رأي

حذاري من إهمال معسكرات الكرامة في السودان !

حذاري من إهمال معسكرات الكرامة في السودان !
بقلم لواء شرطة م: عثمان صديق البدوي

ما إن اشتد لهيبها وأوارها ، حتى أصدر القائد العام للقوات المسلحة قراراً قضي بتشكيل لجنة عليا للاستنفار في كل السودان ، والتي من أهم إختصاصاتها إستقطاب الدعم المادي والعيني من المؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية لدعم القوات المسلحة وإستنفار المواطنين للمشاركة والمساهمة في إسنادها ، وحث الشباب للتدريب في معسكرات الكرامة .

وفي أقل من أسبوعين ، إنضم لتلك المعسكرات قرابة المائة وسبعين ألف مجند ، قضى أولئك الشباب في تلك المعسكرات ثلاثة أشهر ومازالوا في إنتظار التخرُّج ، تم تدريبهم خلالها على كل أعمال الميدان من بيادة ورياضة وسلاح استعمالي ودراسة أسلحة ضربنار على الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، وقد فرغوا من “بروفات” طوابير التخريج وهم الآن جاهزون للتخرُّج ، وفي انتظار اللبس العسكري .

هذه الطاقات الشبابية التي تفاعلت وتجاوبت مع أول نداء للإستنفار ، يجب ألّا تُهمل ، ويجب عدم إضاعة هذا المجهود حتى وإن تم حسم الحرب اليوم ، وقد أوشكت لحظة إعلان ساعة النصر بفضل الله سبحانه وتعالى ، ودعوات البسطاء والمقهورين والصالحين ، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق ، وصمود المخلصين من القادة والضباط والصف والجنود ، وتقبّل الله الشهداء وعاجل الشفاء للجرحي.

يجب على قادة الوحدات العسكرية في الولايات أن يولوا إهتماماتهم الشخصية لهذه المعسكرات، ويشرفون عليها إشرافاً مباشراً ، ويُحمد لبعض الولاة وبعض القادة وضباط القوات المسلحة والمدراء التنفيذيين ، أنهم اهتموا بتلك المعسكرات ، وصوت لوم لبعض قادة الوحدات بعدم تسجيل زيارات لرفع المعنويات ! ، يجب ألّا يقتلوا هذا الحماس وعدم إحباط المعنويات ، ويجب أن تتحرك هذه القيادات لتوفير اللبس العسكري لهذه الآلاف المؤلّفة من الشباب والتي انخرطت للتدريب برغباتها، وبدون أدنى ميزانيّات من تلك الوحدات ، ويجب التنسيق مع السلطات العليا بتحديد يوم التخريج في كل السودان ، ليعلم العالم أنّ الجيش السوداني له شعب يسانده ويقف خلفه، وأنّ هؤلاء الشباب “وقت الحارّة” لم يلجأوا لمعسكرات اللجوء، بل إنخرطوا في معسكرات الكرامة بكل حماس وقوة ، وأنّ العالم لا يهاب إلّا القوى ، وأنهم الآن في جاهزية تامّة ورهن إشارة التعليمات.

حذاري من إهمال هذه الطاقات الخلّاقة لمجرّد أن تذوّقنا طعم الإنتصار ، وحذاري من إحباط معنوياتهم وهدم هممهم وإهمالهم، ويكفي أنهم قد انخرطوا للمعسكرات عن رغبة وطواعية، وبدون قانون خدمة وطنية إلزامية!.

كما أنّ الجاهزية مطلوبة في السلم والحرب، ولتكن هناك خطة واضحة بعد تخرجهم ، فهؤلاء المجندين منهم 70٪ بدون عمل ، فيجب وبرغبتهم تعيينهم في القوات المسلحة وسائر القوات النظامية ، وأن تُعطي الأولوية لحملة الشهادة السودانية من 60٪ فما فوق لدخول الكليات العسكرية ، وانخراط هؤلاء الشباب في المعسكرات وحده يكفي بأن نعفيهم من أي معاينات ، وهم الذين جاءوا برغباتهم وقت الشدة ليدافعوا عن الوطن . أمّا الذين يحملون شهادة إكمال ثانوية فمادون ، فيجب وبعد تحسس رغباتهم تعيينهم كأفراد لسد العجز المرير ، بعد جرعات تدريب من خلال دورات لإكمال نواقص التدريب.

وفوق كل ذلك يجب ولمزيد من التشجيع والتحفيز زيادة مرتبات القوات النظامية لترغيب كل شباب السودان للعمل في العسكرية والزود عن حمى الوطن.

اللهم بلغت فاشهد

زر الذهاب إلى الأعلى