رأي

كادقلي “المخنوقة” وتستنجد بالمركز

تقرير : أحمد سليمان كنونة

لا شك أن الحرب الدائرة رحاها فى الخرطوم لشهور مضت تأثرت بها أغلب الولايات إن لم تكن كلها ، فعطس الخرطوم أصاب الولايات بالمرض فإختلت الموازين السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية للدولة بالتأكيد جنوب كردفان ليس إستثناء من هذا الراهن . فأصبحت رئاسة ولايتها ( كادقلي ) مخنوقة بفعل غلق طريقها القومي ( كادقلي – الدلنج – الأبيض ) من قبل الحركة الشعبية شمال جناح الحلو من جهة ومن جهة أخرى بقوات الدعم السريع، وهذا الطريق هو الحبل السري الوحيد الذي يغذي مدينة كادقلي بالمحروقات والسلع الإستراتيجية والغذائية والإستهلاكية فتوقفت بسببه الكثير من المصالح التجارية والإقتصادية والسفرية للمواطنين وتعثر وصول المساعدات الإنسانية للنازحين المتأثرين والصحية للمستشفيات التى تعاني من نقص في الأدوية والمعدات . ويضاف لذلك الحرب التى إبتدرتها الحركة الشعبية شمال جناح الحلو مماجعلت الكثيرين يغادرون كادقلي ومن بينهم كبار التجار الذين أخذوا رؤوس أموالهم لمدن أكثر أمناً ، كما أن المعاملات المباشرة لبعض التجار مع سوق ( النعام ) فى الحدود مع دولة جنوب السودان جعل التداول المالي يتم خارج المصارف والبنوك مما جفف السيولة بها. وفوق هذا وذاك قرارات وسياسات محافظ بنك السودان المركزى التى أدت لإغلاق عدد من الفروع بالولايات وأهمها فرعه بكادقلي هذا أيضاً ساهم في شح السيولة بالمنطقة والبنوك والمصارف الأخرى. هذا الأمر دعا والى الولاية ونائبه ولجنة أمنها إلى الإلتقاء بنائب مدير بنك السودان فرع كادقلي القائم بإدارة الفرع هذه الأيام بجانب مديري المصارف والبنوك الحكومية والتجارية والغرفة التجارية لبحث مسألة أزمة السيولة النقدية والإختناق الذى تعاني منه المدينة فى هذا الجانب وهذا مادعاها أن تسجدي المركز بحسب التصريح الرسمي لمدير عام المالية بالولاية عماد الدين عبد المطلب عقب الإجتماع أنه أمن على ضرورة إستثناء فرع البنك المركزي فرع كادقلي من قرار محافظ بنك السودان الأخير أسوة ببعض الولايات ليمارس مهامه فى إدارة عملية النظام المصرفي وتوجيه حركة النقد والتداول للعملات والسيولة ، كما أكدت أهمية بذل جهود رسمية وشعبية لفتح الطريق القومي ( كادقلي ، الدلنج ، الأبيض ) لتسهيل حركة المواصلات والإقتصاد والمعاملات التجارية والخدمية . بالإضافة إلى توجيه رئاسات البنوك التجارية لتوفير النقد لفروعها العاملة بالولاية.
وليس ببعيد الأهمية التى تلعبها كادقلي للدولة السودانية في مختلف الأصعدة الأمنية والسياسية والإقتصادية وهى الآن مخنوقة ويسيل لعابها للسيولة المفقودة لتسيير دولاب العمل بها والأمر بحاجة إلى إهتمام خاص وعاجل من المركز لحل هذه الأزمة والضائقة المعيشية للمواطنين . فهل محافظ بنك السودان المركزى لديه الشجاعة الكافية لإسثناء فرعه بكادقلي من قراره الأخير أسوة ببعض الولايات لتوفر الأمن النسبي بالمنطقة؟ وهل هنالك إرادة رسمية على مستوى المركز والولاية وشعبية لفتح الطريق القومي ( كادقلي – الدلنج – الأبيض ) حتى يعود لحيوته ونشاطه؟ وهل هنالك قدرة مالية لرئاسات البنوك التجارية تمكنها من ضخ سيولة نقدية فورية لفروعها العاملة بالولاية لممارسة دورها المحوري فى محاصرة السيولة وجعل حركتها داخل النظام المصرفي؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تبحث عن إجابات لفك إختناق السيولة عن مدينة كادقلي فهذا الأمر يحتاج إلى جدية لتستمر الحياة الإقتصادية عبر دورتها المصرفية المعهودة وحتى يطمئن كل تاجر على ودائعه في البنوك المختلفة وإستثمارها بإستجلاب السلع والبضائع بكل سهولة وحتى يجد المواطن المغلوب على أمره مايكفيه من سيولة للتكيف مع الأوضاع الراهنة .
نأمل أن يعيرنا المركز إهتمامه الفائق فى هذا الجانب لتكون كادقلي بخير إنشاء الله .

زر الذهاب إلى الأعلى