رأي

شـــــــوكة حـــــــوت

شـــــــوكة حـــــــوت

ياسرمحمدمحمود البشر
غياب الحس الوطني.. الإتفاق على عدم الإتفاق

*السودان ومنذ نيله لإستقلاله عاش كما يبدو فصاماً وطنياً وتوتراً سياسياً وإحتراباً أهلياً جراء عمي البصيرة السياسية وعدم الإنفتاح علي الآخر، هذا الآخر الذي تتسم نظرتنا له بالتسليم المسبق واليقيني أن أفكاره ورؤيته وطرحه الفكري والسياسي باطل من الأساس، هذا الآخر الذي وضعناه وصنفناه في صف العدو اللدود حتي أننا زرعنا في أجيالنا ثقافة الكراهية تجاه بعضنا البعض فصرنا بعلم وبغير علم نمارس حرباً بالوكاله نيابة عن ساسة إنحصر جل همهم في كراسي السلطه ليضيع في خضم هذا الصراع وطن كبير إسمه السودان..

*والسودان ومنذ ذلك التاريخ هو وطن يسير بغير هديً ولا دليل لأننا نفتقد للحس الوطني والرؤية الوطنية، ونفتقد لبوصلة المصالح الإستراتيجية الوطنية والتي من المفترض أنها تسهم في بناء نموذج للوحدة القادرة علي التعبير عن الوجدان الوطنى السودانى القائم علي وحدة الهدف مهما إختلفت الحكومات التي تحكم السودان..

*والنتيجة الواضحة هي دولة تتأكلها الحروب وتتقلص مساحتها بإنفصال خاصرة الوطن الذي كان دولة تصل فيها معدلات التضخم لأعلي المستويات ويعاني شعبها من جشع الساسه وأطماع التجار دولة ضعيفة هشه سهلة الإختراق والثابت الوحيد فيها هو إتفاق الساسة فيها علي عدم الإتفاق..

*ولنكن واقعيين فإن ما يحدث إنما هو نتاج لتراكمات من ماضينا السياسي بمختلف مكوناتة بالإضافة لحاضرنا المعاش اليوم هذا الماضي كما الحاضر اليوم لم يستطيع أن يبني الشخصية الوطنية السودانية المتفردة التي تؤمن بأن السودان دولة عُظمي لأن هذا هو موقعها علي الخارطة الدولية ذلك أن السودان يمتلك الموارد الطبيعية والمادية والبشرية التي تؤهله لقيادة العالم، لكننا وبجهل متعمد ضيعنا علي أنفسنا ووطننا الكثير فهل يمكن أن نتوافق علي علي رؤية وطنية تعبر عن الوجدان الوطني السوداني لنبدأ الإنطلاق نحو بناء الدولة السودانية العُظمي..

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

*الحديث الذي يدور هذه الأيام عن سودان ما بعد الحرب يمكن أن يحقق من نجاحات تسهم في التوافق علي مجمل قضايا السودان للوصول لخارطة طريق يتراضي عليها الشركاء حُكاماً ومحكومين لبداية عهد جديد، ولكن ولضمان نجاح مثل هذا المفاوضات علي المستوي المحلى يجب توافر ضمانات بمشاركة الجميع فيه، ولا بد كذلك أن تناقش هذا المفاوضات وغيره من الحوارات إعادة تشكيل الواقع السياسي والإقتصادي والثقافي والأمني والإجتماعي والتقني والسلوكي في سبيل تحقيق أهداف كبري وطموحة تعبر عن الإنتماء والولاء لهذا السودان ولكنها أيضاً تجاري الواقع وصولاً لأوضاع مستقبليه منشودة..

ربــــــــــع شـــــــوكــة

*ونأمل أن تخرج المفاوضات علي المستوي القومي بوثيقة وطنية ذات بعد قومي لتحقيق الغايات الوطنية الكبري، ونأمل كذلك أن يتسع التفاوض لمناقشة قضية تحقيق الإنصهار القومي من خلال دراسة النظام الأهلي ومستوي التنمية الأخلاقية والسلوك المجتمعي والتعدد الثقافي والإنتماء الوطني للتعبير بذلك عن الوعي بقضايا المجتمع لنصل في النهايه للحلم الوطني السوداني والمتمثل في دولة السودان العظمى..

*خالد فضل السيد جبريل الكناني

زر الذهاب إلى الأعلى