متى تتوقف حرب السودان؟

بقلم :يوسف عبد المنان
سألني رجل كبير في السن يعمل طبيبا أقرب للتطوع جلست إليه لعلاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بسبب التوترات العصبية التي تنتاب المرء في مناخ الحرب والاحساس بالفشل العام
سألني متى تتوقف الحرب؟؟ بعض الناس يحسنون الظن بكل من حمل الورق والقلم سابقا أو نحت على شاشة المحمول حروفا وانتسب لمهنة المتاعب سابقا والموت المعنوي حاليا ظنا بأنهم يختزنون معلومات أكثر من غيرهم أو يملكون القدرة على قراءة وتحليل الواقع أكثر من غيرهم وكل ذلك خطل في زمن العالم الشاشة الصغيرة
قلت للرجل الذي يطيب المي أن الحرب الحالية لن تتوقف قريبا وربما تمتد لسنوات وسنوات وربما توقفت في شهر واحد؛؛
ماهذا الحديث التناقض في عالم يموج بالتناقضات؛؛
إذا نظرت لواقع مايجري الان من الداخل فإن الحرب لم تتغير فيها موازين القوى الا بقدر يسير من صباح ١٥ أبريل الماضي
وذلك بسبب أنها أصبحت حرب مدن وحرب استنزاف لقهر أهل السودان بالفقر والتهجير القسري من مساكنهم والانقسام المجتمعي الحاد مابين قوي اجتماعية وسياسية داعمه للجيش وقوي اجتماعية وسياسية داعمة للدعم السريع ومجتمع إقليمي منقسم أيضا بين هذا وذاك مما يجعل إمكانية التسوية صعبه جدا
اما مسألة وقف الحرب بانتصار الجيش كما يتمنى الأغلبية من أهل السودان فإن انتصار الجيش وتوقف الحرب يمكن أن يحدث خلال شهر فقط
كيف؛ ؛ إذا استطاع الجيش ورغب واستمع لنصائح الحادبين على أمن البلاد ومستقبلها بإيقاف المد البشري اليومي من ولايات كردفان ودارفور إلى الخرطوم وأغلق طريق الصادرات فعلا لا قولا وأوقف المد البشري المقاتل الذي يفوق الدخول اليومي للخرطوم ال٢ الف مقاتل إضافة إلى خطوط إلامداد المفتوحة بالعتاد العسكري حد هبوط طائرات تنقل المسيرات في صحاري بادية كردفان ( حمرة الشيخ) وتحمل الشحنات على سيارات النقل حتى الخرطوم فكيف تتوقف الحرب إذا كان إلامداد البشري يفوق حاجة الدعم السريع وزعماء القبائل والعشائر يحشدون المقاتلين بالآلاف
ربما للجيش تقديراته بالسماح بدخول المقاتلين وعدم اعتراض السيارات المنهوبة التي تستقبل بالحفاوة والفخر والاعتزاز والحكامات يمجدن الحرامية والنهابين والأمهات ( يهدهدن) انشاء الله تبقى لي دعامي وتملا البيت قروش وعربات والجيش لاتسنده قوي سياسية فاعلة وناشطة في المجتمع والداعمين للجيش من التيار الإسلامي الشعبي العريض ينظر إليهم بريبة وخوفا من دمغه بما لاتهوي نفس الإمارات والسعودية
اذاء هذا الواقع فإن التسوية بنصف انتصار ونصف هزيمة كما يقول المعلق فوزي بشرى هي مايمضي الان سرا في دهاليز السياسية ببلادي