تقارير

وزيرة الخارجية في موسكو… زيارة متعددة الأغراض

تقرير _فاطمة رابح
يأمل عدد من المراقبين والمهتمين أن تكون زيارة وزيرة الخارجية مريم الصادق إلى روسيا ذات مكاسب سياسية ودبلوماسية واقتصادية وثقافية ذات أبعاد مهمة لاسيما في ظل قرار موسكو بإعفاء السودان من دينها، وللبلاد علاقات مع روسيا أقيمت منذ عهد الاستقلال كما شهدت ستينات القرن الماضي تطوراً مطرداً للعلاقات الثنائية.
وتم في تلك الفترة توقيع الاتفاقيات الطويلة الامد التي ساعدت على تطوير التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
وفي مطلع السبعينات قامت القيادة السودانية بقطع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي من جانب واحد. لكن بعد وقوع الانقلاب العسكري عام 1985 بدأت العلاقات بين البلدين تعود إلى مجراها الطبيعي بشكل تدريجي.
وفي عام 1991 أعلن السودان اعترافه الرسمي بروسيا الاتحادية كما أيد السودان موقف روسيا في عام ٢٠٠٨م في مواجهة أوسييتا الجنوبية
وتأتي زيارة مريم الصادق لموسكو والسودان في قمة تحركاته الدبلوماسية أيضا بشأن الموقف من سد النهضة الإثيوبي فيما يخص الملء الثاني
وفي الجلسة المغلقة بين مريم ونظيرها الروسي تمت مناقشة “القضايا الثنائية فيما يخص الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بصورة معمقة”
حيث عبرت مريم عن تقديرها “الدعم الذي تقدمه روسيا للخرطوم في كل القضايا التي عرضت في مجلس الأمن والأمم المتحدة، كما أن قرار روسيا بإعفائنا من الدين أمر مهم يساعد السودان وذلك في تصريحات صحافية لها.
من جهته، قال لافروف: “ناقشنا ضرورة تمسك المجتمع الدولي باحترام ميثاق الأمم المتحدة وبعدم اللجوء إلى المعايير المزدوجة في تسوية مختلف القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، وذلك عن طريق السلام والحوار”.
وأبدى دعم بلاده لمختلف المساعي المبذولة خلال الفترة الانتقالية في السودان، مشددا على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على الخرطوم.
وختم بالقول: “اتفقنا على مزيد من التنسيق للمواقف فيما بيننا”.
آراء الخبراء حول الزيارة
عدد من الخبراء الدبلوماسيون وصفوا زيارة مريم الصادق المهدي للدول الخارجية لا سيما الأخيرة الى موسكو بانها ليست ضياع للوقت أو اهدارا للمال العام ، أو ترفيهية وأنما هي استثمار في بناء وتعزيز العلاقات الثنائية بين السودان والدول التي قامت بزيارتها.
ويرى الخبير القانوني والناشط الحقوقي عبدالرحمن القاسم الذي عاد الى الوطن بعد عقد من الهجرة القسرية ان زيارة وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي لموسكو في الفترة من الحادي عشر الى الخامس عشر تأتي في اطار فك العزلة السياسية الدولية المضروب على السودان خلال ثلاثة عقود من نظام البشير الذي هتك العلاقات الاذلية بين السودان ومحيطه الدولي والاقليمي ويرى القاسم ان الزيارة لموسكو ليست لتبديد المال العام لحكومة حمدوك التي اعلنت التقشف في ظل الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلاد.
وفي ذات السياق يعتقد الخبير الاعلامي مدير مركز الضواحي للخدمات الصحفية والاعلامية صالح محمد عبدالله ان زيارة لا تندرج تحت مفهوم اهدار المال، لان السودان بحاجة ماسة الان لفتح فرص الأستثمار وتسويق المشاريع التنموية للشركات العالمية والتي تستطيع تقديم تنمية حقيقة ومستدامة للسودان، مشيرا الى ان روسيا اعلنت في عدة محافل ومناسبات انها مستعدة للتعاون بصورة ايجابية مع الحكومة الانتقالية، تقديم يد العون للسودان،لانها لاعب قوي في الساحة الدولية، فاذا قدمت موسكو يد العون للسودان فسيكون رفض هذا العون جريمة كبيرة في حق الشعب السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى