الأحزاب .. الخائن الذي يكذب أهله

بقلم مقدم م / هشام الحبوب
إن النشأه و الولادة الخاطئة لأحزابنا جعلت العقل الجمعي السوداني يحمل صورة ذهنية سيئة عن الأحزاب السياسية و ما ذلك إلا لعجزها و عدم قدرتها علي قيادة البلاد نحو تطلعات الشعب و إحداث التغيير منذ الإستقلال إلا نتيجة لتركها شان الوطن و قضاياه و تصارعها على السلطة بهدف الإستحواذ عليها فكانت التراكمات و الإحباطات و الخيبة مما افقدها ثقة الشعب فيها رغم صبرها عليها و ثورتها التي أتت بها …
مما رسخ قناعة و مفهوما أن هؤلاء اتخذوا منها حرفة و وسيلة للكسب المادي و الإرتزاق لا ولاءً و لا سعياً لهم غير ذلك. فهم سرعان ما ينقلبون على أحزابهم إذا ما لاح لهم في غيره نفعا أو مغنما كما أنهم على أتم الإستعداد للعمالة و الخيانة لأوطانهم و تنفيذاً لأي مخطط و توجيهات خارجية بكل قوة ،
بل هي اس المشاكل التي تعصف بالوطن و إن كان ضياعه، فهم لا يرتد لهم طرفاً رغم كل الذي جرى و يجري و حاق به، و الأدهي و الأمر أنها الآن و رغم كل الذي يحاك له خارجيا نتيجة لمصالح دولية و اقليمية ما زالت تعكف في لقاءات تنفض و أخرى تنعقد تعددت اطيافها الفكرية و الحزبية التي تتجاذبها دول التآمر و أجهزتها المخابراتية فكانت حصان طرواده لتمرير كل مخططاتها التي احكمت لجامهُ قيادةً ناثره وعودها لهم بما منوا به النفس سلطةً، و لكنهم خسروا كل شئ نتيجة لضعف فكرهم السياسي و ممارستهم الديمقراطية التي لا تثمن الوطن و لا تغني المواطن من فقر، فهي ليست إلا صراعات فكرية يتيمة فرقت ابناء الوطن الواحد، و ما أشبه الليلة بالبارحة التي خرج فيها كل الشعب السوداني لافظاً الديمقراطية الثالثه- معلنا و ناعتاً لحكم الأحزاب.
كيف لا و هم ليس إلا ثلة من مخادعين لأ مبادئ و لأ قيم و لأ وطنية لهم بل هم أذرع عمالة و خيانة …
الآن وقد تمايز الأبناء وصلاحهم حملةً لمشاعل الوطنية، بناءً و تنميةً و فكراً يصدقه القول و العمل تطوراً له من أجل رفعة شأنه بين ركبان الأمم تقدما و قوة. و يا سخرية الأيام التي كنا فيها نحن من وضعنا لبنة نهضتهم الأولى حينما كان يخشانا صديقنا قبل عدونا و جاهلهم قبل عالمهم. و يا أسفي أننا رغم تطورهم ما زلنا نرزح في صراعات الأحزاب التي في بلادي خصامٌ للتطور و ممارسة الديمقراطية و المعارضة التي بلأ رؤى و لأ فكر إلا تشدق بالخطب الفضفاضة و الرنانة التي تستخدم لمخاطبة القواعد و المحافل الرسمية و الجماهيرية فقط حتى بات لبغاث الدول شأنا بنا …
الآن و قد افاق الشعب من كبوته و عذب الشعارات سحراً ، و هو يقول كلمته و يُعلن صوته عاليا يصرع كل متمرد و خائن و عميل بأنه لا يعلو صوتا فوق صوت الوطن، و هو يُجسد ملحمة الكرامة دفاعا عنه بجانب قواته المسلحة لفرض كلمته و سلطته التي دونها الشهادة والشهيد تلو الشهيد و إن عظم كيد الكائدين له، و الأحزاب التي كان ينبغي لها أن تكون الرائد الذي لا يكذب أهله …
ختاما
بنو وطني فالتعلموا إن التحزب سم فاجعلوا يا قوم ابدا لهذا السم ترياقا … لكي تنالوا لهذا الوطن أفااااااااقا …..
و لله درك يا وطن