السودان والمسرح ، حكاية واطرافها في التنوع والتعدد

بقلم:علي مهدي
جئت لاوساط فنون الاداء التمثيلية السودانية في عمر مبكر، من عشق وهواية، وبعض أحلام بالحضور فيها تلك ايامي الاولي ،امشي من بيتنا القديم في حي ( ودنوباوي ) الاقدم فيها امدرمان (بقعة) الامام المهدي علية السلام، وبعدها صار الاسم الرمز للمؤسسة الوطنية الخاصة، ( المسرح الوطني-مسرح البقعة) ، ومهرجانها الدولي للمسرح، منذ العام ١٩٩٩، لواحد وعشرين دورة متصلة دون انقطاع، بفضل اسهام صناع المسرح السوداني، والعلاقات العربية والافريقية والدولية.
منها انطلقنا بالافكار للتجديد للمسرح في السودان قطريا واقليميا وعالميا.
وكنت شاهدا علي عصر نهضة فنون المسرح في انتظام المواسم المسرحية من عند المسرح القومي السوداني، المؤسسة الحكومية في شراكاتها مع المبدعين،
بهم انتظمت مواسمها، وقدمت من خلالها تجارب مسرحية سودانية ، اسهمت بعدها في الترقية والتطوير للمشهد المسرحي العربي والافريقي، من خلال حضور غير راتب في الملتقيات والمهرجانات بالقدر المستطاع عربيًا، وغابت افريقيا، وتاخرت عالمياً.
لكنها (البقعة) المباركة المؤسسة، استطاعت ان تشكل حضورًا لافتًا، وقدمت تجاربها علي مسارح العالم، من عند مسرح ( لماما) في مدينة ( نيويورك) ،تجربة اضفت لمشهد التجديد في صناعة الصورة والمشهدية، ليصبح التعبير ( خارج بردوي) يتوافق مع فرجة ( بوتقة سنار) يوم عرضها هناك، وشكلت الاضافة لمشهد المسرح السوداني في حضورة العالمي، وقبلها في مشاركته في المهرجانات العربية والافريقية. فقدمت في القاهرة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وفي( اديس ابابا) في مهرجان المسرح الافريقي، ثم بعدها سارت عروض المسرح الوطني مسرح البقعة في عواصم ألعالم حتي (مانيلا، واشتودغارد وإسطنبول، وطهران) وغيرها من عواصم ألعالم، تعكس تجربة المسرح السوداني المعاصر، وتقدم علي المستوي العلمي جهدها الفكري والنظري في الترقية والتطوير لاشكال فنون الاداء التمثيلية السودانية ،في تفردها بكونها تخرج من بوابات الثقافة العربية والافريقية، لتعبر عن التعدد الثقافي وتنوع اشكال الفنون السودانية، وتربط بينها والعالم، وتتوافق بعدها مع الفرص التي أتيحت لتلاقي الجمهور العاشق للمسرح في السودان.
اولا مع انتاجات المسرح من كل انحاء السودان في ليالي مهرجان البقعة للمسرح في الدورات الاولي ، عروض مثلت تنوع وتعدد في موضوعاتها واشكالها وفي استخداماتها للفنون التقليدية والشعبية السودانية ،لتعبر عن وحدة ثقافية تفضي اذا ما صح استخدامها لوحده الوطن، ولو خلف التعابير الابداعية التي وجدت في فضاء مهرجان البقعة، الزي تاسس في العام ١٩٩٩ وفي اتصال برامجة ودوراته دون انقطاع، ليعلن بعدها في العام ٢٠١٢ تحول المهرجان لملتقي دولي بميلاد مهرجان البقعة الدولي للمسرح ،والاشارة واجبة، ان المسرح المصري والعربي لعب ادوارا في الوصول الي هذة النتيجة، باتصال حضورة ومشاركته في فعاليات المهرجان، ليفتح الابواب بعدها لحضور افريقي ثم عالمي . تلك كانت واحدة من تجليات اتصال المسرح السوداني بالاخر عربيا وافريقيا ثم عالميا، باتساع المشاركة في الفعاليات الاخري، بتنظيم ورش التدريب في مختلف التخصصات العلمية والفنية، ثم بناءً شراكات اقليمية ودولية، ساعدت كثيرا في حضور المسرح السوداني بالتبادل فيها.
وتأتي تجربة المسرح في مناطق النزاع مشروع علمي وابداعي يسهم في تخفيف حدة التوتر في مناطق الصراع ، والسودان وافريقيا تعرف تلك النزاعات.
استطاع المسرح السوداني عبر مبادرة المسرح الوطني مسرح البقعة ان يسجل فيها تجارب ناجحة وجيدة، لفتت انظار المجتمع الدولي ومنظماته الثقافية والسياسية، فكان التقدير لتلك الجهود عبر حصولنا علي
- جائزة حرية الابداع العالمية تقديرا لجهودنا في تاسي مفهوم احدث لاستخدام الفنون في تعزيز الحوار من اجل السلام
•جائزة الشارقة اليونسكو للثقافة العربية تقديرا لجهودنا عبر عروضنا العالمية في التعريف بالثقافة العربية من خلال الحضور الابداعي والفكري .
المسرح السوداني لة تجارب متعددة ببعدها القطري, ساهم بها في تقديم الوطن الجميل لابناء الوطن ,وساعد علي بناء الامة المتحدة خلف اهدافها الوطنية الساعية للترقية والتطورات الممكنة.
والمسرح السوداني عبر الانشطة التي ظل ينظمها ولعل اهمها واكثرها اتصالا مهرجان البقعة الدولي للمسرح فتح افضل مجالات وفرص التعاون العربي الافريقي والعالمي من خلال الحوارات والعروض المتعددة والمتنوعة
الراهن في الوطن دفعني لفتح ادراج الذاكرة لتخرج الحكايات المجيدة ,لكنني انظر لمستقبل افضل عبر الفنون والمسرح سيدها, قادر علي اعادة احياء الامة بعد ما تعانيه الان من خراب
ولكم في المجلة ( روز اليوسف) المؤسسة وبيت المعرفة التي نحب ونعشق التحيات العطرات ،بكم نستكمل فرص عودة الحياة والمسرح السوداني
ان شاء الودود