شــــــــوكــة حـــــــــوت *وســـــــام الـحــــــمـــار*
ياسرمحمدمحمود البشر
*جاءت بقرة الي باب قصر السلطان راكضة وقالت لرئيس البوابين أخبروا السلطان بأن بقرة تريد مقابلته أرادوا صرفها فبدأت تخور لا أخطو خطوة واحدة من أمام الباب قبل أن أواجه السلطان أرسل رئيس البوابين للسلطان يقول مولانا، بقرة من رعيتكم تسأل المثول أمامكم أجاب السلطان لتأتِ لنرى بأى حال هى هذه البقرة قالت البقرة مولاى سمعت بأنك توزع أوسمة أريد وساماً فصرخ السلطان بأى حق وماذا قدمت؟ما نفعك للوطن حتى نعطيك وساماً؟ قالت البقرة إذا لم أعط أنا وساماً فمن يعطى؟! تأكلون لحمي وتشربون حليبي و تلبسون جلدى حتى روثى لا تتركونه بل تستعملونه فمن أجل وسام من التنك ماذا عليّ أن أعمل أيضا؟! وجد السلطان الحق في طلب البقرة، فأعطاها وساماً من المرتبة الثانية*
*علقت البقرة الوسام في رقبتها وبينما هي عائدة من القصر ترقص فرحاً إلتقت البغل ودار بينهما الحديث مرحباً يا أختى البقرة مرحبا يا أخى البغل ما كل هذا الإنشراح؟ من أين أنت قادمة؟ شرحت البقرة كل شيء بالتفصيل وعندما قالت أنها أخذت وساماُ من السلطان، هاج البغل وبهياجه وبنعاله الأربعة ذهب إلى قصر السلطان وأخذ يصرُخ بباب القصر سأواجه مولانا السلطان ممنوع إلا أنه وبعناده الموروث عن أبيه حرن وتعاطى على قائميه الخلفيين أبى التراجع عن باب القصر نقلوا الصورة إلى السلطان فقال البغل أيضاً من رعيتي فليأتِ* *ونرى؟ مَثُل البغل بين يدي السلطان ألقى سلاماً بغلياً قبّل اليد و الثوب ثم قال بأنه يريد وساماً فسأله السلطان ما الذي قدمته حتى تحصل على وسام؟ فقال البغل : يا مولاي، ومن قدم أكثر مما قدمت؟! ألست من يحمل مدافعكم وبنادقكم على ظهره أيام الحرب؟ألست من يركب أطفالكم وعيالكم ظهره أيام السلم؟ لولاى ما استطعتم فعل شيء فأصدر السلطان قراراً إذ رأى البغل على حق، فقال السلطان أعطوا مواطنى البغل وساماً من المرتبة الأولى*
*وبينما كان البغل عائداً من القصر بنعاله الأربعة وهو في حالة فرح قصوى إلتقى بالحمار قال الحمار* *مرحباً يا ابن الأخ قال البغل مرحباً أيها العم من أين أنت قادم و إلى أين أنت ذاهب حكى له البغل حكايته حينها قال الحمار ما دام الأمر هكذا سأذهب أنا أيضاً إلى سلطاننا وآخذ وساماً وركض بنعاله الأربعة إلى القصر صاح حراس القصر فيه لكنهم لم يستطيعوا صده بشكل من الأشكال فذهبوا إلى السلطان و قالوا له مواطنكم الحمار يريد المثول بين أيديكم هلا تفضلتم بقبوله أيها السلطان؟ قال السلطان ماذا تريد يا مواطننا الحمار فأخبر الحمار السلطان رغبته فقال السلطان وقد وصلت روحه إلى أنفه البقرة تنفع الوطن والرعية بلحمها وحليبها وجلدها وروثها وإذا قلت البغل، فإنه يحمل الأحمال على ظهره في الحرب و السلم وبالتالي فإنه ينفع وطنه ماذا قدمت أنت حتى تأتى بحمرنتك وتمثل أمامى دون حياء وتطلب وساماً؟ما هذا الخلط الذى تخلطه؟فقال الحمار و هو يتصدر مسرورا ً رحماك يا مولاي السلطان إن أعظم الخدمات هي تلك التي تُقدم إليكم من مستشاريك الحمير فلو لم يكن الألوف من الحمير مثلي في مكتبكم أفكنتم تستطيعون الجلوس على العرش؟!*
نــــــــــص شــــــــوكــة
*هل كانت سلطتكم تستمر لولا الحمير وكذلك لو لم تكن رعيتكم من الحمير، لما بقيت في الحكم يوم واحد عندها أيقن السلطان أن الحمار الذي أمامه على حق ولن يستحق وسام من التنك كغيره، وإنما نفتح له خزائن الاسطبل ليغرف منها كما يغرف غيره من الحمير!*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*من روائع الكاتب التركى عزيز نيسين نشرت فى ٢٤ أغسطس ٢٠١٧*.
yassir.mahmoud71@gmail.com