بعد تعيين مستشارين جدد .. مكتب حمدوك.. المعايير والمهام
تقرير :مزدلفة دكام
شهد مكتب رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك تغييرات في طاقم المستشارين لأكثر من مرة مما أثار جدلاً واسعاً صاحب تلك التغييرات الذين كان من أبرزهم القيادي السابق بالحزب الشيوعي الشفيع خضر وعدد من المستشارين عرفوا “بشلة المزارعة” وكانت قرار تعيين مستشارين جدد الأحد الماضي ومن أبرزهم الأمين العام للحركة الشعبية شمال جناح عقار ياسر عرمان ويري مراقبون ان تلك التعيينات تخضع لترضيات السياسة التي لن تقدم شئ فيما مايلي مستقبل البلاد سواء كان اقتصادياً او استقرار أمنياً أو غيره لكن في نفس الوقت يرى اخرون ان الملفات التي يتم توليها للمستشارين الجدد تمكن رئيس الوزراء من متابعته لسلطة التنفيذية
حكومة كفاءت مستقلة
ويقول المحلل الساسي د. عبده مختار في حديثه ل”الوطن” بأن التغييرات والتعيينات الكثيرة تعكس عدم الاستقرار والتخبط في عملية إصدار القرارات وصناعة السياسية بالاضافة الى إختيار الشخص المناسب ولو أن الأمر موضوعي كان منذ البداية حسم الامر وان لاتكون هناك محاصصات سياسية وانما حكومة كفاءات مستقلة لاتؤدي للجوء لمثل هذه التعديلات الكثيرة ووصف بالامر غير الحميد ويعكس عدم استقرار الحكومة الإنتقالية لأكثر من عامين ويعتبر أمر سلبي وطالب بالتركيز في السياسات وليس الاشخاص وأن يكون معيارها موضوعية في اتخاذ قرارات التعينات الوزراء وفي الدولة وليس المستشارين فقط.
تفعيل المبادرة
ويقول رئيس حزب الامة الوطني المهندس عبدالله مسار في حديثه ل “الوطن” ان السودان منذ الاستقلال لديه أزمة حكم وأن جميع الحكام يدورون في حلقة مفرغة ويعتقدون أن الموضوع توظيف سياسي وقال مسار ان رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك قد اتيحت له فرصة ذهبية لانه جاء علي رأس حكومة بثورة شعبية ووجد إجماع شعبي غير مسبوق ولكنه قزم هذا الاجماع في “شلة أحزاب سياسية” قليلة قامت بتكبيله وقللت من فاعليتة واحتكرته واحتكرت حكم السودان علي حد وصفه وتابع قائلاً ان هذه التعيينات تعتبر ترضيات سياسية أكثر من انها تكون لصالح الفترة الانتقالي.
وقال مسار ان المجموعة التي قام بتعيينها حمدوك بأنهم من ناحية قدرات فهم يمتلكونها ولكن من ناحية عمل مؤسس ومشروع وطني ليس لديهم شئ ولا حتى حواضنهم السياسية وليس لديهم وجود وسط الشعب ولذلك أعتقد أن الامر توظيف وترضيات أكثر من أنه عمل جاد لمصلحة الوطن وشدد مسار على أن د. حمدوك متاحة له خيارات أخرى أفضل بكثير من تعيين مستشارين أو توظيف سياسيين
مشيراً إلى وجود خيارات بدلاً عن التعيين وهي أن يذهب حمدوك إلى الوفاق الوطني ويفعل مبادرته وذلك بتكوين آلية لها من قيادات وطنية موثوق بها ومعروفة على مستوى السودان تضم الحاكمين والمعارضين ورموز دينية ومجتمع مدني بجانب أن يعيد النظر في الحاضنة السياسية ويجمع شتاتها ويطالبها ببرنامج وطني للفترة الانتقالية واقترح مسار أن يكون رئيس الوزراء حكومة كفاءات وطنية محددة المهام أو يعلن قيام إنتخابات في غضون سنة ويبدادالاعداد الجاد لذلك.
من منافس لرئاسة الجمهورية لمستشار
الامين العام لحركة الشعبية شمال ياسر عرمان كان قد اثار تعيينه جدلاً واسعاً بخلاف المستشارين الاخرين فالبعض يتحدث ان المنصب أقل من طموحات عرمان الذي خاض انتخابات شرسة مرشحاً لرئاسة الجمهورية في ٢٠١٠ ضد الرئيس المخلوع عمر البشير ثم عقب ثورة ديسمبر المجيدة كانت هناك أحاديث عن أن عرمات يترأس برلمان الانتقالية لذلك تفاجأ الرأي العام بأن يتولى منصب مستشار لرئيس الوزراء والذي تم تعيينه مستشاراً سياسياً لحمدوك وفي تصريحات سابقة له قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر بان تعيين عرمان سيكون مسؤولاً عن ملف الشؤون السياسية بمجلس الوزراء مؤشراً إيجابياً إذا أعطي تفويضاً كاملاً لإدارة الملف وصلاحيات واسعة للتقدم به للأمام” وأكد السر أن القرار جاء في الوقت المناسب ليتفرغ رئيس الوزراء لمتابعة السلطة التنفيذية.
وأضاف “هذا القرار يحمل العديد من الرسائل والأسباب التي دفعت رئيس الوزراء إلى تعيين مستشار للشؤون السياسية، أهمها رغبته في متابعة تنفيذ المبادرة التي أطلقها مؤخراً والتي تحتاج عملية إتمامها على أكمل وجه، إلى شخصية مثل عرمان ذات مواقف سياسية ايجابية ولديه المقدرة والمعرفة بمتطلبات المرحلة الراهنة ومدرك لرؤية الأطراف السودانية كافة للحل وهذه العوامل تساعده في إنجاز تحول حقيقي بالمشهد السياسي بالبلاد”.
ويري مراقبون ان عرمان تحديداً ربما جاء تعينه علي خلفيته السياسية في البلاد خاص وأن عرمان كانت حياته السياسية بالنشاط الحزبي في الجامعات قبل أن يغادر وينخرط في صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان، حيث تدرج إلى أن أصبح الرجل المقرب من زعيمها الراحل جنون قرنق
وعاد الى الخرطوم عقب توقيع اتفاق نيفاشا للسلام وشغل منصب عضو بالبرلمان، ودفعت به الشعبية مرشحاً رئاسياً في انتخابات 2010 ضد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وعقب انفصال جنوب السودان في 2011 أسس ياسر عرمان إلى جانب عبدالعزيز الحلو ومالك عقار، الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، التي خاضت حربا ضد حكومة المعزول عمر البشير في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.