأنفع إليهم من بنى جلدتهم حتى إحترق السودان وغادره فولكر فى صمت خجول.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
*السودان فى حاجة الى كتابة تاريخ جديد وصياغة منهج تربية وطنية وفى حاجة الى إعادة أدوات ضبط شعبه وإفراغ محتوى ومستوى ثقافة الموت والحقد والكراهية.