رأي

((همس الحروف) .. أدعموا مبادرة الأستاذة رجاء نمر)

☘️🌹☘️

✍️ الباقر عبد القيوم علي

لقد نعت إلينا الزميلة صاحبة القلب الرقيق و جميلة النفس الأستاذة رجاء نمر ما أصاب عضوية صاحبة الجلالة و شركاء القرطاس و القلم من مرض عضال ، راح ضحيته الكثيرين منهم ، و هم قد لا يشعرون به ، ولا يدركون مدى خطورة ما أصابهم من علة إستهدفت فيهم العصب الحسي في العلاقات البينية بين أصحاب هذه المهنة بالفتور والقصور علي الصعيد الإجتماعي ، و في أغلب الأحيان يكون هذا الإهمال متعمداً ، و ذلك نتيجة كثير من صراعات المحاور بين رفقاء هذا الدرب ، حيث تتحكم في ذلك العنصرية البغيضة التي تحركها تلك المحاور الآسنة ، و التي ستفتت بلا شك ذلك النسيج الإجتماعي المتناغم بين زملاء هذا البيت الصحفي الذي أصبح خرباً بعد عمار ، و ما يحدث الآن يعتبر غفلة و ستؤثر كثيراً في حياة الذين ما زالوا على قيد الحياة و ستلاحق البعض بالإهمال المتعمد بعد الممات ، مما سيعدم ذلك في بعض الأحيان الترحم على بعضنا ، فقطعاً أن الغافل و اللاهي سيضع نفسه في مكان ضياع سيتأثر به وكما سيجر بذلك كثير من الظلم إلى غيره ، و أكثرنا لن يفيق من هذه الغفلة إلا على دوي مصيبة كبيرة أو عند الوقوف على عتبات الموت نتيجة مرض عضال يعجز عن تغطية علاجه من جيبه الخاص .

*لهذا وجدت نفسي متحمساً جداً لما دعت إليه الأستاذة رجاء نمر من مبادرة عظيمة من أجل إصحاء أعضاء بيت الصحفيين من غفوتهم و قفلتهم قبل أن يقع الفأس على الرأس ، و لقد كنت شاهداً في مواقف كثيرة مرّ بها بعض الزملاء و لقد وقفت على بعض هذه الحالات الحرجة التي مرّ بها عدد كبير من إخواننا في ظروف كانت شديدة الحساسية ، فلم يجدوا في تلك اللحظات العصيبة من يقف بجانبهم في محنتهم و يتبنى قضيتهم المعنوية و المادية ، و كان منهم كبار من الصحفيين و كما منهم كذلك ملاك دور صحف فما بالكم بصغارنا الذين لن نجد بواكي عليهم إذا قدر الله عليهم من نوع هذه الإبتلاءت ، مما إطرنا ذلك لدق أبواب كانت مؤصدة و عصي علينا فتحها ، فترجينا عند عتباتها الكثيرين بصورة كانت أشبه بالتسول الناعم فمنهم من رحب بنا ومنهم من أوصد بابه في وجوهنا .

و لهذا كان من الاهمية بمكان قيام جسم يحب أن يكون إنسانياً مجرد ، و مبني على التراحم بين الزملاء ليقوم بسكب الماء البارد على وجوه الجميع حتى يفيقوا من هذه الغفلة التي نعيشها في زمن باتت فيه أهمية الوحدة بيننا ضرورية من أجل محاربة حالات التوحد و التوهان التي يمر بها معظم الزملاء ، قد تختلف فيها المسببات و لكن تتوحد فيها النتائج المصيرية ، ولهذا يجب على الجميع نبذ الفرقة و التشرزم و حالات التوحد التي صنعتها الظروف السياسية التي يمر بها الوسط الصحفي و تمر بها البلاد ، فدعونا نختلف في الأراء و تتباين بيننا المواقف و لكن يجب علينا أن نتفق في المصير ، فمهمتنا في آخر المطاف هي تبصير المجتمع و تصحيح الإعوجاج و مراقبة سير دولاب الحكومة و يكون ذلك بكل شفافية بعيداً عن المهاترات و الغرض و المرض ، و كما يجب علينا أن نتفقد بعضنا كزملاء و أن نقف على ظروف بعضنا و ان نساعد بعضنا البعض بما تسمح به الإستطاعة بكل أشكالها .

و هذه الغفلة هي ضد الغاية التي من أجلها خلقنا الله عز وجل و هي العبادة و أجمل ما يزين أبوابها هي المعاملة حيث تم إختصار تعريفها في كلمتين لا وسيط بينهما و هما (الدين المعاملة) و تعني التعاون بين الناس من أجل عمارة الحياة ، و أداء الواجبات بحقها بيننا و حفظ الحقوق بين الناس و تطوير أنفسنا والارتقاء بجميع هذه القيم في جوي صحي نترفع فيه عن الدونيات ..فلك أجمل الشكر و أجزله أختي الفاضلة رجاء النمر على هذا التذكير المهم ، و كما أسأل الله ان ترى هذه المبادرة النور ، و أذكر نفسي و إياكم بقوله تعالى : “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ” .

صدق الله العظيم .. سورة الأنبياء .

زر الذهاب إلى الأعلى