رأي

وأنا قلت ليك عذري ..! عر مان ومواصلة الاستعباط


بقلم :علي عسكوري

جاء في الاخبار ان ياسر عرمان اعتذر للشعب السوداني بقوله: ” نعم نعتذر لشعبنا إننا لم نوفر القيادة الجيدة التى يستحقها الشعب وتضحياته ونحن مستعدين لتصحيح اخطائنا وان نكون خدام لهذا الشعب وارواحنا ملك الشعب متى ما طلبها وجدها”. او كما قال.
لا ينفك عرمان من مواصلة استهباله والضحك على الشعب السودانى واستجهاله واستعباطه، ففي ما قال اذدراء للشعب السودانى واتهام ضمنى له بالغباء.
أولا، الشعب السودانى لم يطالب سيئة الذكر الحرية والتغيير بتقديم اعتذار عن انها لم تقدم (القيادة الجيدة)، فقد اثبتت الممارسة ان الحرية والتغيير رمت بفلذات اكبادها وبكل ما تملك ولكن التجربة اكدت ان فلذات الاكباد (فشنك) وماهم في حقيقتهم الا مجموعة من الناشطين بلا ادنى قدرات، بل اسوء من ذلك اغلبهم وكلاء للخارج يقبضون مخصصاتهم منه (اعتراف المقبور حميتي). ولذلك فأن تقدم الحرية والتغيير قيادة جيدة لها قدرات مختلفة لم يكن واردا من الاساس و الاعتذار عنه يستنبط منه انه كان بوسع الحرية والتغيير تقديم (قيادة جيدة) وهو امر غير صحيح! فالحرية والتغيير لا تملك اكثر مما قدمته من مجموعة من الناشطين تتفاوت قدراتهم بمدى موثيقية علاقتهم بالخارج فقط ولذلك فالزعم بأن الحرية والتغيير كان بوسعها تقديم (قيادة جيدة) هو زعم فارغ وتضليل متعمد، وكيف لها ان تفعل و رئيس وزارئها ووزرائها يتم تعيينهم من الخارج..!

اما التضليل والحربائية التى مارسها عرمان في قوله؛ يكشفها تشتيته لموضع الاعتذار، فالاعتذار المطلوب ليس عن فشل الحرية والتغيير في تقديم (القيادة الجيدة)، بل الاعتذار مطلوب عن تسبب الحرية والتغيير في الحرب التى دمرت البلاد. فما يطلبه الشعب السودانى هو اعتراف صريح من مركزى الحرية والتغيير ان اصراره على تفكيك الجيش من خلال الاتفاق الاطارىء و استبداله بمليشيا الدعم السريع هو السبب الرئيسي للحرب. ألم يقل عرمان على رؤوس الاشهاد ان الدعم السريع سيكون النواة الاساسية للقوات المسلحة، وعزز طه عثمان ذلك القول بأنه “يجب ان دمج الجيش في الدعم السريع”! هل يعتقد عرمان ان الناس بلا ذاكرة ولا يعرفون من تسبب في الحرب، وان اصراره هو شخصيا على تفكيك الجيش واستبداله بمليشيا الدعم السريع هو الامر الذى تسبب في اندلاع الحرب، وليس ما يسميهم بالفلول كما يزعم. لأننا نعلم إن عرمان نفسه ليس اقل (فلولية) من اى فلول أخرين ان قبلنا ان هنالك ما يسمي بالفلول ابتداء. وان كان هنالك (فلولا) فإننا ندعوا عرمان للالتحاق بهم عاجلا ليمارس مهنته في الفركشة حتى يضمن الشعب السودانى فركشة الفلول بأقصر وانجع السبل المجربة ومن ثم قطع دابرهم.ستكون تلك اكبر خدمة يقدمها عرمان ومجلسه المركزى للشعب، وطالما هم يعلمون من هم الفلول وأين يوجدون ويمتلكون الاداة الفعالة المجربة للفركشة يتوجب عليهم القيام بهذا الواجب الوطنى الحساس على وجه السرعة.

لا يتررد عرمان كعادته في استعباط الشعب السودانى فبأعتذاره يحاول ايجاد موطىء قدم لجماعته للعودة للحياة السياسية، اى امنحونا فرصة ثانية وسنأتيكم بالقيادة الجيدة. اما قمة الاستعباط فجاءت في قوله: “أرواحنا ملك للشعب السوداني متى طلبها وجدها”! بالطبع، هذا كذب واستعباط صريح واذدراء للشعور الوطني العام، وان كان ذلك موقفكم يا عرمان فلماذا لم تشمروا وتنزلوا دفاعا عن ارواح وممتلكات الشعب السودانى؟ ومتى سيحتاج الشعب السوداني لأرواحكم ان لم يكن يحتاجها الآن…! ام ترى انكم (خاتنها لليوم الأسود)! ثم كيف سيطلب منكم الشعب السودانى ارواحكم… هل يكتب لكم خطاب مثلا..! ويسلمه لل (DHL)لتلاحقكم به من عاصمة لعاصمة. حقيقة اين تقيمون وما هو عنوانكم لفائدة الشعب السودانى في حالة اراد ان يطلب أرواحكم.

اعتذار عرمان في جوهره محاولة للتهرب من مسؤوليته الشخصية ومسؤولية المركزى عن دورهم الاساسي في اشعال الحرب، وهو دور معروف وموثق ولن يمكنهم الهروب منه، هذا من ناحية، من الناحية الاخري يحاول عرمان ان يجد لنفسه ولجماعته موطىء قدم في الترتيبات القادمة و الدخول من باب الاعتذار اعلاه، حيث يكون من الممكن لهم الحديث عن (اعتذارهم) الخ…خاصة وهو على علم ان قطار الشعب السودانى قد فاتهم وتخطاهم وليس لهم مكان في الحياة العامة بعد هذه الحرب، و أن السلطة التى نالوها بليل قد ولى قطارها وفات وانتقل بعيدا عنهم و ما عليهم الا مواجهة المحاكم لتبرئة ساحتهم و ترديد رائعة اسحق الحلنقي والتاج مكى:
فايت مروح وين
فايتنى رايح وين
عارف الولف كتال
وانا قلت ليك عذرى

من الخطأ الكبير والكبير جدا ان تعتقد جماعة المركزى ان بوسعهم العودة للسلطة، وان كان شيئا من النخوة والعقل قد تبقي فيهم فانصحهم بالانسحاب والانزواء تماما فذلك اكرم لهم..

وقد بذلنا لهم النصح من قبل وطالبناهم بشمولية الحل وتمسكوا بإقصاء الجميع ووضعوا تراتيبية سياسية يكونوا هم على رأسها وتأتى القوى الاخرى خلفهم حسب ما يقرروا هم، اما الغالب من القوى السياسية فليس لها مكان في تراتيبيتهم؛ ومرة اخرى ومن واقع الاعتذار يحاولون العودة الى ذات التراتيبية ويتوقعون ان تقبل القوى السياسية بها… ذلك هو الغباء بعينه.

هذه الارض لنا…
مع الاعتذار للاعزاء اسحق الحلنقي والتاج مكى والتحية لهم اينما كانوا.

زر الذهاب إلى الأعلى