فريق بخبرة وكيل عريف وعقلية حكامة!!

بقلم :محجوب فضل بدري
-يظن جميع الدعامة(بدون فرز) بأن العسكريةهی علامات توضع علی الكتف، ونياشين وحَكًّامة ومُشْكار وإعلام وغناٸم، وكلام من قبيل (هدفنا ما عندنا هدف) !!
-لذا لم إستغرب ان يجمع الدعامة كميات من (الإسبلايط)،ويوزعونها كيف ما إتفق، فيضع أحدهم (علامات) تختلف من كتف إلی آخر عند الشخص الواحد، كتف عليه رتبةملازم اول، وكتف عليه رتبة فريق !! وإن كان لخبثاء قحط، وقحط(الله يكرم السامعين) كلها خُبث مرمیً آخر، وهو الحطّ من مكانة الجيش بجعل رتبه الرفيعة ملطشة لكل من هبّ ودبّ،كما إن مثل هذا الإنتحال يخدم خطة إعلامهم المضاد لجيشنا،وليس بمستغرب ان تضبط الإستخبارات،صبی مكانيكی برتبة عميد، وعامل نظافة برتبة عقيد، ومصلِّح موبايلات برتبة لواء !!
-غير أن ذلك كله يتضاءل أمام حقيقة أن يكون تاجر مواشی برتبة فريق أول، ومنصب ناٸب أول للرٸاسة، ليرفع شقيقه من رتبة رقيب (حرس حدود)!! إلی رتبة فريق ومنصب (قاٸد ثانِ) ليقود معركة (وجودية) ضد جيش عمرة ماٸة عام بالتمام والكمال !! أو كما قال الاستاذ محمود دليل فی مقاله الموسوم (الجندی المجهول في صفوف الجيش)
عجبا من هو ذلك الجندي المجهول الذي كلما سمع نداء البروجي يتردد صداه في قشلاق الجيش ، ترك فورا ما يكون فيه من شأن و هب مهرولا بالخطوة السريعة كی ما يشكل شمال الدليل ثم يتحرك مع الطوف المحارب إلى اي جهة يصدر الامر بالتوجه إليها برا او بحرا او جوا حتى و لو ادى ذلك إلي المجازفة بحياته !!
إنما ذلك الجندي المجهول هو تاريخ الجيش السوداني الذي يقترب حثيثاُ من المائة عام من لدن تأسيسه عام ١٩٢٥ بإسم قوة دفاع السودان فما خاض غمار المعارك إلا و كان ذلك الجندي معه يتبعه و يحفر معه الخنادق و يتقدم معه في الضرب مع الحركة
وجاء فی المقال-بتصرف-: مدفعيتنا منذ تشكيلها قبل عام ١٨٩٨ تمركزت في شندي و خور شمبات و اخيرا في عطبرة وتغيرت مسمياتها من سواري شندي و بلوكات الخُدّير وطوبجية السودان ، قبل إكتمال بناء الدفاع الجوي بحلول عام ١٩٧٠ تحت إشراف العميد خالد الصادق اونسة الدفعة ٧ كلية حربية
و تطور تسليح المدفعية عبر السنين من البوفر و الهاوتزر و الفكرز إلى المدفعية الصاروخية من الراجمات التي ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر و الطراز الحديث إلی شواظ المنتج محليا الذي يرسل على المعتدين و المرجفين شواظا من نار و نحاس فلا ينتصران
في عام ١٩٥٩ و بالتنسيق بين مدير الأركانحرب الأميرالاي إبراهيم احمد عمر الدفعة ٦ برآءة الحاكم العام ،وتيم الخبراء اليوغسلاف بقيادة الأدميرال برانكو مامولا تطور مشروع إنشاء سلاح البحرية من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة وتم إفتتاحه في عام ١٩٦١ بوصول لنشات الاطواف الاربعة المسلحة بالمدافع الشعب والجهاد والإستقلال والحرية ثم ما لبث ان إنتقل عام ١٩٧١ من مرساه الصغير قبالة (ورشة الحوض إلى قاعدة فلامنجو الحالية بإكتمال إستلام سفن المجموعة الثانية والثالثة وحتی السادسة
و تجلت كفاءة الإعداد في الذي حدث بالأمس القريب عندما ضرب اللواء ٢٨٧ بيد من حديد على مهربي السلاح للدعم السريع .
وفضلا عن المدفعية والقوات البحرية و الأسلحة الفنية كسلاح الاسلحة و الذخيرة و سلاح الإشارة و سلاح الحملة الميكانيكية اي النقل و التموين و سلاح المهندسين الذي تاسس عام ١٩١٢ تحت مسمى ( سلاح الإستحكامات العسكرية ) ، فقد ملأوا البر بعشرات الوية المشاة المستقلة، الفرقة الثالثة مشاة شندي، والفرقة الخامسة مشاة الابيض،(الهجانة ام ريش اساس الجيش) والفرقة الرابعة مشاة الدمازين و الفرقة الثانية مشاة الفاو وقولها المأثور عنها (خطوتنا متلوتة و طلقتنا مظبوطة) -المتلوتة تعنی ثلاث وثبات-و الفرقة السابعة حرس جمهوري و القيادة الغربية الفاشر التي ينشد مجندوها في جلالاتهم بنبرات قوية (خطرية غربية و البدور سجم امه يجينا عشية) .
و كل تلك الوحدات كانت مثل نبتة نمت من حبة فصارت شجرة :–
ففي مطلع الستينات أنشئت المظلات بقوة سرية مشاة تم تجنيدها من الوحدات العاملة من رجال غلاظ شداد لو إطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا فكيف بهم اليوم و قد اصبحوا ثلاثة ألوية بإسم الفرقة التاسعة المحمولة و تضم لواء المظلات و لواء الصاعقة و لواء الإقتحام الجوي
و في نفس الحقبة تأسس الحرس الجمهوري بسرية مشاة مناط بها التشريفات الرسمية بعمل قرقول الشرف لإستقبال الملوك و الرؤساء و هي المهمة التي تقوم بها الكتيبة ١٩٧ /تشريفات وتوسعت فأصبحت اليوم الفرقة السابعة حرس جمهوري و في عام ١٩٩٢ شاركت الكتيبة ١٧٣ حرس جمهوري في مناورات النجم الثاقب بالذخيرة الحية تمهيدا لإشتراك الكتيبة في إسترداد جبال تلشي ضمن عمليات ( صيف العبور ).
في عام ١٩٠٦ انشئت القيادة الشمالية اللواء العاشر مشاة شندي و الذي إنفصل من حامية الخرطوم عام ١٩٥٢ ليصبح لاحقا المنطقة العسكرية الشمالية ثم صار في عام ١٩٨٧ قوة ضاربة كإحتياطي للقيادة العامة بإسم الفرقة الثالثة مشاة
وضمن التوسع الافقي في الستينات اعيد تشكيل اللواء ١٣ حامية الخرطوم فاصبح اللواء ١٤مشاة الدمازين و الذي هو اليوم الفرقة الرابعة مشاة،بعد عام ١٩١٦ بإنتهاء معركة برنجية الفاصلة بين السلطان علي دينار و هدلستون تكونت اورطة العرب الغربية من بلوكات البيادة التي إنتشرت في الفاشر و كبكابية و كتم و زالنجي و الجنينة و البلك السادس بيادة راكبة نيالا (بلك بيادة اي سرية مشاة)
أمًّا القيادة الوسطى فتاريخها موغل في القدم ويعود إلى عام ١٨٨٤ و كانت رئاستها في بارا ثم الابيض في ما تمركزت ١٠ جي اورطة في تلودي و الدلنج و دلامي و كادقلي و فضلا عن سمعتها القتالية الاسطورية و خوضها لأكثر من عشرين معركة فقد شاركت كتائب الهجانة في تشكيل الكثير من الوحدات الجديدة مثل حامية الخرطوم والبلوكات المدرعة السريعة في الحرب العالمية الثانية
و لا يضاهي الهجانة في القدم سوى اورطة العرب الشرقية التي توزعت بلوكاتها في القضارف و كسلا و القلابات و ابو جلود علاوة على إنفتاحها فيما بعد في سنجة و الكرمك و الروصيرص وتغير اسمها من القيادة الشرقية الی اللواء الرابع مشاةثم الفرقة الثانية مشاةثم المنطقة العسكرية الشرقية و إمتدت حدود المسئولية من الفاو و القضارف و كسلا إلى خشم القربة و حلفا الجديدة و اروما و الشوك و همشكوريب و دوكة و باسندة .
و إحتشدت الكليات العسكرية في موكب ذلك التاريخ المجيد مثل الأكاديمية البحرية، و مركز التدريب الموحد بجبل الأولياء، ومدرسة ضباط الصف و المستجدين جبيت، و الكلية الجوية،و كلية الدفاع الجوي، ومدرسة المدرعات، و الكلية الحربية او كما يقول غلاة التعلمجية ( ام الكلالي) لإفتتاحها عام ١٩٠٥ بأسم المدرسة الحربية ثم مدرسة ضربنار ثم اصبحت جزءً من مدرسة المشاة فإذا هي اليوم كلية من كليات جامعة كرري للتقانة و قد تخرجت اول دفعة عام ١٩٠٧ و كان الاول و حامل السيف هو الملازم ثان حسن أفندي سعيد محمد الذي تقاعد برتبة قائمقام/ عقيد من اورطة العرب الشرقية .
في عام ١٩٥٧ طارت من مصر إلى السودان اول دفعة من الطيارين السودانيين يقودون الطائرات من طراز جمهورية و حيث تنوعت مصادر السلاح في سنوات متفاوتة لتشمل البروفوست البريطانية و الميج الروسية و الصينية و الفانتوم الامريكيةو ما فتئ فتية القوات الجوية السودانية يملأون السماء ضجيجا شديدا و شهبا و هم ينفذون طلعاتهم القتالية في حماس منقطع النظير
و شهدت تلك الحقبة نشأة المدرعات بإسم سلاح الفرسان بالدبابات إستيوارت وإستاج هاوند و عربات الإستكشاف دملر وتطور إلى الألاي المدرع ثم أعيد تشكيله بعد توسعه على اساس اللواء الاول دبابات و يضم المدرعات الخفيفة ذات الاطارات مثل الفرت و صلاح الدين، و اللواء الثاني مجنزرات، و عماده الدبابات الثقيلة التي تسير على الجنزير ثم إكتمل له مرتب الفرقة المدرعة و تسلح بدبابات القتال الرئيسية و حاملات الجنود المصنعة جميعا بسواعد سودانية
اجل ذلك التاريخ المجيد هو الجندي المجهول في صفوف الجيش السوداني كلما اوقدوا نارا للحرب لذا فهو يعلم علم اليقين و حق اليقين ان لا سبيل أمامه إلا ( النصر أو النصر )
ويجيك فريق خلا بخبرة وكيل عريف وعقلية حكامة،عاوز يحل محل جيش السودان !! عجبی !!