رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت أى كـوز ندوسـوا دوس


ياسرمحمدمحمود البشر

لو رفعت الحكومة الإنتقالية الثانية شعار (أى كوز ندوسوا دوس) وفـعًلت العضلات وعطلت المنطق فمن حقها أن تعتقل كل قيادات الكيزان من دون توجيه تهم وبذلك يكون المردود على المشهد العام أكثر تعقيداً فى ظل ظروف يعيشها المواطن والوطن أكثر ضبابية ولو إفترضنا جدلاً أن الحكومة الإنتقالية إستشعرت الخطر عليها من قبل الكيزان وأنهم أكبر مهدد لهذه الحكومة التي يقودها عبدالله حمدوك من سيئ إلى أسوأ تحت مظلة سنعبر وسننتصر وقبل الخوض فى الحديث عن قانونية القبض على معشر قيادات المؤتمر الوطنى بالمركز والولايات هناك جملة من الأسئلة تفرض نفسها بقوة لابد من طرحها على طاولة الحكومة الإنتقالية.

هل يقف الكيزان وقيادات المؤتمر الوطني المراد إعتقالهم وراء أزمة الوقود والخبز ويقفون وراء كل أزمات البلاد التى تجاوزت سقف المعاناة وهل يقف الكيزان وراء فشل حكومة حمدوك فى توفير معاش الناس وهل يقف الكيزان وقيادات المؤتمر الوطنى وراء زيادة أسعار الوقود إلى ٥٠٠٪ وزيادة تعرفة الكهرباء والمياه وهل يقف الكيزان وقيادات المؤتمر الوطنى وراء فشل الحكومة الإنتقالية فى فرض هيبتها منذ تكوينها فى اليوم الأول وهل يقف الكيزان وراء الصراعات بين مكونات قوى الحرية والتغيير مع العلم أن الكيزان وصلوا إلى قناعة بسقوط حكمهم يوم ١١ أبريل ٢٠١٩ وتفرقوا حال سبيلهم فى أرض الله الواسعة.

أنا وعلى المستوى الشخصى مع الحكومة الإنتقالية فى عملية القبض على قيادات المؤتمر الوطنى الذين يثبت تورطهم فى عمليات فساد مثبتة أو حتى الذين أشارت إليهم شبهة فساد وليت الحكومة الإنتقالية حكمت على قيادات المؤتمر الوطنى بالحكم والإعدام شنقاً حتى الموت لو أنهم كانوا مجرمين وتقديم كل من ثبت تورطه فى عمليات فساد لكن أن تتم عملية إعتقال قيادات المؤتمر الوطنى على خلفية إنتمائهم السياسى من دون وجود تهم فهذا يعد نوع من أنواع الدكتاتورية ولا يوجد تفسير غير ذلك وعلى الحكومة الإنتقالية أن تكون على قدر قرارها وتعتقل كل قيادات الصف الأول بحزب المؤتمر الوطنى حتى تستقر الأوضاع السياسية والإقتصادية بالبلاد ووقتها لكل حدث حديث ولكل مقام مقال وليتم تطبيق شعار أى كوز ندوسوا دوس بالقانون وليس بقوة السلطان.

إما إذا كانت الحكومة تقصد من إجراءاتها القمعية هذه محاربة تنظيم المؤتمر الوطنى فإن المؤتمر الوطنى تنظيم سياسى تم حله بعد الثورة السودانية ومنع من ممارسة العمل السياسى على أرض الواقع لكن لا يستطيع كائن من كان أن يطفئ جذوة المؤتمر الوطنى من قلوب قياداته المؤمنين بفكرته وحتى لا نذهب بعيداً فقد ظل الحزب الشيوعى موجوداً بالمشهد بالرغم من الضربات الموجعة التي تلقاها من نظام الرئيس الأسبق الراحل جعفر نميرى والمضايقات التى وجدها فى ظل نظام الإنقاذ لكنه ظل موجودا وهو الآن يشارك مع عدد من الأحزاب السياسية فى جريمة سرقة الثورة السودانية التي فجرها الشعب السودانى وسرقت من قبل بعض الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعى وكذلك سيكون المؤتمر الوطنى وبعض الكيزان موجودون على المشهد ولهم تأثير ولو بعد حين طالما أنه فكرة والفكرة لا تموت على الإطلاق.

نــــــــــص شــــــــوكــة

َ ويمكن القول أن عملية التضييق على قيادات المؤتمر الوطنى ومحاصرتهم والقبض عليهم يحرك فيهم غريزة ممارسة العمل السياسى ويقودون معارضة واضحة ضد الحكومة الإنتقالية ووقتها سيتحول الشعار من (أى كوز ندوسوا دوس) الى (كوز نكوسوا كوس) فعالم السياسية لا يوجد فيه عداء دائم أو صداقة دائمة إنما توجد مصالح مشتركة وهنا لا بد من الدعوة إلى مصالحة شاملة.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(يا جماعة ما تمشطوها بقملا)

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى