((همس الحروف) .. أضبطوا الكذاب في قضية حجب المواقع الإلكترونية)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم على
إذا أردت أن تحكم على أي إنسان فيجب عليك أن تنظر إليه في مدى توافق قوله مع فعله ، و لذلك نجد أن في الممارسة الحياتية العامة أن ظاهر الفعل الذي يحدثه الإنسان من خلال معاملاته مع الناس يرسل للمراقب له علامة من العلامات التي تقيم عليه الحجة بالدليل القطعي في الصدق أو نقيض ذلك عند الكذب ، فنستطيع من ذلك أن نقرأ الصدق في قوله عندما يتحرك بفعله في خط الإستقامة و كما على النقيض تماماً نقرأ عكس ذلك إذا إنحرف الفعل عن هذا الخط ، فيعتبر القول هو الكاشف الأبرز عن العمق الحقيقي للممارسة الفعلية عندما يكون الإنسان صدقاً ويكون ذلك بدون تزييف ، و أيضاً يعتبر الفعل هو الكاشف الأكثر قوة عن مدى حجم الإيمان الذي تحركه هذه المباديء و يجب أن يكون ذلك من وازع أخلاقي يحمل معه مجموعة هذه القيم النبيلة حينما يطابق القول الفعل و التي تعطي الحياة طعم و لون و نكهة و تكسب الفرد الملتزم بذلك الإحترام في وسط المجتمع الذي يعيش فيه و يحمل قيمة كبيرة لهذه المعاني العظيمة .
الحكومة نفت نفياً قاطعاً مساسها للحريات التي تم إكتسابها عن طريق هذه الثورة العظيمة ، حيث قامت بنفي الإتهام الموجه ضدها في حجب مجموعة من المواقع الإلكترونية عن العمل ، حيث هذا الفعل يعد من أخطر أنواع التعدي الذي تتعرض له حرية الصحافة في السودان في ظل هذه الحكومة اتت بها الثورة ، و لأن الواقع العملي يكذب القول الذي نفى هذا الإتهام ، فإن الملفت للنظر نجد أن الحجة أُقيمت بالدليل القطعي و الذي تحصل عليه كل الناس بمختلف ثقافاتهم و أعمارهم عندما قاموا بتصفح هواتفهم النقالة وحاولوا عبرها الدخول في روابط هذه المواقع الإخبارية .
و لو أن هنالك حكومة واعية لكان من الواجب عليها إطلاق العنان للحريات للإعلام بصورة عامة بعدم تكميم الأفواه وعدم وضع قيود على حرية النشر الصادق ، و على وجه الخصوص أن تعطى الحريات للمواقع الإلكترونية الإخبارية لأنها واسعة الإنتشار أكثر من غيرها ، و كان من الأوجب أن تقوم الحكومة بدعمها مادياً و ليس بحجبها لان هذه المواقع عبر ما تنشره من أخبار سترسل به رسالة طمأنبينة عامة سيقرأ العالم الخارجي منها أن أمر الحريات في السودان في تقدم ملحوظ ، فمعظم هذه المواقع المحجوبة و بصفتي من المراقبين للمشهد العام إلتمست فيها الجدية والمصداقية و المهنية و الإحترافية في فن النقل و جودة المنقول الذي يعطي الصورة الحقيقية للواقع بالصورة والصوت ، فإجمالاً أن معظم هذه المواقع الإخبارية السودانية نجدها في غاية الحرص والإلتزام في نقلها للأخبار الذي يعتمد على قوة المصدر حتى تكون أخبارها دائماً متناهية الدقة و ذلك لإنها تريد أن تبني لنفسها قواعد جماهيرية متينة من واقع مصداقية أخبارها و سبقها الصحفي ، و تريد من خلال هذه القيمة الأخلاقية أن تحصد على أكبر عدد من المتصفحين لها و ذلك لن يأتي إلا من واقع مصداقيتها في النقل الذي يطمئن له المتصفح ، و لأن معظم ملاك هذه المواقع من الشباب الطموح فتكثر بينهم روح المنافسة الشريفة في جودة المنقول ، و كما يعتمد بعضهم على الدخل البسيط الذي يصل إليهم عن طريق إعلان قوقل الذي يعتمد على عدد المتصفحين .
تقاطعت الأخبار بين التأكيد و النفي في هذه الجريمة النكراء التي تعلن إعلاناً صارخاً عن تراجع مؤشر الحريات في السودان حيث أنكرت كل الجهات الإفصاح عن هوية العميل رقم صفر الذي وجه بهذا القرار الأعور ، و لأن الكريهة دائماً منكورة لذلك ذهب الجميع في نفي قرار الحجب عن أنفسهم بالرغم من ان الفعل يكذب القول ، حيث تسربت بعض التصريحات التي اكدت الحجب بدواعي امنية من باب التحوط بمنع النشر الكاذب ، و بذلك يكونوا قد إفترضوا حدوث الجريمة قبل وقوعها ، ولهذا قاموا بإصدار العقوبة على المواقع و المتصفحين لها بهذا الحجب من واقع قبيح ظنهم قبل أن يتبين لهم الخيط الابيض من الأسود ، فهذا السلوك القبيح جعلني أن أستصحب ما حدث تماماّ في قصة الغلام الذي قتله الرجل الصالح في قصة سيدنا موسى التي وردت في سورة الكهف حيث تم القتل لإعدام جريمة لم تحدث بعد و كان مسرحها في المستقبل إذا ظل الغلام على قيد الحياة ، حيث كان ذلك نابعاّ من علم رباني لدني مؤكد ، كان يحمله ذلك الرجل الصالح ، فهل ياترى حدث هنالك فتح رباني كشف الله به حاجب الغيب للحكومة عبر نيابتها العامة لتفرض العقوبة على الجريمة قبل وقوعها في أمر النشر الكاذب ، أيعقل أن يكون هذا واقع حال الإعلام في ظل حكومة اتت بها ثورة شعبية ؟؟!! .. (الله في عونك يا وطن) .