صناعة الصحافة.. الدور المطلوب والمرتقب من المجلس
علاء يوسف
يدرك كثير من العاملين في الوسط الإعلامي وناشري الصحف حجم التحديات والصعوبات التي باتت تواجه صناعة الصحافة في بلادنا وهي تأثيرات إقتصادية في المقام الأول لاتنفصل عن واقع الإقتصاد في البلد و الذي يمر بمرحلة صعبة وجراحات عميقة ومعقدة صحيحة أنها قد تكون بداية لإصلاحه على المدى البعيد ولكن الآن القت بظلال سالبة على كافة مناحي الحياة وفيما يخص صناعة الصحافة ازدادت تكلفة الطباعة والتشغيل أضعافاً مضاعفة حتى باتت لاتحتمل وجعل هذا الواقع عدد من الصحف تنزوي وتغلق أبوابها الخيار المر والصعب وهذه خسارة لأن إغلاق صحيفة يعني إغلاق باب من ابواب الاستنارة ونافذة من نوافذ الرقابة على الأداء العام باعتبارها سلطة رابعة ومنصة من منصات النصح والتبصير والتصويب على مكامن الخلل بغية نهضة البلاد وإصلاح الإعوجاج وحتى نستوي على طريق النماء والتطور والتحول الديمقراطي ويترتب على إغلاق الصحف تشريد الصحفيين الذين يعولون أسراً ويفتحون بيوتاً، هذا بخلاف أنهم يؤدون رسالة مهمة.
أكتب هذه الكلمة بعد أن وصلنا خطاب من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ينوه فيه إلى ضرورة الالتزام بلوائح اصدار الصحف السياسية الشاملة وزيادة الصفحات من “٨” صفحات إلى “١٢” صفحة وقد لجأنا لتقليص عدد الصفحات تبعاً للظروف الإقتصادية انفة الذكر ولم يكن القرار سهلاً علينا، ولكن بدأت الأوضاع تتدهور منذ أواخر العهد البائد وتضاعفت التكلفة في حاضرنا بمتوالية مستمرة.
ولهذا وجب علينا أن نضع الرأي العام والقراء الذين هم رأس مال الصحيفة الحقيقي في الصورة وأن نطلعهم على ونشركهم في همنا.
نحن نحترم مجلس الصحافة كمؤسسة رسمية تطلع بمهمة تنظيم العمل الصحفي بالبلاد ونرحب بتعيين الأستاذ حسام حيدر الصحافي الشاب أميناً عاماً للمجلس ونستبشر خيراً بتعيينه في هذا المنصب المهم والذي يعد انتصاراً للشباب ولثورة الشباب ونأمل منه ونرجو فيه أن يكون نصيراً للصحف وأن يعمل معها لتذليل العقبات والمشكلات التي تعترض طريقها كما وعد بذلك في أول تصريح له عقب تسلمه مهامه رسمياً ونقول له أن أولى العقبات التي تعترض استمرارية الصحافة هي غلاء تكلفة صناعتها والزيادة المتواصلة في أسعار مدخلات الطباعة من ورق وأحبار مايعني ضمناً زيادة تكلفة الطباعة وتأثير ذلك على إستمرار الصحف والقارئ أيضاً.
ونلتمس منه أن يتعاطى مع هذا الملف بروح القانون لانصه وبمراعاة التحديات التي تواجه الصحف سيما أن القانون المشار إليه والذي نتعامل معه وبه الآن وضعه النظام البائد لتكبيل الصحف ونحن في عهد الثورة، ثورة الحريات والعدالة والحمد لله الصحف الآن تتمتع بالحرية الكاملة وغير مقبول أن نعطل مسيرها بقوانين النظام البائد الذي كان يوقف الصحف ويصادرها ويحجر عليها الإعلان مثلما تم مع صحيفتنا هذه كثيراً وماتعانيه الآن من تأثيرات وظلال الإجراءات واجهتها في السابق.
والآن الوسط الصحفي والإعلامي في مرحلة التشاور حول القانون الجديد للصحافة والمطبوعات وقد تحدث في هذا الشأن وزير الثقافة والإعلام الاستاذ حمزة بلول بالأمس في مؤتمر صحفي عقده بالوزارة ونأمل أن يراعي القانون الجديد هذه التعقيدات وأن يلبي تطلعات القاعدة الصحفية ويعبر عن روح الثورة والتغيير الذي انتظم البلاد.
وبالله التوفيق