علي خلفية المظاهرات الكينية.. هل تعصف نبته بحكم وليام روتو ؟

تقرير :الوطن
دعت المعارضة الكينية مناصريها للتعبئة لمدة ثلاثة أيام لمواجهة الرئيس وليام روتو وفي المقابل قامت السلطات بإغلاق المدارس في نيروبي عشية اندلاع المظاهرات واعمال الشغب التي قتل فيها (٩) أشخاص وأوقفت السلطات أكثر من (٣٠٠) مواطن مما اضطر البرلماني الكيني(صموئيل أراما) من أشهار مسدسه في الشارع بعد أن واجهه المتظاهرين المحتجين على ارتفاع تكاليف المعيشة وكانت المعارضة دعت لها إحتجاجاً على إرتفاع الأسعار وفرض ضرائب جديدة ويأتي ذلك عقب تكدس شحنات الشاي في موانئ مومباسا وماليندي علي شواطئ المحيط الهندي والمعدة للتصدير الي ميناء بورتسودان في السودان ثاني أكبر مستورد للشاي الكيني في أفريقيا فالشاي يعتبر المحصول النقدي الرئيسي الذي يزرع في تلك البلاد كينيا ويعتبر أكبر مصدر للنقد الأجنبي فيها ومعظم الشاي المنتج في كينيا هو الشاي الأسود ثم يليه الشاي الأخضر
واخيراً الشاي الأصفر والشاي الأبيض اللذان يتم إنتاجهما حسب الطلب من قبل منتجي الشاي الرئيسيين وقد تم إدخال الشاي لأول مرة في كينيا عام (١٩٠٣م) بواسطة (جي دبليو إل) وتم زراعته في مايسمى في الوقت الحاضر بـ(ليومرو) وبدأ تسويقه في عام (١٩٢٤م) من قبل (مالكولم فيرز بيل) الذي أرسلته شركة (بروك بوندز) لبدء أول الملكيات التجارية ومنذ ذلك الحين أصبحت كينيا منتجاً رئيسياً للشاي الأسود وتأتي حالياً في المرتبة الثانية بعد الصين في صادرات الشاي علي مستوي العالم ويعد الشاي الكيني أحد كبار مدخلي العملات الأجنبية للبلاد إلى جانب السياحة والبستنة والبن وتقع مهمة إدارة صغار المنتجين على عاتق وكالة تطوير الشاي الكينية (KTDA) التي تستحوذ علي (٦٦) مصنع للشاي تابع للوكالة ويخدم أكثر من (٥٠٠٠٠٠) مزارع صغير يزرعون أكثر من (١٠٠٠٠٠) هكتار ومن بين جميع الشاي المنتج في كينيا ينتج أعضاء الوكالة أكثر من (٦٠%) بينما يتم إنتاج الباقي من قبل المنتجين الكبار تتمتع مناطق زراعة الشاي في كينيا بمناخ مثالي وتربة استوائية حمراء بركانية وأمطار موزعة جيدًا تتراوح بين (١٢٠٠) مم إلى (١٤٠٠) مم سنوياً وتعتبر الأيام المشمسة الطويلة من بعض السمات المناخية لمناطق زراعة الشاي مما جعلت المنطقة واحدة من أكبر مزارع الشاي في كينيا وتعد مزرعة شاي (كيرتشو) من أكبر المزارع في إفريقيا ويُزرع فيها منذ عام (١٩٢٤م) في مساحة تزيد على (١٥٧٧٢٠) هكتاراُ وتنتج حوالي (٣٤٥٨١٧) طن متري من الشاي ويتم تصدير أكثر من (٣٢٥٥٣٣) طن متري وفي كينيا أكثر من (٤٩) نوع من الشاي تم تطويره من قبل مؤسسة أبحاث الشاي في كينيا (TRFK) ولا يتم استخدام أي مواد كيميائية في عملية زراعة الشاي بل تضاف الأسمدة بانتظام لتجديد مغذيات التربة وتتم معالجة الكثير من الشاي المزروع باستخدام طريقة التكسير والتمزق والتجعيد مما يجعله مناسباً للاستخدام في الخلطات الشائعة في معظم أسواق الشاي الأسود بما في ذلك بريطانيا وأمريكا الشمالية وتنتج كينيا شاي (سي تي سي) الذي له طعم متجانس ونكهة قوية وهو أساس معظم خلطات الشاي الهندي وكذلك جزء كبير من شاي الفطور كما تمتلك العديد من مزارع الشاي في كينيا إلى جانب(١١) مصنعاً إقليمياً متخصصاً في معالجة الشاي ويشكل الشاي الأسود والأخضر من أهم صادرات الشاي مما يعتبر أكبر مصادر العملة الصعبة إلى جانب الزهور وصادرات زراعية اخرى قبل عامين سجلت كينيا انتاجا قياسيا بلغ (٤٣٢) مليون طن لكن مزارعو الشاي في كينيا منذ عام يهددون باقتلاع أشجاره بسبب تدني الأسعار رغم أن كينيا تلبي احتياجات الكثير من الأسواق ففي بريطانيا يفضلون الشاي الكيني مما جعلها احد أبرز منتجي هذه النبتة في العالم بعد الصين والهند وسريلانكا إذ تساهم ب(٧٥%) من الإنتاج العالمي للشاي وفي الفترة من (٢٠١٨م) الي (٢٠٢٠م) صدرت (٨٠%) من الإنتاج العالمي بهذا توفر زراعة الشاي فرص التوظيف والدخل للملايين من الزرّاع كما توفر فرص العمالة لملايين العمال الذين يعملون في جني الشاي خلاف العمال الذين يعملون في مهن ذات علاقة بانتاج الشاي مثل النقل والترحيل والشحن وكذلك في المصانع المتخصصة في معالجة الشاي لذلك اي ركود لهذا المنتج يعني الأضرار بمصالح ملايين من سكان كينيا كما أن خروج السودان من سوق الشاي الكيني يعني ضرر بليغ بهؤلاء المزارعين والعمال ولا يلحق اي ضرر بتجارة الشاي في السودان لانه يمكن أن يستوردوه من الصين والهند وسريلانكا وحتي يوغندا ورواندا.