رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت .. طـــهــور إنــشــاء الله


ياسرمحمدمحمود البشر

*قررت إحدى الأسر السودانية الهجرة من الريف إلى العاصمة الخرطوم مثلهم مثل معظم الأسر السودانية التى ضاقت ذرعاً من العيش بالريف وعلى كل وفقت هذه الأسرة أوضاعها وتأقلم معظم أفرادها مع مجتمع العاصمة إلا جدتهم فهى طاعنة فى السن وتقضى معظم ساعات يومها داخل البيت وفى هذه الأثناء تقدم أحد أبناء الأسر الخرطومية الميلاد والنشأة للزواج من كريمات هذه الأسرة الريفية وذات يوم مرضت الجدة ولزمت سرير المرض بالمستشفى وأجريت لها عملية جراحية وبحسب طباع أهل العاصمة ذهب خطيب البنت لزيارة الجدة بعد أن حمل معه أجود أنواع الحلوى والمشروبات الغازية وبعدها سلم على الجدة بلغة عاصمية بحتة (يا تيتة سلامات طهور إنشاء الله) فما كان من جدة الخطيبة إلا أن ردت على خطيب بنتهم بعفوية أهل الريف (بَرِى يا ولدى عندى عملية فِتَاق بس ما طهور)*.

*حاكم إقليم دار منى أركو مناوى المعين بنص إتفاقية جوبا طالب الحكومة الإنتقالية بتوفير مبلغ ٧٠٠ مليون دولار عداً نقداً وعلى وجه السرعة لتنفيذ بنود إتفاقية جوبا بولايات دار فور وكل هذا قبل أن يؤدى القسم ويستلم مهامه التى لم تحدد هذه اللحظة لأن مناوى جاء من أجل خدمة النازحين واللاجئين من إقليم دار فور وأن هذا المبلغ سيذهب لخدمة هؤلاء الناس فى معسكراتهم وقراهم ولن يصرف دولار واحد فى غير محله فى حال تمكنت الحكومة الإنتقالية من توفير هذا المبلغ من دون كبير عناء وعلى الحكومة الإنتقالية أن ترفع الدعم عن كل شئ وتزيد الضرائب حتى تستطيع أن تجمع المبلغ المطلوب من السيد مناوى حاكم إقليم دار فور لأن المواطن أصبح البقرة الحلوب والحيطة القصيرة التى تقفز عبرها الحكومة الإنتقالية*.

*حال مناوى مثل حال هذه الأسرة التى هاجرت من الريف إلى المدينة وبدلاً من أن يتأقلم مناوى على حياة المدينة فى ظل الحكومة المدنية وقبل أن يطلق مناوى العنان لمطالبه على الهواء الطلق كان عليه أن يذهب لزيارة قيادات الحكومة الإنتقالية ويتأكد من مخرجات مؤتمر باريس ويتأكد من عائدات (الشوبش) الذى جمع وبعدها يقول لهم (طهور إنشاء الله) وينتظر الرد ليعرف العملية التى أجريت هل عملية (فتاق ولا حاجة تانية) تستهدف البنيات التحتية وما هو نصيب دار فور من مؤتمر باريس*.

*ويمكن القول أن حاكم إقليم دار فور (دلدل كرعينو قبل يركب) لأن سلطة حكومة دار فور لم تضح معالمها ومواردها وإختصاصاتها والوصف الوظيفى لحاكم إقليم دار فور ذات نفسه وبعدها يجب على مناوى والمسؤول المباشر عن مالية إقليم دار فور وكيفية إدارة هذا المبلغ حال توفره ناهيك عن تعثر الحكومة فى الحصول على المبلغ الذى طلبه مناوى وأخشى أن تعجز الحكومة الإنتقالية فى تغطية نفقات نثريات مكتب مناوى ناهيك عن رواتب موظفى حكومة إقليم دارفور والتى يطمع عدد كبير بالإستوزار فى حكومة مناوى المرتقبة*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*حاكم إقليم دار فور ووزير المالية تم تعينهما بنص إتفاقية جوبا وجبريل ومناوى يمثلان حصة دارفور بالجهاز التنفيذى وكل يعرف الآخر ويمكن القول أن مناوى وجبريل (دافننو سوا) و (المرفعين بيعرف جعير أخوهو)*.

ربــــــــع شــــــــوكــة

*يقول المثل الإنجليزى كما رواه منى أركو مناوى (إذا قدر لك أن تعيش فى الغابة فتعلم كيف تعيش مع المرافعين)*.

 

yassir.mahmoud71@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى