شـــــــوكة حـــــــوت

ياسرمحمد محمود البشر
نازحو الخرطوم.. وفقوا أوضاعكم
*حياة النزوح التى تعيشها ملايين الأسر من سكان العاصمة الخرطوم هى إفراز طبيعى من إفرازات الحرب وإذا اردنا أن نسمى حالة سكان العاصمة الخرطوم الذين هجروا بيوتهم مكرهين فهم نازحين وفق تعريف الحالة وهناك أيضا لاجئين خارج حدود الدولة السودانية وقد يكون بعض اللاجئين أفضل وأحسن حالا من نازحى الداخل ويبقى التحدى الأكبر هو قبول الأمر الواقع والتعامل مع المعطيات بواقعية مع دخول الحرب شهرها السادس مع عدم وجود أى بارقة أمل فى إنتهائها قريبا لذلك وجب على النازحين التفكير خارج الصندوق والعمل الجاد على البحث عن مصدر رزق بديل ولا سيما أن الأسر المستضيفة ليست بأحسن حال من النازحين فقد إقتسموا معكم الزاد على قلته وقاسموكم الدار على محدودية سعتها ورغما عن ذلك فإن بعض النفوس قد ضاقت وأصابها الملل ودب فيها اليأس وظهرت بعض المشكلات والشروخات الإجتماعية فى كثير من الأسر وتباعدت المسافات بين الأقرباء والأهل وأشياء أخرى غير منظورة لكنها ذات تأثير مباشر على مجمل الحياة الإجتماعية.
*كنتم تعيشون فى نعمتى الأمن والإطعام من جوع لكن الحرب فرضت عليكم هذا الواقع فرضا ولم يكن باختياركم وفقدتم خصوصية الحياة وفرقت الظروف بين المرء وزوجه بالرغم من أنهم يعيشون فى منطقة واحدة وأصبح لسان حالهم يردد (أنت السماء بدت لنا وإستعصمت بالبعد عنا وقرب الحبيب وما إليه وصول) (تاكلو ناركم بس) ودخل الأزواج فى إقامة عاطفية مفتوحة لا يمكن الخروج منها إلا بالخروج من حالة التلف الإحساسى التى خلفتها الحرب فى الأنفس والتسليم التام بضرورة التعامل بسياسة الأمر الواقع بعد أن نهبت المنازل وسلبت السيارات والفارهات وتساوى الأغنياء مع الفقراء ويبقى السؤال هل للفقراء الجدد القادمين للفقر من حياة الغنى والدعة والراحة القابلية فى العيش مع هذه الظروف أم أنهم مازالوا تحت تأثير الصدمة وقد أصابهم التلف الإحساسي.
*لا أحد يستطيع أن ينكر أن معظم النازحين أصبحوا من دون عمل وتعطلت مصالحهم لكن هذا الواقع لا يمنحكم الحق فى إستمرأ حالة العطالة حتى تحولت الطرقات وظلال الأشجار بالقرى والمدن الى أندية للعب الكوتشينة والدومنيو والليدو طوال ساعات النهار وجزء من الليل مع عدم إحترام أعراف وتقاليد البيئة التى إقتحمها هؤلاء النازحين فيما يلزم المستضفين الصمت الجميل خشية أن يجرحوا مشاعر النازحين لكنهم يرفضون هذا السلوك على إستحياء وفوق ذلك يزيدون من العبء على المستضفين بطلب إحضار القهوة والشاي حتى تحلو عمليات اللهو غير المجيد كل هذه الظواهر افرزتها الحرب يجب أن تعدل مع سبق الإصرار والترصد والطرق عليها بصورة لا لبس فيها.
*ليس عيبا أن تكون نازحا لكن العيب أن ترضى بالنزوح الممزوج بالعطالة مع العلم أن هناك أنشطة إقتصادية يمكن أن تستوعب أنشطة كل الشرائح المجتمعية ولا سيما فى هذا الموسم من زراعة وحصاد ولا تنسوا أن أوسع أبواب الرزق فى التجارة فلابد من العمل الجاد من أجل تحسين الدخل والمساهمة فى زيادة الدخل ومساعدة الأسر المستضيفة ولو بشراء كيلو سكر أو ربع كيلو لحمة أو حتى كيلو (موز) خير من الإصرار على التسكع والعطالة وحياة الفراغ العريض المعيش بفعل الحرب وويلاتها.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
*إذا توقفت الحرب اليوم فى الخرطوم فإن الحياة فيها لن تكون بذات النمط قبل الحرب فقد تحتاج الى خمسة سنوات أو يزيد حتى تكون صالحة للعيش فيها لذلك وجب البحث عن حياة جديدة وعمل جديد وحياة أفضل.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
*إهتموا بالأيام وأعلموا أن للحرب ثمن يدفعه الأبرياء .
yassir.mahmoud71@gmail